توافد قرابة العشرة آلاف متفرّج، ليلة أول أمس الى المسرح الأثري بقرطاج لمشاهدة نجمهم المفضل الفنان العراقي «كاظم الساهر». إقبال كبير من الجمهور على السهرة عدد 19 في الدورة السادسة والأربعين لمهرجان قرطاج الدولي، وخاصة من الفتيات أو المعجبات اللائي مثلن قرابة 80٪ من الجمهور الحاضر في حفل الفنان العراقي. كما سجل اعضاء جمعية أحباء كاظم الساهر حضورها في هذا الحفل حاملين اللافتات وعلم العراق في شكله القديم، أي قبل تغييره إبّان الاحتلال الأمريكي وجرائمه في العراق. «العراق» كان حاضرا في أغاني كاظم الساهر حين غنى أغنية «ليلى» آخر إبداعاته الحقيقية في مجال التلحين (وما بعدها عادية لا غير)، حين قال: «نفيت واستوطن الأغراب في وطني». كما غنى الفنان العراقي لتونس، حين أدى أغنيته الشهيرة «هلا بالحلوة السمراء»، لكن الحظ الأوفر في أغاني كاظم الساهر كما هو معلوم للمرأة سواء في أغانيه التي كتبها شعراء عراقيون أو في قصائد نزار قباني على غرار آخر قصيدة لحنها وهي بعنوان «حبيبتي». خطأ غير مبرّر! وفي هذه الأغنية (حبيبتي)، غيّر كاظم الساهر فعلا في المقطع الأول من القصيدة من صيغة الماضي الذي يفيد المطلق الى صيغة المضارع، وقد يكون ذلك للضرورة الموسيقية، لكنه لا يبدو كذلك. فالمقطع الأصلي يقول: «حبيبتي إن سألوك عني يوما فلا تفكرّي كثيرا..». بينما جاء بصوت كاظم الساهر «حبيبتي إن يسألوك عني يوما فلا تفكري كثيرا».. والحال أنه حافظ على صيغة الماضي في بقية المقاطع لذلك يبدو هذا الخطأ أو هذا التغيير غير مبرّر. 3 ساعات ورغم هذا الخطإ، فإن كاظم الساهر أطرب جمهوره، واستجاب لطلباته، فغنى له من قديمه وجديده في ثلاث ساعات من الزمن، لكنه بقدر ما أطرب وألهب الأجواء في المدارج بالنسبة للمعجبات، فإنه بالمقابل أرهق بعض الجماهير وخاصة الرجال ر الذين حضروا الحفل لمرافقة إمّا زوجاتهم أو عائلاتهم.. «إذا حبوك ارتاح» الجمهور الحاضر بأعداد غفيرة في حفل الفنان العراقي، تفاعل مع نجمه المفضل، وقد دخل بعضهم في هستيريا من الصياح اللاّمبرّر. لأن نجمهم كما كانوا يشاهدون لازال على قيد الحياة. كاظم بدوره كان منتشيا بجمهوره الذي رماه ب« دب» و«مشاميم الفل» وبالقبل وبالأيادي، وهنا نستحضر لقطة طريفة لكنها مخجلة عندما أراد كاظم الساهر إشفاء غليل معجباته عبر مصافحتهن من بعيد وهن يلتصقن بالركح. في تلك اللحظات حاولت احدى المعجبات جذب كاظم الساهر نحوها فما كان من صاحب «هذا اللون عليك يجنّن»، إلاّ أن ابتعد قليلا، وواصلا غناءه كما لا يفوتنا استحضار لقطة أخرى طريفة حصلت في بداية الحفل وكادت تحدث بلبلة في المدارج، وتتمثل اللقطة في أنّ احدى معجبات كاظم بمجرد نطقه للكلمة الأولى في أول أغنية، وقفت وانطلقت في الرقص، رغم أن الأغنية ليست ايقاعية ولا ترقص أصلا ولولا أن رفيقتها أجبرتها على الجلوس، لحصلت معركة بينها وبين الجالسين خلفها في المدارج. موضوع جمهور المسرح الأثري بقرطاج، موضوع إن توسّع القول فيه طال وإن رمي بالقصد جاز، لكن السؤال الذي يطرح من الاعلاميين اثر الحفل لماذا قدم كاظم الساهر الى تونس قبل الحفل بقليل ولماذا غادر المسرح قبل الجمهور؟! هل هو هروب من الصحافة والإعلام، أم هو هروب من نوع آخر؟! وسام المختار هوامش من الحفل صدام حسين المخيلة العديد من الجماهير رفعت أعلام العراق عاليا فرفرفت في سماء تونس لتختزل خارطة العروبة وذكرت الحضور بماضي العراق المجيد أيام حكم الشهيد صدام حسين الذي حضر في مخيلة العديد من الحضور. من قرطاج الى قرطاج لعل المثل الشعبي الشائع «من الطبق لبيت النار» ينطبق على حال كاظم الساهر فمن مطار تونسقرطاج الدولي اتجه فورا الى المسرح الاثري بقرطاج لاقامة حفله على غير العادة جل الذين أثثوا سهراتهم على ركح المسرح الاثري استعانوا بجذاذات لتقديم برنامج العرض الا كاظم فقد خرج عن هذا المألوف وكان برنامجه محفوظا في الذاكرة. تلك هي الخبرة أو ربما لكثرة حفلاته حفظ كاظم البرنامج عن ظهر قلب. المرأة حاضرة والرجل غائب جل الباقة المقدمة من الاغاني كانت تخص المرأة فقط ولم يكلف كاظم نفسه العناء ليغني ولو أغنية يتيمة خاصة بالرجل ربما تلك هي توجهات كاظم الفنية أو ربما هي عقدة فنية. تخمر مزدوج بعض المراهقات وصلن الى حد التخمر لما انغمسن في الصراخ، بمجرد رؤية كاظم الذي تخمر هو أيضا في عدة مقاطع من الغناء لكن شتان بين ذلك التخمر والآخر. بين مارسال وكاظم في السنة الفارطة طلب مارسال خليفة من الحضور الصمت ليغني باعتباره هو الفنان وكالعادة شرع الحضور في الغناء ليلة أول أمس بدل كاظم الذي بابتسامة تنم عن الفرح بتقمص الجمهور دوره وأخذه لقسط من الراحة لأن التعب أنهكه. اعجاب أثناء تخمر احدى الحاضرات ولشدة اعجابها بكاظم رمته بلعبة في شكل دب كان بين يديها فماذا لو كانت هذه المعجبة تمسك حجارة. بادرة لمزيد من الاحاطة اللازمة بالجماهير الوافدة تم توفير عديد المختصين في الاسعافات فكان فريق الهلال الاحمر حاضرا في المدارج لمراقبة الجماهير المتخمرة. كلمة حق أثناء حفل «اسماعيل لو» و«ايدير» كانت الجماهير المتوافدة من نوع آخر لذلك كانت الاحاطة الامنية متوفرة لمنع بعض التجاوزات وهو ما لاحظناه ليلة أمس لتوفير الراحة أكثر لجماهير قدمت للاستمتاع وليس للتهريج فكلمة شكر لأعوان الأمن على المجهودات.