أكد رضا بلحاج، الناطق الرسمي ل«حزب التحرير» في مناسبات عدّة أن الحزب لم يتراجع عن أفكاره، أي مبادئه العامة، ولا عن مواقفه، أي القانون الأساسي له للحصول على تأشيرة عمله القانوني، إلاّ أن «التونسية» فوجئت مؤخرا باتصالات من شباب الحزب في بني خلاد أبدوا امتعاضهم وعدم رضاهم عن الظروف التي تحصل فيها حزبهم على التأشيرة متسائلين: «هل تنازل حزبنا عن مبادئه للحصول على التأشيرة؟». وأكد جانب من شباب الحزب أن حزبهم منقسم اليوم إلى شقين: شق يساند التأشيرة وشق آخر يعارضها وأنهم يرفضون الغموض والضبابية اللذين يحومان حول المكتب المركزي بالعاصمة، مشيرين إلى أنه من الصعب أن توافق وزارة الداخلية على منح الحزب تأشيرة العمل القانوني في ظل مبادئه ومواقفة التي تتناقض مع القوانين المنظمة لعمل الأحزاب وخاصة مع الفصول 3 و4 و8 و9 ومرسوم 1987 حسب قولهم، وهو ما أكده «لسعد»، عن شباب الحزب ببني خلاد قائلا: «مبادئ حزبنا هي قطعية الدلالة وتتنافى كلّيا مع القانون المنظم للأحزاب، لكننا فوجئنا بتصريح رضا بلحاج، بعد اللقاء الذي جمعه بلطفي زيتون، أن الحزب قد تحصل رسميا على تأشيرة العمل القانوني، وبصراحة جميعنا يتساءل: كيف للحكومة أن تتساهل وتمنح الحزب التأشيرة، من هي الجهة التي قدمت تنازلا؟ أهي الحكومة أم حزب التحرير؟ هناك كواليس نجهلها وقد سبق أن التقينا برضا بلحاج وتواصلت جلستنا إلى أكثر من خمس ساعات لكنه لم يتمكن من اقناعنا من أن الحزب مازال متمسكا بمبادئه الأولى، ولن يغير من خطه الدعوي، وما يؤكد هذه التخمينات أن شباب الحزب في العاصمة قد توقف عن توزيع المناشير التي تعد جزءا لا يتجزأ من الحملات الدعوية للحزب وعلاوة على ذلك فالحزب قد تحصل على تأشيرته خلال مؤتمر حركة «النهضة»، وهو مازاد حيرتنا وتساؤلنا، وقد يكون ذلك من بين الأسباب التي دفعت رموز الحزب ببني خلاد الى التغيب عن اللقاء الذي عقده رضا بلحاج بالجهة مؤخرا، ونحن اليوم نريد توضيحا من الجهات المسؤولة، فقانون الأحزاب واضح وصريح». نشك في وجود مؤامرة من جهته، بين «عمر» أن «حزب التحرير» هو حزب صاحب مبادئ، له نظام خاص به وأعماله متبناة من أحكام شرعية وأنهم يحتكمون ويلتزمون بما يقرّ به شرع اللّه، حسب تعبيره، قائلا: «الموضوع يتلخص في أن مجموعة كبرى من شباب «حزب التحرير»، طالبت بتوضيح حول الظروف التي تحصل فيها الحزب على التأشيرة، نحن لا ندخل تحت أي نظام من أنظمة «الكفر»، فكيف لنا أن ندخل تحت قانون أحزاب تنظوي تحته أنظمة تكفيرية؟ هذا ليس بالكلام المجاني، كيف تحصل الحزب على تأشيرته وطبقا لأي قانون وأي ظروف؟! كنا ننتظر توضيحا فجاءنا ردّ من الجهات المختصة أن الحزب لم ولن ينظو تحت قانون الأحزاب. وسؤالنا: «كيف تحصلتم على التأشيرة إذا؟؟ إلا أننا لم نتحصل على إجابة إلى يومنا هذا». يضيف محدثنا: «نحن نملك أدلة شرعية في هذا الصدد، وقد سبق أن جلسنا مع رضا بلحاج، ولم يتوصل الى اقناعنا، وصراحة ووسط هذا التعتيم نحن نشك في وجود مؤامرة. كما نعتبر أنفسنا: «نحن حزب التحرير»، الذي له تاريخه منذ 1953، صاحب الأفكار المستنبطة من القرآن والسنة، وإذا كانت هناك انشقاقا فأنا أقول إن الجماعة التي دخلت تحت غطاء التأشيرة هي «الشق المنشق» عن الحزب وليس نحن، وأنا اليوم أطلب منهم أن يتبيّنوا الملابسات الحقيقية وراء الحصول على التأشيرة إذا ما كانت لهم الشجاعة والجرأة». رضا بلحاج يوضح وللاستفسار اتصلنا برضا بلحاج، الناطق الرسمي باسم الحزب الذي أكد أنه سبق لهم أن كشفوا ملابسات حصول الحزب على التأشيرة أمام الرأي العام قائلا: «لقد قدمنا للجميع مطلب التأشيرة، وبعد ثلاثة أيام اتصلوا بنا لتوضيح بعض الأمور الشكلية وصارت تسوية إدارية حول المسؤول المالي للحزب وحول أموال الحزب ومآلها في صورة ما إذا حُلّ الحزب، وهي أمور عادية جدا، ونحن متمسكون بمبادئنا ولم نغير منها». وأضاف محدثنا: «نحن نتفهم أن هناك غيرة على الحزب وهم يريدون أن يكون الحزب مبدئيا وهذا من حقهم، لكن هناك من يعتقد أنه يمثل المبدأ داخل الحزب وهناك أشخاص غير قادرين على الاستيعاب، لذلك أنا أقول أن خطّنا سوي وهناك وثائق مدونة وتعدّ الفيصل بين الجميع، فمبدأنا واضح ولن نتنازل عنه، نحن لا نستعمل العنف ولا نحتكر الاسلام، هناك أطراف تريد أن تفسر حسب أهوائها وأنا أعتبرها حالة مرضية وأقول لهم أننا نعمل على نفس المضامين ولم نتبن أية أفكار. وقد قمنا يوم العيد بتوزيع مناشيرنا بصفة عادية، وكل من يشكّك في ذلك أقول إنه يعيش مرض «هاجس المبدأ ويبني تصوره على مبدئية الرفض لا في الاثبات، ولا يريد الاستغناء عن ذلك».