دعا منصف المرزوقي رئيس الجمهورية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى دخول التاريخ للمرة الثانية بعد مشروعه حول «المصالحة الوطنية»، من خلال إطلاق مصالحة مغاربية لبناء اتحاد ووحدة مغاربية، قائلا إن الهدوء الذي يتسم به الرئيس بوتفليقة نابع من مقاومته للعديد من العواصف، وأن هدوءه هذا دليل على القوة التي تجعل منه مصدرا للطمأنينة والأمان والراحة لكل الشعوب. وكشف رئيس الجمهورية في حوار مطول خص به تلفزيون «النهار» بقصر قرطاج في تونس، عن تفاصيل وجوانب كثيرة متعلقة بالانتخابات التونسية وبالدستور، وصولا إلى علاقته بالشيخ راشد الغنوشي فطفولته التي قضاها بالجزائر بعد الاستقلال، وعلاقته الحميمة بالرئيس بوتفليقة، حيث أفاد المرزوڤقي أن التحالف القائم بين حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية» وحركة «النهضة» وحزب «التكتل من أجل العمل والحريات» (الترويكا)، تحالف فرض نفسه لأنه تزامن مع الانتخابات، خاصة أن حزب «النهضة» كان يملك 89 صوتا، فلم يكن قادرا أن يحكم لوحده، ممّا أدى إلى خلق هذا التحالف، قائلا: «نحن كأحزاب معتدلة وعلمانية لم يكن لنا القدر الكافي لتأليف حكومة، وبالتالي كان التحالف ضروريا وإلا لكانت تونس في فوضى، كما أن التحالف فرض بطبيعة الخارطة السياسية»، ليعرج بالقول أن طبيعة الخارطة السياسية فرضت ذلك مع تحديد الخطوط الحمراء لكل طرف، فبالنسبة للإسلاميين، ربطت خطوطهم الحمراء بالهوية العربية الإسلامية، في حين «ربطنا خطوطنا الحمراء بحقوق الإنسان والحريات والدولة المدنية»، موضحا أنه لم يكن هناك اختلاف دون أن ينكر بأن التكتل والتحالف أمر صعب، لأن الأطراف المشاركة فيه لا تتقاسم نفس العقيدة والإيديولوجيا، بالرغم من أن كل الأطراف تتشارك في الإسلام. وقال المرزوقڤي، إنه وبالرغم من كل ذلك يبقى التحالف ضروريا وهو الحل الوحيد لايصال تونس إلى الانتخابات، التي «أتمنى أنها ستفرز نظامها القار خلال خمس سنوات»، خاصة أن الشعب جرّب كل الأطياف السياسية وأن التركيبة المثلى ستفرض نفسها، قائلا أن «التوانسة كلهم سواسية». هذا وقد عبر الرئيس التونسي عن سخطه من الذين يمارسون العنف والإكراه، مؤكدا أن هؤلاء خرجوا من الدائرة السياسية ومن اللعبة الديمقراطية، قبل أن يعود ويوضح أن تونس تمر بمرحلة مخاض، وأن كل القوى تريد أن تضغط في الاتجاه الذي تراه صالحا، مقرّا بوجود حركات إسلامية، غير أن الحركات السلفية وحركة «النهضة» تضغط في اتجاه كتابة الدستور، مضيفا أنه بالمقابل توجد قوى سياسية تضغط في الاتجاه المعاكس و«ليس لنا خيار»، ليوضح أن حزب حركة «النهضة» هو الذي سيتأثر من السلفية أكثر من الأطراف الأخرى. وعن دعوته إلى إقامة وحدة مغاربية بمجرد تسلمه الحكم، راح المرزوقڤي يؤكد أن المشروع موجود وتفعيلي، والدعوة إلى الوحدة المغاربية جاءت كضرورة حتمية، كون الاندماج في المغرب العربي على حد تعبيره يقدر ب2 بالمائة، في حين أن الاندماج في أوربا بلغ 60 بالمائة وآسيا 40 بالمائة، بالرغم من الاختلاف في الدين واللغة والمعتقدات، مشيرا إلى أنه بعد الثورة التونسية والليبية وبعد الإصلاحات في المغرب والجزائر، يوجد مسعى وهدف لإعادة تفعيل الوحدة، لاسيما أن الأمل بانعقاد القمة المغاربية قبل نهاية السنة لايزال قائما، والمباحثات جارية كي يصبح الحلم واقعا.