عادل مرجان رئيس الأمل الرياضي بحمام سوسة قدّم استقالته، نبيل البعير رئيس القوافل الرياضية بقفصة يهدد بالتخلي عن مسؤوليته.. تململ في هيئة النجم الرياضي الساحي.. تحركات داخل الأولمبي الباجي.. كلها مؤشرات على أن أمرا ما يسير ويسري على غير طيبعته في أوصال كرتنا المحترفة! إن هذه الصورة المختزلة تعكس واقع أنديتنا في ظل سياسة رياضية أضاعت طريقها إلى.. الاحتراف الذي وُلد مشوّها خلقة وخُلُقا.. لقد جمعت كرتنا الشيء ونقيضه.. أي كبلت النوادي بضوابط خارج المنطق وبحثت في الآن عن إرساء الاحتراف لتطوير أداء أنديتنا وكرتنا في المطلق.. فماذا حدث على أرض الواقع حتى ينقلب السحر على الساحر؟.. حدث أن هللنا بالاحتراف وتناسينا إعداد الأرضية الأساس، وأعني التمويل وما أدراك ما التمويل!.. لقد تحدثنا في كل شيء إلا في المفصل المالي الذي يشكل العمود الفقري في حياة الأندية. لذلك بقيت الأندية محتفظة بشكلها القديم ولم ترق إلى مستوى التنظيم المؤسساتي الذي يتطلبه الاحتراف الحق وقد انجر عن ذلك بقاؤها تحت رحمة الممولين وأصحاب النفوذ المادي والمعنوي. وقد تولد عن ذلك إرساء آلية مستحدثة فريدة في نوعها ونفوذها.. وتتمثل في الهيئة العليا للدعم التي سرت كالموضة بين الأندية التي تسابقت إلى تطبيقها باعتبارها المنقذ والملاذ.. ولكن الواقع أثبت العكس- دون اعتبار بعض الاستثناءات- ففي الواقع تحولت هذه الهيآت إلى قوى نفوذ تتحكم في مصائر الأندية وتحكم بما تراه مدعومة بسلطتها المالية!.. لقد أصبحت تلك الهيآت المتصرف الفعلي في النوادي من القمة إلى القاعدة.. بعد أن خوّلت لنفهسا اختيار وتزكية المرشح الأول ونائبه لمنصب الرئاسة.. وفي هذا مصادرة لحق الأحباء في اختيار الأشخاص الذين يرون فيهم الكفاءة والقدرة على إفادة النادي.. وهم بذلك- أي أعضاء اللجنة العليا- يتمتعون بحرّية تنصيب من تميل إليه نفوسهم ويثقون في «ولائه» والرجوع إليهم في كل صغيرة وكبيرة بصفتهم المسيّرين عن بعد للنادي. وهم يدعمون بقدر ما يظهره رئيس النادي وهيئته من طاعة وولاء.. وإذا ما حدث العكس ينقلبون على ممثليهم بإيقاف حنفية الدعم عن ضخ الأموال.. ولكم أن تتصوروا ما ينتج عن ذلك من هزّات صلب الأندية المعنية.. ولعل العيّنات التي ذكرتها في البداية توفّر صورة مصغّرة عن الأوضاع التي وصلت إليها بعض النوادي نتيجة لتخلي هيآت الدعم والداعمين بصفة عامة عن التزاماتهم تجاه نواديهم.. تلك هي حال الاحتراف في كرتنا التي أرادت أن تساير مشية الحمامة.. فضيّعت مشيتها وصوابها.. فمن يعيد إليها عقلها؟.. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..