الآن وقد سكت «العلوش» عن الصياح المباح تاركا أصداء «بعبعته» أمانة حارقة في الجيوب الجوفاء.. الآن وقد غنّت البيوت «فاح العنبر- عفوا- المشوي فاح».. الآن وهنا حان الوقت كي ننظر ونتمعن معا في ما يفوح هذه الأيام حول تصرفات البعض ممن لم يتمعنوا في الدلالات السامية التي تشملها أعيادنا الدينية وفي مقدمة مقدمتها.. الوطن! إن الوطن بكل مفاهيم الدنيا وفي المدونات اللغوية والإيديولوجية والعقيدية حري بأن يرتقي إلى رتبة المقدس بعد الله وكتابه ورسله، باعتباره حاضنا لهذا الإنسان الذي جعله الله خليفة له في الأرض!..لذلك يتشبث الإنسان منذ القدم بالأرض التي نشأ وترعرع وكبر فوقها وبخيراتها ولم يترك أية وسيلة للدفاع عن حرمتها وعزتها وإعلاء رايتها.. ولن أدخل في التفاصيل لأن المقام لا يسمح بذلك. ولكني وجدتني مجبرا على التذكير بهذا الأمر البديهي بعدما سجلت الساحة الرياضية بعض التصرفات الشاذة التي تحاول المس بهذا الوطن ممثلا في أحد رموزه.. ألا وهو الفريق الوطني لكرة القدم. فقد عمدت أقلية- والحمد لله- من أحباء الترجي الغاضبين على جامعة الكرة بسبب استبعاد يوسف المساكني عن تربص المنتخب قبل مقابلة السيراليون إلى مناصرة الفريق الزمبي كرد فعل على القرارالمذكور!.. هكذا إذن يفعل سوء التقدير بالبعض ما لا يفعله الجاهل بنفسه.. فإقدام البعض على هذه الحركة المرفوضة شكلا وأصلا ومهما كانت التبريرات، تذكرنا بمن أراد الانتقام من زوجته بسبب خلاف قائم بينهما.. بإحراق نفسه! هكذا حاول بعض المتهورين «حرق».. الوطن بمثل ذلك التصرف الأرعن.. المنتخب الوطني رمز للوطن والوطنية!.. فكيف والحالة تلك يجرؤ بعض المتعصبين على انتهاك حرمة الوطن وبالتالي الاعتداء على كافة الشعب بمثل ما أتوه من تهوّر وقلة وعي وفقدان لكل شعور وطني.. ولئن تبقى هذه الحادثة هي الأشنع لقربها من ذاكرة أيامنا، فإنها- في الواقع- ليست الأولى.. فقد تكررت مثل هذه الإساءات إلى رموز الوطن في عدة مناسبات سابقة سواء بالا٫قلاب على اللاعبين بمجرد عثرة أو التفويت في فرصة للتهديف، وبذلك يصبحون مساندين للمنافس.. وذاك لعمري أشنع أنواع الخيانات! ولا يفوتني أن أشير في هذا المجال إلى نوع آخر من انتهاك حرمة الوطن من خلال تلك «التشتشة» التي يصر الجمهور على أن يصاحب بها عزف النشيد الوطني!.. متى يدرك البعض أن الوطن برموزه يبقى فوق كل الاعتبارات والحسابات وأن من أوكد واجباتنا احترامها في كل آن وحين وذلك حفاظا على أحد أهم مقومات سيادتنا بين الأمم!.. انتهى الدرس.. فهي نطوي صفحة الأمس؟!.. .. وبالصدق ألاقيكم وأشد على أياديكم..