في إطار وضع خطة استراتيجية للعمل المستقبلي لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف تم وضع أولويات في سلم الاهتمام من بينها العناية بالتوثيق والأرشيف وإعادة صيانة اللوحات الإشهارية واعادة كتابة النصوص المسرحية. هذا بالاضافة إلى تحيين الموقع الاكتروني مع إعداد كتيب يوثق لمسيرة المؤسسة من تاريخ انطلاق عمل الفرقة المسرحية إلى تاريخ بعث المركز ونشاطه حتى اليوم. وبالتوازي مع هذه الخطوة الأولى أعد مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف مشروع برنامج فني متكامل العناصر بالنسبة للموسم الثقافي 2012 - 2013 يتضمن ثلاثة محاور أساسية: فالمحور الأوّل يدخل في باب التكوين والثاني في باب الترويج والثالث في باب التظاهرات الثقافية. ففي باب التكوين وضعت الخطوط الرئيسية من اجل العمل على خلق نواة من الممثلين وحسب ورقة العمل المعدة للغرض تم التأكيد على انه سيتم اعتبار هذه النقطة أساسية ومنطلقا لرفع هذا التحدي إذ أنه لن يتم الاكتفاء بتشريك مجموعة من الممثلين من أصحاب التجربة لإعداد إنتاج مسرحي بشكل سريع وإنما تستوجب الأهداف الأساسية من إدارة المركز عدم اعتماد هذه الطريقة لأنها أثبتت عدم جدواها في معظم التجارب السابقة وما خلّفته من إشكاليات وصعوبات أعاقت سير الأعمال. لذا سيتم العمل على تجميع عدد من الممثلين المتفرغين بشكل كامل قصد دفعهم نحو مساحات من البحث اليومي المتواصل بغية تحقيق الأهداف الفنية المرجوة وخلق تقاليد عمل يومي ملتزم بواقعنا المحلي والوطني. وانطلاقا من السؤال المطروح، كيف يمكن تحقيق تلك الأهداف؟ جاءت الإجابة من إدارة المركز بأن ذلك سيكون باعتماد ثلاث مراحل، فالمرحلة الأولى ستكون من خلال تربص لاختيار الممثلين ويمتد هذا التربص 5 أشهر بداية من جانفي 2013 ويتمحور حول التكوين والبحث والخلق والمرحلة الثانية تتمثل في اختيار ممثلين إلى حين تقديم العرض الأول، فيما بعد يتواصل البحث مع مجموعة الممثلين المختارين من التربص الأول والذي تم تحديد محاوره من الآن وهي الإعداد البدني والإعداد الصوتي وخلق الشخصيات. وبالتوازي مع هذا التربص التكويني هناك فريق فني متكامل يقوم بالمتابعة والتوجيه والبحث في جوانب تقنية تساعد الممثلين في مرحلة تكوينهم في ما يخص العلاقات والحركة وعضوية الحركة بما فيها الإيقاع والصورة والتعامل مع الفضاء باعتباره مكانا للعلاقات إضافة إلى الصوت والنطق أو التلفظ والعلاقة بين الجسد والصوت والفعل الصوتي وطبعا الارتجال في تركيبة معينة. وفي المرحلة الاخيرة من التربص وبعد مدة التكوين المكثف تأتي المرحلة النهائية وهي مرحلة الاشتغال على النص المسرحي وإعداده ركحيا وتركيبه من قبل المخرج.. والجميل في الأمر أنه خلال هذه المرحلة النهائية سوف يقوم المركز بالتمارين أمام الجمهور لخلق علاقة جدلية بين الجمهور والممثلين تتطور بتطور مراحل المشروع. هذا إضافة إلى سعي المركز إلى برمجة عدة تربّصات موازية طيلة الموسم الثقافي وتستهدف المواهب وخاصة طلبة المعهد العالي للمسرح والموسيقى بالكاف وإعدادهم لخوض غمار الحياة المهنية بعد انقضاء فترة التكوين العلمي. أما الباب الثاني في البرنامج السنوي للمركز فهو باب الترويج حيث سيسعى المركز خلال هذه السنة إلى إنتاج عملين مسرحيين وذلك وفق مشروع فني متنوع وهادف يتماشى مع الراهن ويتطلع إلى مساحات أرحب من الإبداع قد ترتقي بالمشهد الثقافي المحلي والوطني وتبرز خصوصيات الجهة الفنية والإبداعية. إلى جانب هذه المشاريع المستقبلية يسعى المركز إلى وضع استراتيجية ترويج أعماله الفنية كمسرحية «هلال ونجمة» للكهول ومسرحية « طرق عساليج» للكهول ومسرحية «المزمار السحري» للأطفال وعرض فني غنائي صوفي «المبيتة» وعرض vertical في تقنيات «المشي على العصي» تنشيط الشارع. وتتمثل هذه الاستراتيجية في خلق سبل للترويج داخل الجمهورية وخارجها كإبرام اتفاقيات شراكة أو توأمة بين المركز وغيره من الجمعيات والمؤسسات الثقافية الوطنية والأجنبية وبناء جسور للتبادل الثقافي بين المؤسسات ومحيطها المغاربي والعربي والدولي وخلق سوق تبادل الإنتاجات الفنيّة مع الدول ونذكر تجربتنا مع الجزائر والمملكة المغربية والمملكة الهاشمية الأردنية في عدة سنوات ماضية. كما سيسعى المركز إلى برمجة سلسلة من العروض لإنتاجات داخل المركز وفي المعتمديات الجهوية التي تشكو من عزلة اجتماعية وثقافية وفي كامل مناطق الجمهورية بالإضافة إلى مشروع عمل مشترك مع جمعية «كلنا تونس» والذي يهدف إلى تنظيم قوافل ثقافية للجهات المحرومة بكامل مناطق الشمال الغربي وقد أعدّ المركز لذلك برنامجا مفصلا خاصا بالأطفال وبالكهول يتضمن جملة من مشاريع المركز وسيكون ذلك كامل الموسم الثقافي. وأخيرا وفي باب التظاهرات الثقافية ينظم المركز كعادته سلسلة من التظاهرات على مدار الموسم الثقافي ولعل أبرزها «تظاهرة 24 ساعة مسرح» والتي بلغت دورتها 12 وتتزامن هذه السنة مع الذكرى 20 لتأسيس المركز وتنطلق سنويا يومي 26 و27 مارس بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. وقد اكتسبت هذه التظاهرة إشعاعا جهويا ووطنيا وكذلك دوليا من خلال رغبة عديد الفرق والمؤسسات المسرحية والأجنبية المشاركة في فعالياتها كما أصبحت هذه التظاهرة موعدا لالتقاء الفنانين وتبادل المشاغل التي تمس القطاع وسوقا للمختصين لمعاينة أبرز الإنتاجات الفنية وأحدثها وفرصة لإنشاء شركات بين الفرق المشاركة. كما ينكب المركز على الإعداد لتظاهرة المسرح والاحتفال بالسينما أيام 14، 15 و16 نوفمبر 2012 وتقام بالتزامن مع أيام قرطاج السينمائية كل سنتين وفيها تعرض أحدث الانتاجات السينمائية التونسية والأجنبية ويلتقي فيها المختصون للتباحث حول مشاغل القطاعين السينمائي والمسرحي في تونس وسبل تجاوزها. كما سيتم الإعلان عن بعث تظاهرة ثقافية جديدة تكون سنوية تخليدا للفنان المسرحي الراحل محمد بن عثمان « أيام محمد بن عثمان» وتقام سنويا خلال شهر سبتمبر وفيها تعرض أعمال تتراوح بين مسرح الهواة والمسرح المحترف وتمتد على مدار أسبوع كامل تتخللها لقاءات وندوات فكرية وتربّصات للمبدعين الهواة وغيرهم.