يتواصل إلى اليوم السبت غرة سبتمبر 2012 الاعتصام المفتوح الذي تنفذه منذ 5 أيام مجموعة من جرحى وأهالي شهداء ولاية القصرين بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالولاية. ورفع المحتجون لافتات على غرار «أين التنمية بالقصرين؟» و«يجب محاسبة من تلاعب بملف جرحى وشهداء القصرين». وبلغ عدد الجرحى المعتصمين 350 جريحا دخل 10 منهم منذ اليوم الأوّل للاعتصام في إضراب جوع وهم على التوالي: أيمن النزاوي وحمزة الميساوي وطارق مسعودي وخالد النزاوي وناجي قرناطي وصدّيق النزاوي وحاتم الغرسلي ورؤوف الجباري وبلال النزاوي ونزار قريري. كما يشارك في الاعتصام أكثر من 100 شخص من عائلات شهداء القصرين البالغ عددهم 26 شهيدا وممثلون عن شهداء تالة والبالغ عددهم 6 شهداء. «التونسية» اتصلت بمجموعة من المعتصمين حيث أكدوا أن مطلبهم الأساسي يتلخص في ضرورة تمتع الجهة بالتنمية والتشغيل إلى جانب توفير التعويضات المادية والمعنوية للجرحى «الحقيقيين» للثورة. وعبر المعتصمون عن استغرابهم من التلاعب الذي عرفه ملف الجرحى بالجهة إذ وقع إدراج العديد من الأشخاص في قائمة جرحى الثورة مع أن الإصابات التي طالتهم كانت بمعزل عن أحداث الثورة، ووجه المعتصمون أصابع الاتهام إلى الولاية التي كان لها الدور الأساسي في هذا «التلاعب» حسب ما جاء على ألسنتهم. كما عبّر المعتصمون عن غضبهم من تجاهل الحزب الحاكم لمطلبهم الأساسي بالرغم من محاولاتهم المتكررة لإيصال أصواتهم من خلال زيارتهم المتكرّرة لمقرات حزب «النهضة» بالجهة. وقالوا في هذا الصدد «لم يزرنا أيّ طرف سياسي باستثناء عضو المجلس الوطني التأسيسي السيد محمد علي الناصري، وهو أمر يدعو إلى الاستغراب!!! فقد تخلت عنا جميع الأحزاب السياسية التي دعمناها سابقا ولهذا قررنا أن أهالي ولاية القصرين سيقاطعون كل الأحزاب السياسية في الانتخابات القادمة في صورة عدم تحقيق مطالبنا المشروعة، أهمها التشغيل والتنمية». وأكد المعتصمون أن الموقف الذي اتخذوه بخصوص مقاطعة الأحزاب السياسية ينسحب على كل «القصرين» وهو موقف اتفق عليه كل أهالي الجهة. وفي السياق نفسه ذكر المعتصمون أن الاعتصام الأخير الذي نفذه بعض أهالي القصرين على الحدود الجزائرية ومطالبتهم بحق اللجوء إلى الأراضي الجزائرية قد يتكرر إذا لم يف رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي بالوعود التي التزم بها للجهة والمتمثلة في البت في ملف الشهداء والجرحى في مدّة لا تتجاوز الشهر. وفي الأخير عرج المعتصمون على تغير «لغة خطاب» رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل فرع القصرين، فبعد الترحيب بهم في اليوم الأول وفتح باب المقر لهم فوجئوا بتعمد بعض أعوان الاتحاد مضايقتهم وهو ما أدى إلى توتر الأجواء بينهم صباح يوم أمس ودخول المعتصمين في مناوشات كلامية معهم لكن سرعان ما هدأت النفوس بين الطرفين وعادت الأمور إلى طبيعتها.