يعتبر اللوز أهم منتوج في سيدي بوزيد إلى جانب الزيتون من حيث المساحات المغروسة في عديد المناطق من بينها أولاد حفوز والمكناسي وبن عون وبئر الحفي وجلمة وسيدي بوزيدالشرقية والرقاب وغيرها ومن حيث اليد العاملة التي يوفرها هذا القطاع الذي يمتد على فترة ثلاثة أشهر على الأقل بداية من أواخر شهر جويلية، وقد لقي هذا القطاع أهمية تذكر عندما تكاثر عدد «الخضارة» الذين انتشروا في جنوب وشمال البلاد ليعودوا إلى جهة سيدي بوزيد محملين بأطنان من اللوز يقع تجميعها في أماكن يختارها الخضارة ليتمكنوا من إعدادها عبر مراحل عديدة ثم يتجه الباعة للبحث عن أسواق عديدة في مختلف الجهات التونسية وخاصة في جهة صفاقس التي أصبحت قبلة باعة اللوز وهو ما يجعلهم يتكبدون مصاريف ونفقات إضافية في نقل المنتوج وبيعه بأسعار يفرضها أصحاب المعامل وهو ما اضطر بعضهم الى أن يعودوا إلى مناطقهم بالمنتوج ويعيدوا خزنه إلى فترة الشتاء أو إلى ما قبل المناسبات التي يستهلك فيها التونسي كميات هامة من اللوز. أما الفلاحون فإنهم يبيعون لوزهم إلى الوسطاء أو التجار الذين يتواجدون أيام الأسواق الأسبوعية وينتصبون في عدة زوايا من الأسواق أو للتجار الذين يتجولون في المناطق الريفية. وقد تذمر العديد من الفلاحين من ظاهرة الغش التي يعتمدها تجار اللوز سواء في الأسواق الأسبوعية أو حتى التجار المتجولون الذين يطففون في الكيل والميزان ويضغطون على الأسعار مما تسبب في عدة مشاكل من جراء بعض التصرفات السيئة ومحاولات الغش لذلك فإن أبناء سيدي بوزيد وخصوصا الفلاحين الناشطين في قطاع اللوز يطالبون بإحداث سوق لبيع اللوز بالجملة على غرار بعض الأسواق الأخرى وذلك للحد من هذه الممارسات والتجاوزات والمشاكل التي يختلقها تجار اللوز الوهميون. كما يطالب الأهالي بمقاومة التجار والباعة المنتصبين هنا وهناك متباعدين عن بعضهم بعضا وبتجميعهم في مكان واحد تخصصه البلدية للقيام بعمليات البيع والشراء بلا شروط وبصفة قانونية ومراقبة طريقة تعاملهم مع الحرفاء الوافدين عليهم من شتى أنحاء الجهة وخاصة النسوة منهن اللاتي أبدين تذمرهن من بعض السلوكات والأساليب التي يأتيها هؤلاء.