قال أمس عصام الشابي، الناطق الرسمي باسم «الحزب الجمهوري» أنّ حزبهم لن يهدأ له بال الا بعد «إسكات وحل رابطات حماية الثورة لما تشكله من خطر على أمن التونسيين». وأكد عصام الشابي خلال اللقاء الإعلامي الدوري للحزب أن حملتهم مستمرة وأنهم سيكثفون من الضغط من أجل حل هذه الرابطات لأنها تدعو إلى العنف وتمارسه وأنها «خطر على الانتقال الديمقراطي» قائلا: «إن المشرفين على رابطات حماية الثورة لا يؤمنون بالتعددية وبحق الاختلاف ونحن نستغرب من الأطراف الحكومية والأحزاب المشاركة في الحكم، كيفية استنجادها بهذه الرابطات لدعم شرعيتها، وأنا أقول لهم: «إن كنتم شرعيين، فمارسوا دوركم في حماية الثورة ولا توكلوه إلى الآخرين». الحوار الوطني أصبح ضرورة وجدّد الشابي خلال مداخلته، دعوة الحكومة إلى الحوار الوطني، وذلك للتخفيف من حدة الاحتقان، وقال في هذا الصدد: «نحن اليوم ننطلق في السنة الثانية من الانتخابات ومن نفس المربّع، فلا وجود لتاريخ واضح للانتخابات ولا لتاريخ محدد لنهاية كتابة الدستور، لذلك نحن ندعو «الترويكا» الحاكمة إلى الرجوع إلى دائرة الحوار، كما أننا متأكدون أنهم سيعودون للحوار اضطرارا أم اختيارا. فكفانا مضيعة للوقت ولنتجاوز تعنتنا وإثارتنا لقضايا ثورية وهامشية». وأضاف الشابي أنّ كل من يتمسك بالإقصاء أو الحوار المشروط، هو طرف لا يريد لهذه البلاد أن تستقر ولا يريد أن يطمئن التونسيون حسب قوله، مشيرا إلى أنّ هذه الحكومة ومنذ تسلمها السلطة لم تحاور الا نفسها وغيبت الجميع. وبين عصام الشابي في سياق متصل أنهم كحزب يؤمنون أن المجلس الوطني التأسيسي هو الجهة الرسمية والوحيدة القادرة على إلزام الجميع بخارطة طريق وأن التوافق ممكن وحقيقي إذا كان هناك استعداد ونزوع إلى ذلك. من جهتها، صرحت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري أن الإخلالات والنقائص موجودة وأن احتفال التونسيين بهذه السنة الجديدة جاء مرفوقا بالقنابل المسيلة للدموع والاعتصامات وإضرابات الجوع وبدفن أول ضحية من ضحايا العنف السياسي حسب تعبيرها، مستغربة «إصرار الحكومة على الهروب إلى الأمام والمضي بخطابات «الرضى عن النفس» أو بتحميل المسؤولية للغير». ودعت مية الجريبي، الحكومة إلى الجلوس سوية على طاولة الحوار وإلى التوافق الذي «أصبح ضرورة لا خيارا»، حسب قولها، مطالبة الجميع بالالتقاء وتحديد تاريخ موحد للانتخابات مع ضرورة التوافق حول المسائل التي مازالت معلقة مثل موضوع النظام السياسي. وعن موضوع الرابطات الجهوية والمحلية لحماية الثورة، أكدت الجريبي أن طوفان العنف سينطلق وسيأتي على الأخضر واليابس وأن مطلب حل هذه الرابطات هو مطلب ديمقراطي شعبي سيلتجئون إلى القضاء لتحقيقه. واستنكرت مية الجريبي إشراف محرزية العبيدي على اجتماع منسق لرابطة حماية الثورة بباب سويقة، وذلك بعد عملية اغتيال لطفي نقض بتطاوين، منددة بتعاطي عناصر من الحكومة مع هذه الرابطات. تهديدي بالقتل أمر سخيف وحول تهديده بالقتل من طرف إحدى الرابطات الجهوية لحماية الثورة، قال عصام الشابي إنّ رابطة حماية الثورة بولاية سوسة نشرت صورة على موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» وكتبت عليها «مطلوب حيا أو ميّتا» وهو ما وصفه عصام الشابي بالأسلوب السخيف، وقال في هذا الإطار: «هذه اللجان ذكرتنا بلجان حماية الثورة بإيران وبالخمير الحمر في كمبوديا، فهم يريدون إغراق بلادنا في بحر من الدماء وهذه دعوات معزولة. وأنا شخصيا أستغرب أن تدعو رابطة إلى تصفية أحد المواطنين والقادة السياسيين، وتبقى النيابة العمومية في موقع المتفرّج، وهو أمر خطير أتمنّى أن تستفيق الحكومة لتلعب دورها في حماية أمن الأفراد والمؤسسات».