احتضن مقر ولاية توزر مؤخرا الدورة العادية الاولى للنيابة الخصوصية والتي عوضت المجلس الجهوي المحل وقد حضر الدورة المسؤولون الجهويون ومكونات المجتمع المدني و الاحزاب وتم تخصيص مقدمة التقرير الى الوضع العام بالجهة خلال الفترة الأخيرة وما شهده من تطورات كبيرة ومستجدات على مختلف الأصعدة وذلك نتيجة الحراك الذي تعيشه البلاد بصفة عامة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا. اضافة الى ما شهده الوضع الأمني العام داخل المناطق الترابية لولاية توزر من تحسن نسبي و إستقرار . في حين يبقى الوضع بالمناطق الحدودية غير مطمئن مما يفرض مواصلة إعتماد أقصى درجات اليقظة والإنتباه خاصة في ظل الأوضاع الراهنة والتهديدات المسجلة سواء من طرف المجموعات الإرهابية أو عصابات التهريب التي تكثفت تحركاتها وأنشطتها مؤخرا لتهريب بعض المواد على غرار المحروقات والحديد وفسائل النخيل , وتبعا لذاك فقد تم تكثيف المراقبة الأمنية بالمناطق الحدودية المتاخمة للأراضي الجزائرية بمعتمديتي حزوة وتمغزة . الفلاحة ركيزة الاقتصاد في الجريد ثم ركز التقرير على النشاط الإقتصادي بالجهة بالأساس على الإنتاج الفلاحي المتمثل في إنتاج التمور والزراعات الجيوحرارية تحت البيوت المسخنة بالمياه الجوفية الحارة وعلى تربية الماشية التقليدية والنشاط السياحي الذي يبقى دون تحقيق النتائج المنتظرة رغم تنوع المنتوج ووفرته حيث شهدت الجهة غلق العديد من المؤسسات السياحية وبقيت السياحة الصحراوية سياحة عبور، بالإضافة إلى بعض الأنشطة الخدماتية في مختلف القطاعات كالصناعات التقليدية والمهن الصغرى والخدمات المختلفة والتي لم تساهم بالشكل الكافي في تنويع القاعدة الإقتصادية بالجهة وإعطائها الميزة التفاضلية والقدرة التنافسية داخليا وخارجيا. فبخصوص موسم التمور قامت المصالح الفنية التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر بمعاينات ميدانية لكافة واحات الجريد قصد تقييم الصابة تبين من خلالها أن الإنتاج كان في حدود 44,5 ألف طن مقابل 44 ألف طن الموسم الفارط مسجلا بذلك زيادة في حدود 1,1 % . كما إنطلق موسم تصدير التمور 2011/2012 منذ أكتوبر 2011 نحو مختلف دول العالم ( أندونيا، المغرب، الولاياتالمتحدةالأمريكية، روسيا، إسبانيا ، تركيا، فرنسا، الإمارات، ماليزيا....) وقد بلغت الكمية المصدرة إلى غاية 31/08/2012 وطنيا حوالي 81.130 طن جلبت حوالي 282 م.د من العملة الصعبة وجهويا تم تصدير حوالي 17.964 طن جلبت 66.356 م.د من العملة الصعبة من طرف الشركات المختلفة المنتصبة بالجهة مشاكل تعرقل تطور القطاع - ويبقى القطاع الفلاحي في حاجة الى الاصلاح ووجود حلول للعديد من المشاكل التي يعيشها على غرار عدم تجدد الموارد المائية بالجهة بسبب شيخوخة جل الآبار وترمّل بعضها مما يستدعي برنامج خاص لتعويض الآبار العميقة والمسنة مع إعداد دراسة كاملة وشاملة في الغرض .اضافة الى وجوب تدخل المشاريع لاستصلاح بعض شبكات الري القديمة وشبكات صرف المياه بالواحات.كما ان الجهة تفتقر إلى سوق لبيع التمور حيث أن السوق الحالية هي فضاء موحد لبيع الخضر والغلال بالجملة وفي الآن نفسه لبيع التمور. - صعوبات امام القطاع الخاص والصناعي الإستثمار الخاص بولاية توزر يعاني من العديد من الصعوبات والعراقيل التي تحول دون تطوره بالجهة بالرغم من الإمكانات والموارد المتوفرة مادية كانت أم بشرية ويعود ذلك إلى العوامل الأساسية التالية : ضعف مساهمة الجهاز المصرفي في تمويل المشاريع وإرتفاع نسبة المخاطرة.وضعف عقلية الشراكة في بعث المؤسسات والمبادرة الخاصة. وطول الإجراءات لإستغلال الأراضي الدولية. وبخصوص القطاع الصناعي فانه لم يحظى بإهتمام المستثمرين مما جعل دوره في الحركة الإقتصادية يبقى محتشما حيث كانت أغلب المشاريع المنجزة صغيرة ومتوسطة في شتى القطاعات وخاصة في مجالات الصناعة الغذائية، وحدات تكييف وخزن التمور، وحدات صنع الملابس ، وحدة لصنع ورد المرطبات، وحدة لصنع كساوي السيارات ونأمل أن تساهم الوحدة الجديدة الخاصة بالنسيج المركزة بالمنطقة الصناعية كستيليا في دفع عجلة التنمية وإحداث مواطن الشغل الإضافية بالإضافة إلى مجموعة المستثمرين الذين سينتصبون بالمنطقة الصناعية الجديدة بكستيليا والفضاءات الصناعية الجاهزة التي سيتم إنجازها عن طريق البرنامج الجهوي للتنمية. - السياحة في سبات عميق فمتى تستفيق؟ رغم الاستقرار الامني الذي تعرفه الجهة فان القطاع السياحي تراجع بصفة ملحوظة ويامل اصحاب القطاع من الحكومة التدخل ومساعدة اصحاب النزل المغلقة والتي توقف نشاطها منذ اكثر من سنة حيث انه لم يشهد القطاع رغم تطبيق إستراتيجية تنمية السياحة الصحراوية النوعية التي تمكنه من منافسة البلدان المتواجدة على حوض البحر الأبيض المتوسط وبقيت سياحة عبور فقط وبات من الضروري تثمين المنتوج السياحي الجهوي كمنتوج خصوصي وإستغلال الصبغة الخصوصية والميزة التفاضلية التي تكتسبها الجهة في التراث والوسط الواحي والصناعات التقليدية. يامل الجريدية في انتعاشة للسياحة الصحراوية واعادة الروح الى النزل بقية القطاعات تواصل نشاطها بصفة عادية عسى ان تتحسن الامور عبد المجيد البدوي و محمد المبروك السلامي