امطار غزيرة جدا انهمرت على صفاقس مساء الاربعاء مصحوبة بزوابع رعدية قوية جدا وبرقا حادا مضئا الى جانب نزول البرد ' التبروري ' ولئن لم تدم هذه الامطار لوقت طويل الا انها كانت كافية لتغرق المدينة وشوارعها وانهجها وطرقاتها واحيائها في برك من الاوحال والمستنقعات للتقطع بذلك اوصال الطرقات وتتعذر عملية المرور للسيارات ووسائل النقل الا بشق الانفس .... هذه الامطار الغزيرة كشفت هشاشة وضع البنية التحتية للمدينة وحجم النقائص بها ... كما انها سددت ضربة قوية جدا لمشروع حماية بعض المناطق من الفيضانات حيث ان القنوات الضخمة التي وضعها ببعض المناطق قبل سنة على اساس انها ستحمي بعض المناطق وخاصة منها قلب المدينة وباحياء شعبية مجاورة كحي الدرابك بالسلطنية من مياه الامطار لم تفعل شيئا بل بدت مشروعا فاشلا تم ضخ اموال المجموعة الوطنية فيه دون ان يحقق الجدوى والنجاعة فقلب المدينة غرق في مياه الامطار مثلما غرق في الظلمة الشديدة جراء انقطاع الانارة العمومية وهو ما جعل المهمة صعبة جدا لسواق السيارات في التعرف على الطرقات وسط الظلام والسير ببطء شديد واما في حي الدرابك وسبخة الحجام ومناطق اخرى فان الماء دخل الى كل المنازل واستحالت حياة المتساكنين الى جحيم وسط الحيرة الشديدة من عدم نجاعة القنوات الضخمة التي كان من المفروض ان تستوعب الكميات الكبيرة من مياه الامطار ولا تسمح بتكدسها ولا بتحولها الى مستنقعات ضخمة يستحيل معها العبور وفي تلك الظروف الصعبة التي عرفتها عديد المناطق من برك مياه ومن انقطاع النور الكهربائي كانت حركة المرور بالطرقات تتم وسط ازدحام واختناق كبيرين ليقضي البعض قرابة الساعتين للوصول الى منزله في وقت لا يستغرق فيه مثل ذلك الامر اكثر من ربع الساعة