عقدت امس النقابات الاساسية لشركة الخطوط التونسية التابعة للجامعة العامة للشغل اجتماعا عاما بالمقر الاجتماعي للشركة احتجاجا على امضاء اتفاقية بين ادارة الطيران المدني بدولة قطر ووزارة النقل والتي تسمح بحرية العمل في مطار قرطاج الدولي. كما خصص هذا الاجتماع لمناقشة تداعيات هذا القرار على مستقبل الشركة. وقد عبّر أعوان وإطارات الخطوط التونسية ل «التونسية» عن رفضهم لقرارمنح هذه الرخصة الجديدة والتي اعتبروها عائقا أمام الناقلة الوطنية ومن شأنها التأثير على التنافسية. تداعيات هذا القرار وشدّد «محمد الشعري» كاتب مساعد لنقابة عملة الارض على أن الوضعية الجديدة ستكون لها انعكاسات سلبية على الخطوط التونسية حيث من الصعب أن تتمكن من منافسة الخطوط الجوية القطرية التي تتّفوق على الناقلة التونسية في العديد من المسائل وخاصة من حيث الدعم المتمثل في اقتناء الطائرات وتجديد أسطول الشركة علاوة على أن المحروقات لا تكلف الخطوط القطرية الشيء الكثير. واضاف محمد الشعري أن المحروقات تتكلف على الخطوط التونسية في حدود 370 مليون دينار، مشيرا إلى أنه في صورة مراجعة تعريفة التذاكر فإن قدرة الشركة التنافسية سوف تتأثر في الوقت الذي لن تتأثر فيه قدرات الخطوط الجوية القطرية. كما عبّر عن تخوفه على مستقبل الشركة عند تطبيق مشروع «السماء المفتوحة «عندما تكون المنافسة على أشدها. وأوضح الشعري انه من الممكن بعد 6 اشهر من موعد تطبيق هذه الاتفاقية ان يقع القضاء نهائيا على شركة الخطوط التونسية مشيرا ان هذا القرار يكشف النية المبيتة وراء إجراء «السماء المفتوحة». كما توّلى محمد الشعري شرح مفهوم حريات الطيران الجوي للمشاركين في هذا الاجتماع قائلا «سياسة السماء المفتوحة» اي حرية استغلال المطارات التابعة لشركة من قبل شركات طيران اخرى ستطبق قريبا مشيرا إلى ان دخول شركات ذات تسعيرة منخفضة الى السوق التونسية من شأنه أن يحد من عدد سفرات الشركة. مخاوف عديدة وأكد فوزي الزغلامي كاتب عام النقابة الاساسية لعملة الارض للخطوط التونسية ان النقابات الاساسية للشركة سجلت انشغالها وقلقها منذ 17 اكتوبر الماضي حينما نشرت وكالة الانباء القطرية خبر امضاء مذكرة تفاهم في مجال النقل الجوي للمسافرين والبضائع بما يسمح وبموجب «الحرية الخامسة» للناقلة القطرية بنقل المسافرين والبضائع من والى مطار تونسقرطاج الدولي. وأضاف فوزي الزغلامي ان الرفض ليس للقرار في حد ذاته بل لتداعياته حيث سيزيد في تدهور الوضعية المالية والاجتماعية للشركة. وحذّر فوزي الزغلامي من كل من تخول له نفسه ومهما كانت صفته او موقعه من التلاعب بالمؤسسة أو الاستخفاف بالاعوان والاطارات قائلا «شعارنا قطع الاعناق ولا قطع الارزاق». ومن جانبه اعتبر «عدنان جميل» كاتب عام النقابة الفنية للطيران ان قرار السماح للخطوط القطرية باستعمال مطار تونسقرطاج الدولى هو بمثابة اطلاق «رصاصة الرحمة» على شركة الخطوط التونسية. في السياق نفسه أفادت المكلفة بالإعلام في الخطوط التونسية سلاف المقدّم ان الادارة ايضا ضد تطبيق هذه الاتفاقية في هذا الظرف الدقيق والصعب الذي تمر به الشركة مؤكدة ان هذا القرار من شأنه ان يقضى نهائيا على وجود ناقلة وطنية في بلادنا على حد تعبيرها. وأضافت سلاف المقدم ان مجلس إدارة الشركة سيعقد اليوم اجتماعا لتقديم مجمل مؤشرات الشركة على أن يعقد الرئيس المدير العام للشركة لاحقا ندوة صحفية لتقديم مختلف المعطيات عن الشركة. وذكرت سلاف المقدّم ان الادارة العامة لم يكن لها علم بالموضوع ولم تقع استشارتها او تشريكها في التفاوض. وطالب اعوان واطارات شركة الخطوط التونسية سلطة الاشراف بالتدخل لإلغاء هذه الاتفاقية وكل مذكرة من شأنها ان تسيء للشركة ولا تراعي فيها مصلحتها المادية والمعنوية. كما دعوا الى ضرورة فتح ملفات الفساد ومحاسبة المذنبين واعادة هيكلة الشركة لتجاوز مشاكلها وانقاذها من الافلاس وإستمرار دورها في المنظومة الاقتصادية. كما دعوا الى تشريكهم قبل اتخاذ مثل هذه القرارات المصيرية لانهم اكثر الاشخاص دراية بواقع القطاع على حد تعبيرهم.