أحيا الفنان العراقي "كاظم الساهر" أو كما يحلو للبعض تسميته ب"القيصر" حفلا غنائيا على ركح مسرح قرطاج ضمن السهرة العاشرة من الدورة 48 من مهرجان قرطاج الدولي تحت عنوان "لأني أحبكم اغني لنزار قباني" بحضور جمهور غفير العدد. بهتافات متكررة و تصفيق متواصل انطلق حفل القيصر في تمام الساعة العاشرة لنشاهد نسخة مطابقة للأصل مما شاهدناه في حفلات سابقة نفس الأغاني تتكرر من "اكرهها" إلى "هلا بالحلوة" إلى "هل عندك شك" إلى "اعشقها" إلى غيرها من الأغاني التي ميزت فترات قديمة من مسيرة هذا الفنان. و لئن قدم جديده الذي تمثل في أغنية من كلمات الراحل "نزار قباني" إلا انه اختار عرض الكلمات مع تأدية مقطع منها فقط . كاظم الساهر الذي حضر إلى تونس في حدود الساعة السادسة مساء من يوم الحفل صعد إلى الركح ليقدم حفلا مملا لا يحمل أي جديد بل على العكس حتى أن بعض الحضور علقوا على الأمر بالقول أنهم انتظروا أن يغني "هذا اللون عليك يجنن" . هذا الفنان لم ينتبه إلى أن صعوده المتكرر على هذا المسرح و الذي انطلق منذ سنة 1998 لا يزيده إلا مسؤولية ليقدم دائما الأفضل و الجديد و ليكون في حجم المسؤولية التي أنيطت بعهدته. و في الواقع يبدو انه قد اقتنع بان مهرجان قرطاج ليس إلا محطة عادية و ما قدمه ليس إلا حفلا بسيطا و كأنه يؤدي بعضا من أغانيه في جلسة مع مجموعة من الأصدقاء أو في حفل خاص و تمادى في تصرفاته التي لا تنتمي إلى المحترفين من الفنانين بصلة فرفض مقابلة الصحفيين و إجراء ندوة صحفية كما جرت العادة و غادر المسرح بسرعة و في الحقيقة ليست هذه المرة الأولى التي يتصرف فيها الساهر بهذه الطريقة . كاظم الساهر استهان بالجمهور الذي دفع مقابل الدخول إلى الحفل مبالغ كبيرة حين كرر حفلاته السابقة و التي يمكن لآي شخص أن يفتح صفحة على موقع اليوتيوب ويسمعها و استهان بالصحفيين حين رفض الجلوس إليهم و الإجابة على أسئلتهم فإلى متى ستكرر مثل هذه التصرفات ؟ و إلى متى سيعتلي ركح هذا المسرح الذي يحمل بين ثناياه حكايات طويلة عن تاريخ هذا البلد الغني من لا يحترم خصوصياته؟ ناقوس خطر يجب إرساله و رسالة إنذار يجب أن تصل إلى كل مديري المهرجانات , مسارحنا ليست مرتعا لكل من تسول له نفسه الاستهانة بها و كل فنان يرى نفسه فوق الجميع لا يلزمنا و أبناء هذا البلد أحق بالصعود عليها من غيرهم ...