نظم المكتب الجهوي لحزب حركة «النهضة» بسيدي بوزيد صبيحة أمس اجتماعا شعبيا بفضاء المركب الثقافي أبو بكر القمودي أشرف عليه الشيخ حبيب اللوز عضو المكتب التنفيذي وعضو مجلس الشورى للحركة وعضو المجلس التأسيسي حضره كمال العيفي عضو الهيئة الادارية ومكتب الحركة بفرنسا ومحمد الطاهر التليلي عضو المجلس الوطني التأسيسي ومحمد الطاهر شكري الكاتب العام لحركة «النهضة» بسيدي بوزيد وجماهير من منخرطي ومناصري الحركة الى جانب بعض المستقلين والاعلاميين الجهويين. ويندرج هذا الاجتماع الشعبي ضمن التواصل مع منخرطي ومناضلي الحركة بمعقل ثورة الربيع العربي. وقد افتتح الملتقى بالنشيد الرسمي الوطني وبعض الأناشيد الدينية وتلاوة الفاتحة للترحم على شهداء تونس وسوريا. وبين محمد الطاهر شكري في بداية الاجتماع أن جهة سيدي بوزيد معقل الثورات عبر التاريخ عانت كثيرا من الفقر والتهميش وصارت اليوم في حاجة ملحة الى الحظوة والرعاية ورد الاعتبار مؤكدا أنه لابد من إرادة قوية لتغيير ما بهذه الجهة المحرومة التي تطالب بالحرية والكرامة والتنمية والعدالة الاجتماعية أكثر من أي وقت مضى. ثم أحيلت الكلمة الى كمال العيفي الذي بين أن «التغيير حصل» وأن الظرف صار موايتا لمناضلي حزب حركة «النهضة» للتلاقي والتحاور والتواصل بفضل ثورة 17 ديسمبر 2010 التي انطلقت شرارتها من هذه الربوع لتكون شرارة الربيع العربي والربيع الاسلامي. وأضاف العيفي أن مناضلي حركة «النهضة» لن يبتعدوا عن المبادئ ولن يتكبروا عن شعبهم وأنه على «النهضة» أن لا تضعف وترمي السلاح لأن الله يراقبها قبل أن يراقبها الشعب. المعوقات كثيرة وأكد العيفي في كلمته التي توجه بها للحضور أن على حركة «النهضة» أن تثابر أكثر وتكثف من عملها لبناء الصرح وتجاوز كل الصعوبات المتمثلة في كثرة الاعتصامات والمظاهرات وتأخير المشاريع التنموية والادارة المشبوهة ودعا الى القطع مع الماضي والعمل والمثابرة والجد لاقامة دولة الاسلام دون نسيان السياسة الدينية والاجتماعية في ترابطها مع بعضها. وذكر العيفي أن ريح الثورة لم تطل الاعلام والاقتصاد وأنه وجب على الحكومة أن تتفطن الى ذلك وأن تتفطن الى وجود بعض الوجوه التي تغلف نفسها بالاتحاد، هذه المنظمة العريقة التي هي ملك للشعب التونسي وملك للكادحين لتمرير مشاريع تعجيزية مشيرا الى أنه حريّ بالحكومة أن تتفطن الى الحملة التي تشن على السلفيين مثلما كانت تشن على النهضويين منذ عقود خلت. وأكد العيفي أن على منخرطي حركة «النهضة» أن يتحاوروا دون تعال مع السلفيين وغير السلفيين في كنف الوئام والتحابب مشيرا الى أن الدولة قد صودرت من الشعب في الماضي وأنه لابد من عدم السماح بمصادرتها مرة أخرى قائلا: «لن نتركهم يمرون على جثث الشعب ولن نسمح كذلك بعودة «التجمع» مرة أخرى». من جهته أكد الشيخ الحبيب اللوز في خطابه للحضور أن أهالي سيدي بوزيد قد عرفوا أن قضيتهم الأولى هي قضية الحرية والكرامة والعزة والتنمية وأن حركة «النهضة» هي حركة النظام والتواصل وان من يريد التآمر عليها لن يستطيع ذلك لأنها حركة صامدة صامتة وثابتة وصدرها مفتوح لكل أبناء تونس كما أنها ملتزمة بالحرية والأهداف الثورية وعازمة على «تقليع المسامر المصددة». وطمأن اللوز الحضور بأن حركة «النهضة» قد تجاوزت المرحلة الصعبة وأن القطار قد فات المتآمرين عليها لأنها عصرت ونصرت وهيهات أن يعطل الأقزام نصرها. وحذر اللوز الحكومة من الغفلة عن المستضعفين وعن المؤامرات التي تسعى لارجاع تونس الى العمالة والفساد والظلم والقهر ودعا الى اليقظة التامة نحو كل ما يمكن أن يعطل بناء تونس. وتطرق الحبيب اللوز الى الحملات الدعائية التي تشوه الحكومة الحالية «التي أنجزت الكثير وحققت الى حد الآن نسبة نمو كبيرة تصل الى 5٫6٪ (خلال 9 أشهر الماضية). وبين أن من ثمار هذه الانجازات تنامي الاقتصاد بخطى حثيثة مثله مثل قطاع التشغيل الذي استوعب 94 ألف عاطل في القطاع الخاص و31000 في الانتدابات العمومية على حد تعبيره وذكر اللوز أن تونس قد حققت رقما قياسيا لم تشهده من قبل حيث وصلت نسبة المشاريع المنجزة الى 21٪ و22٪ منها قيد الانجاز. ودعا اللوز الى اقامة عريضة مليونية للمطالبة بتأشير القنوات التلفزية والحسم في المؤسسات الاعلامية الحالية ومطالبة الاعلام الذي غالى في التقييم وغالط وكذب بلا حساب بتقديم المعلومات بكل نزاهة وتطهير الأمن من الفاسدين ومحاولة ارساء الأمن الجمهوري كما دعا الى اقامة عرائض أخرى تطالب بالتعجيل في تفعيل العلاج السريع لمحاربة الفساد في كل الوزارات والجهات والمناطق التونسية.