أعتقد أنه لا يوجد تونسي واحد من بين الذين تابعوا لقاء النجم والترجي السبت الماضي، لم يتألم لما حدث من قبل بعض الحاضرين بالملعب. فقد تمكنت مجموعة من المتفرّجين على قلتها من افساد العرس الكروي الذي جمع بين فريقين عريقين.. وضرب كرة القدم عندنا في الصميم.. بعد أن تمكنت من انجاز ما توعدت به الجميع عبر «الفايسبوك» وحققت ما كانت تدعو إليه بعض النفوس المريضة والتي لا تريد لهذا البلد أن يخرج من متاهات الفوضى.. لقد أعمت أفكارهم السوداء البصائر ففعلوا ما فعلوا وتمكنوا من إيقاف المباراة رغم محاولات التهدئة ووقفة مسؤولي النجم الذين بذلوا ما يفوق الطاقة، ولكن تيار الهدم الغاشم أفشل كل المحاولات.. ماذا يريد هؤلاء؟ فإن كانوا يرومون ضرب «النجم» لغايات ظلامية نجهلها.. فإنهم واهمون لأن النجم أقوى وأسمى من كل الدسائس ومحاولات الوأد بفضل تاريخه الرياضي والنضالي الطويل ووقفة رجالاته من الشرفاء الذين لن يسمحوا لأي كان بأن يطمس نور «النجم» أو يحجب ضياءه!.. وإن كانوا يريدون ترهيب المنافس الترجي يومئذ وغيره في قادم الأيام فهم أيضا مخطئون لأن نجاحهم في الهدم مرة لن يخول لهم مواصلة التخريب، ففي هذا الشعب من ذوي العزم الأشداء من يقدرون على كبح جماح هذا التيار ووقف زحفه المدمر.. ولعل ما يزيد في تفاؤلنا رغم مرارة الحادثة وانعكاساتها السلبية مالاحظناه وعلمناه من وقفة شرفاء «النجم» الذين لم يخبئوا رؤوسهم كالنعامة بل وقفوا بكل الشجاعة والجرأة المطلوبتين متصدين للمعتدين ومثيري الشغب، وهنا لا يفوتنا ان ننوه بكل الحرارة والإعجاب بما أتاه السيد رضا شرف الدين رئيس النجم الرياضي الساحلي في محاولة منه لإيقاف تيار العنف وحماية الضيوف. سي رضا شرّف فعلا هو وزملاؤه النجم وتاريخه وشرّف في الآن كل الرياضيين الصادقين المؤمنين بصفاء الرياضة وسموها عن كل الحسابات والمنافسات الظرفية..! لقد برهن رئيس النجم أنه من طينة الرجالات الذين تبحث عنهم رياضتنا لإخراجها من بؤرة الحقد والدسائس والضرب الحرام.. كما أثبت ان للنجم رجالاته وشرفاءه القادرين على إدارة عجلة الأحداث نحو الوجهة الوضاءة والصحيحة وقدم درسا لا ينسى للجميع وفي مقدمتهم أصحاب القلوب السوداء ولسان حاله يقول في هدوء ورصانة: لن تمرّوا وسنبقى بالمرصاد لكل من لا يريد للنجم النجاح وللرياضة التونسية الصلاح على درب لمّ الشمل بدل التفرقة وتطييب الجراح بعد الحرقة!.. وتبقى الكرة في ملعب كل الشرفاء في البلاد لإفشال كل محاولات الهدم والفساد.. ..وبالصدق ألاقيكم وأشدّ على أياديكم.