في حديث خصّ به «التونسية» أكد الحبيب قيزة، رئيس الجامعة العامة التونسية للشغل أنّ الجامعة بين «فكي كمّاشة» فهي تخوض معركة مع الاتحاد ووزير الشؤون الاجتماعية بسبب عدم اعتراف هذين الطرفين بالتعدّدية النقابية. وأضاف الحبيب قيزة أن رفض التعدّدية النقابية بتعلّة «المنظمة التي تحتوي على أكبر عدد من المنخرطين» يعدّ تكريسا للممارسات الاستبدادية وأن ذلك «عملية دمغجة تنمّ عن فكر اقصائي استبدادي ومعاد للديمقراطية». وقال «إن عدم الاعتراف بالآخر ورفضه بدعوى «الانخراطات» يتنافى مع مبادئ الديمقراطية والحرية وهو كلام بلا معنى على حدّ قوله». وقال رئيس الجامعة العامة التونسية للشغل انه يرفض الوصاية من أي طرف كان لأن عهد الوصاية قد ولّى مع الرئيس المخلوع. وأضاف الحبيب قيزة «لا معنى للديمقراطية في ظلّ غياب التعدّدية النقابية» مشيرا الى أنّ الجامعة تخوض معركة الحرية النقابية أي حرية الانتماء والتنظيم النقابي. وحول الحديث عن وجود نقابات موازية قال قيزة إنّ هذا الكلام لا يستقيم مشيرا الى أن النقابات التي يتمّ نعتها بالموازية ليست «لقيطة» حتى نعتبرها على هذا الأساس مشيرا الى أنّ القانون الدولي يقرّ بمبدإ التعدّدية النقابية باعتبار أنها تقوم على الحرية كما أنّ الحرية النقابية تعني حق الطبقة الشغيلة في الانتماء الى التنظيم النقابي مبيّنا أن التعدّدية النقابية واقع لا بدّ من احترامه في تونس. وبخصوص اقصاء الجامعة من مؤتمر الاتحاد قال قيزة إنه اقصاء واضح وعلني متسائلا كيف يدعو الاتحاد العام التونسي للشغل الى الوفاق في حين أنه لا يتوافق مع النقابات؟ تجاذبات قائمة على المزايدات وفي ما يتعلق بمسار الانتقال الديمقراطي قال رئيس الجامعة العامة التونسية للشغل انّ بلادنا تمرّ بمرحلة أزمة الانتقال الديمقراطي معتبرا أنّ ما يحدث على الساحة السياسية نفاق «فكل ينافق الآخر» على حدّ قوله مشيرا الى أن التجاذبات التي تحصل على الساحة قائمة بالأساس على المزايدات. وأفاد قيزة أنه لا يمكن الخروج من عنق الزجاجة خاصة خلال هذه المرحلة إلاّ بالحوار وأنه من المفروض أن يبادر المجلس الوطني التأسيسي بفتح هذا الحوار معتبرا أنّ الاقصاء مرفوض مهما كان شكله أو لونه وقال قيزة: «مازالت الديمقراطية التونسية، جنينية لذلك لا بدّ من التوصل الى وفاق تاريخي». واعتبر قيزة أنه لا بدّ من خارطة طريق واضحة تلتقي حولها كافة القوى السياسية والاجتماعية حتى نتجاوز هذه المرحلة الانتقالية بسلام واكتفى بقول «لا للمزايدات ولا للنفاق من أجل انجاح المسار الانتقالي». وتوجه رئيس الجامعة العامة التونسية للشغل بنداء الى كافة القوى السياسية والاجتماعية من نقابات وأحزاب من أجل بلورة حوار جدّي وتوافق تاريخي لتأمين نجاح المرحلة المتبقية. وبسؤالنا عن علاقة الاتحاد بالحكومة ومسألة التمثيلية قال قيزة «إذا كان الاتحاد «يشكي من الحكومة آش نقولوا نحنا؟»، معتبرا في هذا الصدد أن الاتحاد يحظى بمكانة مميزة لدى الحكومة. وذكر قيزة أن الأطراف الحكومية ترفض التفاوض مع الجامعة العامة التونسية للشغل بل وتتعرض هذه الأخيرة الى ضغوطات وعراقيل كبيرة من طرف الاتحاد العام التونسي للشغل ووزير الشؤون الاجتماعية. وقال في هذا الصدد: «نحن بين المطرقة والسندان، (أي بين مطرقة الحكومة ووزارة الشؤون الاجتماعية) وسندان الاتحاد العام التونسي للشغل على حدّ قوله معتبرا أن النقابات تكوّنت بالأساس من أجل الاستجابة لمطالب العمال الذين قرّروا الانتماء إليها. وحول مسألة التمثيلية ومبدإ الأغلبية والأقلية قال قيزة إنّ القبول والتفكير بمنطق الأغلبية معاد للديمقراطية مشيرا الى أن التمثيلية ليست مطلقة ولا بدّ من القبول بالتمثيلية النسبية. هاجر الحفضلاوي صور: نبيل شرف الدين