اعتصمت مجموعة كبيرة من أهالي منطقة المناسة التابعة ترابيا لعمادة وادي الحجل بمقرّ معتمدية حاجب العيون صباح أمس وذلك احتجاجا على الوضعية السيئة التي يعيشها الأهالي في غياب الماء الصالح للشرب, الذي يعاني منه عديد المواطنين الذين استبشروا مؤخرا عندما انطلقت بتاريخ 13 فيفري المنقضي أشغال انجاز بئر عميقة محاذية للبئر القديمة والمعروفة باسم بئر احمد بن جمعة ,باعتبارها نقطة الماء الوحيدة بالجهة التي ينتظر أمامها يوميا العشرات من المواطنين للحصول على حصّتهم. فالماء ملوّث ويقع استخراجه بواسطة الدلو والجذب بحبل طويل من بئر تزيد عمقها عن 65 مترا. وعادة ما يتمرّغ الحبل بمختلف فواضل الحيوانات وهي عملية شاقة وصعبة, الى جانب ما تفرزه من مخلفات صحّية سيئة حيث تسجل المنطقة أعلى نسبة من المرضى المصابين بأمراض الكلى. نتيجة تعفّن المياه ولعل ما زاد في معاناة مواطني منطقة المناسة, هو اعلامهم بنتيجة أشغال حفر البئر الجديدة والتي توقفت اعمالها عند عمق 350 مترا دون الوصول الى نتائج ايجابية. وقد وقع اشعار الأهالي أنّ ادارة الموارد المائية التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقيروان, من خلال معاينتها لتحاليل الماء بأحد المخابر المختصة بتونس العاصمة والتابعة لوزراة الفلاحة قد وقع اكتشاف نسبة من الملوحة تقدر ب 8,47 وبالتالي يتعذر على المصالح الفلاحية المختصة مواصلة انجاز أشغال حفر البئر وذلك لعدم الجدوى, وتبعا لذلك تم العمل على نقل معدات الحفر والمتمثلة بالأساس في آلة حفر عملاقة, من المنتظر نقلها الى جهة سيدي بوزيد للقيام بأشغال حفر هناك, غير أن أهالي منطقة المناسة لم يبقوا مكتوفي الأيدي حيث قاموا بوسائلهم الخاصّة بالعمل على تحليل نسبة ملوحية المياه باحد المخابر المختصة بولاية سيدي بوزيد وكذلك بمخبر خاص بمدينة سوسة، حيث ثبت لديهم أنّ نسبة الملوحة لاتتجاوز 3,4 غرام باللتر الواحد, وهي نسبة لا تشكل خطرا على الصحة فتم منع المقاول من نقل معدات الحفر, طالما لم يقع انجاز المهمة التي جاء من أجلها. ومن المنتظر أن يشهد هذا الاعتصام تداعيات جديدة في ضوء اعطاء اشارة من السلط الجهوية الى القوة العامة بالتدخل لتنفيذ قرار تسليم معدات العمل الى المقاول, الذي لم يستظهر لدى السّلط المحلية بنتائج اختبار ملوحة الماء مثلما لم يستظهر بنسخة من كراس شروط العمل لدى الأجهزة الإدارية المحلية, وقد رافق كل ذلك امتناعه عن الإدلاء بالقيمة الجملية للمشروع الذي صرفت من أجله أموال عمومية طائلة بلا جدوى.