خلّفت الأحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية مؤخّرا ردود أفعال متباينة لدى أهالي الشهداء والجرحى والجمعيات المتبنّية لقضاياهم. وفي الوقت الذي فضّل فيه البعض عدم الإدلاء بآرائه تجاه الأحكام ارتفعت أصواتا أخرى مندّدة بها لتتخذ من الأساليب التصعيدية وسيلة لإيصال أصواتها. ومن المنتظر أن تنعقد غدا ندوة صحفية تحضرها عائلات شهداء الكرم الغربي لإعطاء تفاصيل الأحداث التي ألمّت بالجهة أيام الثورة والتي انجرّ عنها سقوط سبعة شهداء وعدد من الجرحى وقد وقع اتخاذ هذه الخطوة احتجاجا على الحكم الصادر تجاه المتهم بقتل أبنائهم والذي حكم عليه بعدم سماع الدعوى في المحكمة العسكرية الدائمة بتونس. أهالي الكرم الغربي ينفّذون إضراب جوع تنفّذ منذ الإثنين الفارط عائلات شهداء وجرحى الكرم الغربي التي سبق أن عبّرت عن استيائها من الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة بتونس في حق المتّهم بقتل سبعة من أبنائها إضراب جوع. وقد أكّد لطفي بن محمود أخ الشهيد منتصر بن محمود ل«التونسيّة» أن هذا الإضراب جاء كردّة فعل على الحكم الصادر تجاه الشخص الذي وقع الاتفاق انّه يقف وراء قتل ذويهم ليصف الحكم ب«المهزلة» وأشار إلى انّ كلّ العائلات ستعمل على التصعيد إذا لم يتمّ النظر في مطالبها. «خلّص الكرطوشة» أكّد «علي المكّي» رئيس الجمعيّة الوطنية للدفاع عن حقوق الشهداء وجرحى الثورة ل«التونسيّة» أنّ حملة «خلّص الكرطوشة» التي انطلقت منذ يومين ببادرة من الجمعية وبموجب بيان أصدرته في الغرض تحت عنوان «بيان الكرامة» تهدف الى جمع ثمن الرصاص الذي قتل وجرح به الشهداء والجرحى للتبرّع به إلى الرئاسات الثلاث. وأضاف أنّ هذه البادرة لاقت نجاحا باهرا لدى مختلف العائلات الذين فقدوا ذويهم بمختلف ولايات الجمهورية ليفيد أنّ قيمة التبرعات إلى حدّ مهاتفته بلغت قرابة ال200 دينار مشيرا إلى أنّ ثمن الرصاصة حدّد بدينار واحد. و أشار «المكّي» إلى أنّ الغاية من هذه الحملة هي مطالبة السلط التونسية وأصحاب القرار بالكشف عن الحقيقة التي حسب رأيه لم يكشف عنها بعد نتيجة تعمّد أطراف موجودة في الحكم التستّر عليها.