عاجل/ قضية منتحل صفة مدير بديوان رئاسة الحكومة..السجن لهؤولاء..    في لقائه بوزراء .. الرئيس يأمر بإيجاد حلول لمنشآت معطّلة    مؤشر إيجابي بخصوص مخزون السدود    فيما إسرائيل تستبيح سوريا .. .الجولاني يعتقل قائد الجبهة الشعبية في فلسطين    الكرة الطائرة سيدات: النادي النسائي بقرطاج يتوّج بكأس تونس للمرة الثامنة    الدوري الفرنسي.. باريس سان جيرمان يتلقى خسارته الثانية تواليًا    في الصّميم : «تخوين» بن رمضان واحترافنا المزيّف    غدا: حرارة في مستويات صيفية    منير بن صالحة: ''منوّبي بريء من جريمة قتل المحامية منجية''    صفاقس : المسرح البلدي يحتضن حفل الصالون العائلي للكتاب تحت شعار "بيتنا يقرأ"    بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: المنتخب التونسي يضيف ثلاث ميداليات في منافسات الاواسط والوسطيات    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    القصرين: قافلة صحية متعددة الاختصاصات تحلّ بمدينة القصرين وتسجّل إقبالًا واسعًا من المواطنين    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    وزير النقل يدعو الى استكمال أشغال التكييف في مطار تونس قرطاج استعدادا لموسم الحجّ وعودة التّونسيين بالخارج    كلاسيكو اوفى بوعوده والنادي الصفاقسي لم يؤمن بحظوظه    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    "براكاج" يُطيح بمنحرف محل 26 منشور تفتيش    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    وزير التربية يؤدي زيارة إلى معرض الكتاب بالكرم    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوسف الزواوي" ل « التونسيّة"» "شهاب اللّيلي" خذل الرّاية الوطنيّة، ورفض مدّنا حتّى بالمعلومة.. هذا ردّي على "مختار التليلي" ..و الحديث عن بطولات التّرجي المشكوكة تفنّده نتائج ما بعد الثّورة
نشر في التونسية يوم 21 - 08 - 2012

منتخب 94 كان ضحية حرب كواليس بين كبار المشهد الرياضي
لهذه الاسباب كان الإختيار على "عادل السليمي" ، ومشورة شفيق جرّاية لا تلزمني في شئ
"البنزرتي" في نسخة ما بعد "بن غربي"ة صعبة التكهن ، والمسالة فيها الكثير من النظر
حين تواعدنا على اللّقاء بمكتبه في دار الجامعة التونسيّة لكرة القدم، كان موضوع الحوار المتفق عليه بيننا أن نتناول حقيقة ما أفرزته الأيام القليلة الماضية من أخبار تحدثت عن انقطاع تيّار التّواصل بين العضو الجامعي شفيق جرّاية وبين ضيفي لهذا اليوم، ما يمهّد لحرب كواليس قادمة داخل الغرف المغلقة على خلفيّة عدم إشعاره بنيّة اختيار عادل السلّيمي على رأس منتخب الاواسط خلفا للمستقيل من مهامه شهاب اللّيلي الذي فضّل أن تكون وجهته نحو عاصمة الرّباط بعيدا عن مكاتب الحديقة الخلفية لدار الكرة أين تنتصب الإدارة الفنّية.
كنت أعرف الرّجل جيّدا، وأعي حرصه على اختيار مصطلحاته ممّا يخيّل إليّ حين أحادثه أنني في رحاب أحد الممثّلين الديبلوماسييّن الحريصين على اختيار كلماتهم حفاظا على ما يسمى بسياسة المصالح المشتركة، ومع ذلك حزمت أوراقي وقصدت وجهتي بشيء من التأخير، وفي مخيّلتي العديد من الأسئلة التي حرصت على طرحها بقليل من الاستفزاز المشروع حتى أضمن الإجابة ، وإن كانت في بعض الأحيان لا تخلو من نيران صديقة.
وصلت حيث تواعدنا على اللّقاء ، ووجدت الرّجل غير وحيد في انتظاري، قبل ان يستودعنا الكاتب العام رضا كريّم مرفوقا بأحد الإداريين، فاسحا لنا المجال لنفرغ ما لدينا من تساؤلات أفرزت هذا الحوار الذي نترك لكم بقيّة اكتشاف تفاصيله.
سي يويف، دعني أستسمحك اوّلا وقبل الدّخول في الموضوع أن استطلع رأيك بخصوص المشهد الرياضي الحالي ما بعد ثورة الرّابع عشر من جانفي وأنت الخبير في الشّأن الفنّي ؟
بطبيعة الحال لا يمكن أن ننكر موجة التغيير التّي طالت المشهد الرياضي بصفة عامّة تزامنا مع ما تشهدة البلاد من متغيّرات على مستوى الخارطة السّياسيّة وفق إفرازات الوضع الذي تعيشه تونس،في المقابل وإن كان التغيير إيجابيّا في أبعاده المنشودة والمشروعة، فإن ما نشهده على أرض الواقع يؤكّد أنّنا ما زلنا نتحسّس توازننا المفقود.
برأيك، هل سيطول بحثنا عن التوازن المفقود في ظلّ بطولة استطاعت أن تجد لها منفذا في كتاب « غينيتس» للأرقام القياسيّة، لكونها الأطول في العالم؟
هي بالفعل بطولة استثنائية بكلّ المقاييس ، وإن كان القائمون على برمجتها وتوزيع جولاتها لا يتحمّلون وزر تمطيطها إذا ما وضعنا في الاعتبار الظروف التي صاحبت توقّف نشاط البطولة في أكثر من مناسبة، بقي أن أشير إلى أنّ الجامعة التونسية لكرة القدم حريصة على عودة كرتنا الى مسارها الصحيح وسوف لن يطول تحقيق أهدافها بحول اللّه إذا ما تكاثفت جهود كلّ الاطراف المعنيّة دون استثناء.
قبل أن نأتي على موضوع تعيين المدرّب عادل السلّيمي على راس منتخب الأواسط وما رافقه من ردود أفعال، دعني أسألك عن حقيقة التعيينات داخل مشهدنا الرياضي وما إذا كانت وفق الكفاءات، أم اعتمادا على منظومة «الأقربون أولى بالمعروف» ؟
بداية وحتّى أكون صريحا معك، تعتمد التعيينات على عنصرين إثنين، أوّلهما الكفاءة وثانيهما « إلّي تعرفو خير ملّي ما تعرفوش» ، لدينا مدربون يتمتّعون بحضورهم الخاص وأسلوبهم الحرفي في التعامل مع المجموعة، وعلى هذا الأساس يكون الإختيار لأننا لا يمكن أن نلغي شرط الكفاءة وإن كانوا من الأقربين.
ولكن وجود سامي الطرابلسي على رأس المنتخب يتعارض مع إجابتك هذه، خصوصا وأن الرّجل لا يحمل في جرابه تجربة تدريبية ولو وحيدة؟ أفلا يدخل هذا ضمن الشّعار المراعي للاختيارات وفق منظومة « هذا متاعنا» ؟
سامي الطّرابلسي يمثّل الإستثناء وليس القاعدة ، واختياره على رأس المنتخب كان نتاج ظروف يعلمها المتابعون للشّأن الرياضي.
ما دمنا في ذات السّياق ، ما تعليقك على تصريحات شيخ المدرّبين مختار التليلي وانتقاده لتعيينك على رأس منتخبات الشبّان بتعلّة افتقادك للتكوين الأكاديمي ؟
بالفعل قرأت ما نسب الى مختار التليلي من تصريحات، ولا أخفيك أنني حملت سمّاعة الهاتف واتصلت بقيدومنا لأستفسره الموضوع بكلّ احترام وتقدير، إلا أنه أنكر فحوى الحديث وسياقه.
شخصيّا أعتبر أن وجود يوسف الزواوي بصفة مستمرة على أرض الميدان تعلّله مسيرتي وتاريخي، علما وأنّي حظيت بشرف الانتساب الى الإدارة الفنّية للجامعة في أربع مناسبات دون أن أسعى في أيّ منها الى اللهث وراء المسؤوليّة واستجدائها، وفي كلمة أقول لسي مختار « ربّي يهديك وعلاقتنا باش تتواصل وما هيش باش تتغيّر»
هل أفهم من كلامك ، أن التعليم الأكاديمي لا يصنع المدرّب النّاجح ؟
المدرّب الناجح لا تصنعه « الديبلومات» ولنا في ذلك أمثلة عديدة، في المقابل هناك من الأكاديميّين من لم يستطع نحت إسمه والحفاظ عليه لسنوات متتالية، عكس البعض ممّن يصنّفون بفاقدي الشهائد والذين لا يزالون الى الآن محافظين على دويّ أسمائهم وتألقهم على امتداد السنين دون الحديث عن عدد الألقاب التي كسبوها دون غيرهم، دون أن يعني هذا عدم الاعتراف بالجانب الأكاديمي ومساهمته في التوق نحو الافضل، وحتى نختصر الطريق أقول المدرب الناجح تصنعه الكاريزما وقوّة الشخصيّة قبل الشهائد.
وأنا أسجّل إجابتك تخيّلت لو كان « المخ « موجودا معنا لطرح السؤال على الفور حول فشلك في قيادة منتخب 94 في كاس إفريقيا للامم التي أقيمت ببلادنا وخروجنا المبكّر من الدّور الأوّل ؟
قبل الإجابة عن سؤالك ، دعنا نتّفق أوّلا أنّني لست ممّن يتنكّرون لنداء الواجب كلّ ما دعت الحاجة إلى ذلك ففي تلك الفترة وجب التّذكير بأنّني كنت مدرّبا للمنتخب الأولمبي وفي الآن نفسه مدرّبا للنادي الإفريقي قبل أن يقع تعييني على رأس المنتخب الوطني ستّة أشهر قبل انطلاق بطولة أمم إفريقيا ودون برنامج تحضيرات مسبق، ومع ذلك لبّيت نداء الواجب وسارعت الى ضبط برنامج تحضيرات كانت ناجحة بشهادة الجميع، وفيها قدّم المنتخب افضل مبارياته أمام فرق عالميّة، ولكن الحقيقة الخافية على الجميع هي وجود حرب كواليس طاحنة بين كبار الرؤوس المسيطرة على المشهد الرياضي نتيجة صراعات زعامات، دفعت مع المنتخب الوطني ضريبتها.
ألا يمكننا أن نعرف هويّة تلك الرؤوس بعد مرور حوالي عقدين من الزمن ؟
لا أرى داعيا لذكر الاسماء وكل ما أستطيع قوله عن تلك الحقبة « تعارك سعد وسعد الله جات في راس مسعود»، ولن أضيف اكثر.
وهل كانت سلطة الإشراف ممثلة في وزارة الرياضة حينها على علم بحرب الكواليس الطاحنة؟
نعم كانت على علم بأدق التفاصيل وبحثت على تحقيق التوازن بين القوى المتناطحة ولكنها لم تنجح ، وحتى نسترجع شريط الذّاكرة لابدّ أوّلا من الاتفاق حول نجاح فترة التحضيرات وامتياز الفريق في مواجهاته الودّية، في المقابل أخفقنا في أولى مقابلاتنا ضد المنتخب المالي، علما وأننا في تلك الفترة كنّا نلعب مقابلتين فقط عكس الدورات اللاحقة التي أصبحت ثلاثة لقاءات في الدور الأول، ومع ذلك كانت إمكانيّة التّدارك لا تزال قائمة لو لم يحصل ما حصل في ملعب سوسة وكذلك المنزه من تعالي الصيحات الجماهيرية المنادية برحيل يوسف الزواوي في سيناريو مشابه للملعبين بتنظيم محكم « والفاهم يفهم» ، ولعلمك وعلم من ذاكرتهم ضعيفة أنني في سنة 2002 تواجدت على رأس الإدارة الفنّية للمنتخب وقمت بإعداد برنامج متكامل حصد روجي لومار ثماره بإحرازه اولى الألقاب الإفريقية للمنتخب بشهادته الشخصيّة.
المعروف عن الرجل نرجسيّته المفرطة فكيف يشهد بذلك ؟
راجع تصريحاته في تلك الحقبة بمعيّة السيد حمودة بن عمّار وستعرف الحقيقة.
درّبت النّادي البنزرتي بقرار شجاع حينها من السيد محمّد بلحاج الذي يعود له فضل اكتشاف اسم يوسف الزواوي، ولكنّك في المقابل لم تلق الإشعاع إلا زمن تولّيك قيادة الشأن الفنّي للترجيين ؟ فهل قدر الأسماء أن تصنعها الكبار ؟
الفضل يا سيدي يعود الى الله أولا ثم البنزرتي ثم محمد بلحاج أخيرا، أما في ما يتعلّق بالجانب الثاني من سؤالك فإن الزواوي كان موجودا من قبل أن يتّصل بي الترجي في سنة 97 اين كنت ملتزما بعقد مع أحد الفرق السعوديّة ولكن هذا لا يمنعني من القول إن الترجي حافظ على استمرار اسم الزواوي على الساحة الرياضية، وساهم في نحت مسيرته التي ترسخت.
حين تم الإتصال بك للمسك بالمقاليد الفنية لأبناء باب سويقة ، ألم تخش حينها المغامرة ؟
لا اخفي أنني خفت بادئ الامر من عواقب المغامرة خصوصا وأنني أخترت قبل الاسماء الناشطة حينها في الميادين التونسية والحال أنني مدرّب لفريق سعودي، لكنني قبلت التحدّي أحد سماتي في الحياة وأظنني نجحت في ذلك على اعتبار أنني بقيت على رأس الفريق لخمس سنوات متتالية وهو في حد ذاته تتويج لمسيرتي كمدرب دون الحديث عن الألقاب.
بصراحة هل يستقيم الحديث عن بطولات مشبوهة للترجيين زمن شيبوب، وما الذي يميز شيخ الأندية عن بقية الفرق التونسية ؟
جملة من المعطيات تميّز الترجي عن بقيّة الفرق من بينها الإيمان بالإستمرارية، الى جانب الأهداف المرسومة والحرفية على مستوى التعامل الإداري، أما بخصوص الحديث عن بطولات مشبوهة وألقاب مشكوك في أمرها فذاك مردود على أصحابه ، بدليل وضعية الترجي الحالية وسيطرته على المشهد الرياضي حتى ما بعد الثورة وفي غياب المحسوبين على نجاحاته.
لننتقل من باب سويقة ونعبر القنال بإتجاه فريقك الام النادي البنزرتي في نسخته الحاليّة، وسؤالي هو كيف ترى السي آ بي ما بعد زمن بن غربيّة الذّي نجح في تحقيق ما لم يستطعه الأوائل ؟
- سؤال وجيه وأعتبره في غاية الأهميّة ، ذلك ان النادي البنزرتي مع بن غربيّة تحوّل من نسخة كانت بالأمس محلّ تعاطف من الجميع الى أخرى شكّلت قوّة جديدة مسيطرة بثقلها على الخارطة الكرويّة التونسيّة رفقة الترجي الرياضي.
البنزرتي الذي أعرفه كان سلّم أجوره لا تتعدّى 22 ألف د شهريّا، وبنزرتي بن غربيّة أصبح رقم معاملاته الشهري 151 ألف د شهريّا، بمعنى أن الفريق الذي كان محل تعاطف تحول بسرعة كبيرة الى مثال يحتذى ، وذلك حق مشروع لكل محب يرغب في رؤية ناديه على أعلى ربوة البطولة التونسية، أما عن سؤالك فدعني أعترف بأن الإجابة صعبة والمسألة فيها الكثير من النّظر، لأن السياسة اختلفت والبنزرتي تحول من فريق يصارع البقاء الى فريق تكوين وصولا الى فريق القاب، ما يعني ان جماهير الاصفر والاسود لم تعد تقبل بلعب دور الكومبارس في البطولة والإكتفاء بالمشاركة لغاية تحصيل مرتبة مشرّفة ، ومن الصعب إقناعها بخلاف ذلك، لذلك تبدو الإجابة صعبة عن سؤالك.
لنأتي إلى موضوع السّاعات الأخيرة، وما أفرزته من حديث عن توتّر العلاقات القائمة بينك وبين العضو الجامعي شفيق جرّاية على خلفيّة عدم استشارته في اقتراحك لاسم عادل السلّيمي على رأس منتخب الأواسط؟
شخصيّا طالعت كغيري من المتابعين للأخبار الرّياضيّة ما تداولته بعض الأوساط الإعلاميّة عن توتّر علاقة بيني وبين العضو الجامعي شفيق جرّاية الى حدّ وصفته بانقطاع تيّار التّواصل بيننا، من جهتي أحترم الدكتور جرّاية وما يجمعني به هو علاقة مهنيّة فيها من الإحترام والتقدير الشيء الكثير، ومسألة اختياري على عادل السليمي كبديل لشهاب الليلي الذي اختار أن يغادر المنتخب في أسوء الأوقات وأصعبها كان نتاجا لظروف أملتها المرحلة التي استوجبت التفكير في بديل يسد الفراغ الذي تركه الليلي الذي تبقى لدي مؤاخذات حول طريقة عمله.
لو توضّح لنا الصورة حول تلك المؤاخذات التي تتحدّث عنها ، قبل أن نستكمل الحديث بخصوص هذه النّقطة؟
حين باشرت مهامي ونزلت الى الميدان أتابع عن قرب ، وجدت مجموعة من 40 لاعبا يحيط بهم شهاب الليلي وحيدا دون مساعد، فسألته ما ذا كان بإستطاعته أن يحسن التقييم في صورة إقتسام الزّاد الى مجموعات صغيرة تعمل على الجوانب التطبيقية على طول أرضيّة الميدان فأجابني أن المعد البدني سيشاركه المهمّة ، و أذكر حينها أنني توجهت له بالسّؤال ما إذا كانت تلك طريقته في العمل صلب النّوادي التي أشرف على تدريبها ، فكانت إجابته بالنّفي ، فعلّقت على الأمر بأنّ من حظي بشرف الانتماء الى المنتخب لا بدّ وأن يتميّز عمله بالحرفيّة وهو ما يفتقده من خلال ما لمسته في طريقة عمله.
ألا تعتقد بأن تدخّلك بمثل هذه الطريقة قد يكون وراء إنسحاب اللّيلي ؟
لا أظن ّ ذلك، ولعلمك أن مهمّتي تكمن في متابعة منتخبات الشبّان، لا أن أقبع بمكتبي أرصّف الأوراق وأنتظر صرف جرايتي، فأنا فنّي ولست إداريا.
لنعد الى موضوع تعمّدك إختيار عادل السلّيمي دون إعلام شفيق جرّاية ؟
أولا قرار تعيين عادل السلّيمي على رأس منتخب الأواسط اتّخذ داخل المكتب الجامعي وليس خارجه، بمعنى أن الإختيار فنّي وإداري، ثمّ أنّني في المقابل لا أجد مبرّرا لمشورته والحال أنّه كان متواجدا مع الفريق في الأردن ضمن فعاليّات البطولة العربيّة، معتقدا أن رضا كريّم سيتكفّل بالمهمّة.
حين حملت سمّاعة الهاتف لأستمع الى رأي شفيق جرّاية ، أذكر أنه قال لي لن أدلي بأي تصريح الى حين النّظر في نتيجة المنتخب ضد الغابون، والحال أنّنا إنهزمنا ألا تخشى من قرارات عكسيّة تطبخ داخل الكواليس بوصفة من جرّاية ؟
أعتقد أنّ كلّ من ينتمي الى المكتب الجامعي لا بدّ أن تكون تصريحاته ومواقفه نتاج قرار جماعي بعد جلسة تضمّ كافة الأعضاء، ولا أظنّ سي شفيق بغافل عن هذا الأمر.
طيّب ما معيارك المعتمد في إختيار عادل السلّيمي، ولماذا لم يقع الإبقاء على نزار خنفير ما دام قد نجح بإمتياز في رهان البطولة العربيّة ؟
أوّلا وجب التوضيح والتذكير في آن واحد أنّ وجودي على رأس الإدارة الفنّية كان في الفترة الأخيرة زمن رحلة الأردن، وكانت أولى ملاحظاتي معنيّة بفترة التحضيرات، وأذكر أني تحادثت مع شهاب اللّيلي وبسطت له أفكاري على مستوى البرمجة وأعلمته بضرورة البحث عن مساعد حتى يرتقي العمل الى مستوى النّخبة وبالفعل تم الإختيار على نزار خنفير.
ولو عدنا الى ما عشناه قبل المباراة وأعني بذلك توقيت مغادرة شهاب اللّيلي الذي أحمّله المسؤوليّة كاملة في ما وصل إليه الفريق، سنجد إجابة شافية لسؤالك، أذكر أني إتّصلت بالسيّد وديع الجريئ وتقرّر البحث عن بديل لأن الهدف كان البطولة الإفريقية وليس البطولة العربيّة، لذلك تمّ الإختيار على عادل السلّيمي باعتبار أن نزار كانت له مهام أخرى صلب الجامعة، علما وأن السلّيمي كان متواجدا بالأردن، لذا يطرح السؤال وبإلحاح حول نيّة تجاهل مساهمة عادل في النجاح ونسبته فقط الى خنفير
والحال تلك بما تفسّر انسحابنا ضدّ الغابون ؟
الكرة لم تكن معنا ، علاوة على كون الإختيارات التي تمّ العمل وفقها كانت بالأساس لمدرّب خيّر الإنسحاب في وقت حرج واختار وجهة أخرى رافضا حتّى مدّنا بالمعلومة وبعض المعطيات الخاصّة، لذلك أعود وأقول إن الليلي هو أكبر مسؤول عمّا آل إليه حال الفريق الذي كان على الورق مغلوطا من الناحية الإيجابيّة، ذلك أنّه كان مبنيّا على المهارات الفرديّة وحدها، ولأن تلك المهارات لم تكن في الموعد وقف الفريق بأكمله خصوصا وقد مر عليه ما يقارب عن 50 لاعبا وظل دائما حقل تجارب دون تحديد تشكيلة نهائية.
طيب لو نتعرّف على وضعية السلّيمي الحاليّة وما إذا كان سيواصل على رأس منتخب الأواسط ؟
لسنا في وقت محاسبة، ومن يريد محاسبة السلّيمي برأيي لن يكون مسؤولا محترما، الفريق لم يمر هذا واضح ولا خلاف عليه، لكن من يروم المحاسبة فليحاسب شهاب اللّيلي الذي ألبسوه ثوب البطولة دون أن يستحقّها مقابل رفضه حتى مدّ صديقه نزار خنفير بالمعلومة وإصراره على التكتّم على بعض الجزئيّات الفنّية الخاصة باللاعبين الذين يجهلهم عادل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.