بعد موافقة الحكومة على حذف سلك مراقبي التراتيب البلدية وإدماج أعوانه بسلك الأمن الوطني والشرطة الوطنية, فوجئ الأعوان بصدور مراسلة تحمل توقيع « وحيد التوجاني» المدير العام للأمن العمومي تنص على ضرورة إضافة ملصق قماشي يوضع على الذراع الأيسر لكل عون على غرار الموجود حاليا وبلون مختلف ويحمل عبارة «الشرطة البلدية» عوضا عن عبارة «شرطة». يذكر أن أعوان التراتيب البلدية نفذوا عديد الوقفات الاحتجاجية أمام قصر الحكومة بالقصبة فيما مضى للمطالبة بتنظيرهم وإدماجهم في سلك الشرطة ودعوا بالخصوص الى تنقيح القانون 1121 الخاص بالسلك وتحويلهم من أعوان معاينة الى أعوان تنفيذ وقد تم استقبال بعض الممثلين لهم من قبل رئيس الحكومة . وقد انتشر نبأ صدور المراسلة بين الأعوان انتشار النار في الهشيم وتسبب في حالة من الغليان والغضب في أوساطهم متسائلين عن سبب صدور هذا القرار خاصة ان الحكومة وعلى رأسها وزارة الداخلية ممثلة في شخص الوزير «علي العريض» أمضى على قرار إدماجهم بسلك الأمن الوطني . أعوان شرطة درجة ثانية وفي هذا الإطار التقت «التونسية» ب»محمد الولهازي» و«محمد الطبرقي» وهما عونا تراتيب ومنخرطان في النقابة الوطنية لقوات الأمن الداخلي فأكدا ان زملاءهما يرفضون إعادة التسمية القديمة «الشرطة البلدية» التي جلبت لهم العديد من المضايقات والمشاكل مع المواطنين والمسؤولين على حد السواء, وعبرا عن تشبث زملائهما الشديد بالتسمية الجديدة «شرطة» خاصة ان اغلبهم التحقوا بالمراكز الأمنية لمباشرة مهامهم الا أنهم صدموا عندما اطلعوا على المنشور الصادر عن المدير العام للأمن العمومي. واعتبر الولهازي ان هذا المنشور سيكون سببا مباشرا في تكريس التفرقة بين أعوان التراتيب والشرطة والتمييز بينهم مشيرا الى ان المنشور جعل زملاءه يرون أنفسهم اعوان شرطة درجة ثانية . لا للتفرقة وطالب الولهازي على لسان زملائه بضرورة حذف عبارة «البلدية» وابقاء الشارة على الذراع الايسر حاملة لكلمة «شرطة» لا غير وبنفس اللون الحالي لتجنب التفرقة والتمييز . وفي نفس السياق بعث أعوان التراتيب ببرقية إلى النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي تتضمن المطالب المذكورة أعلاه, مشددين على ضرورة عدم الأخذ بعين الاعتبار ما ورد في مراسلة وحيد التوجاني مشيرين الى ان ذلك من شأنه ان يعيد النظرة الدونية لعون التراتيب رغم المجهودات الجبارة التي يقومون بها حسب تعبيرهم. احتجاج أمام الداخلية وهدد اعوان التراتيب البلدية بتنفيذ وقفة احتجاجية امام مقر وزارة الداخلية ما لم تلب مطالبهم التي رأوا أنها منطقية وليست تعجيزية أو مادية. واضافوا انهم استبشروا بالمنشور الصادر عن وزير الداخلية الذي توسموا فيه خيرا لاعادة الاعتبار لهم بعد ان عانوا من التهميش زمن «بن علي», واعربوا عن تخوفهم الشديد من اعادة الامور الى ما كانت عليه في النظام السابق مشبهين اياه بكابوس يقض مضاجعهم باعتباره تجربة مريرة غير مستعدين لتكرارها على حد قولهم . الداخلية لا تجيب نظرا لحرصنا على سماع مختلف الاطراف المعنية بالموضوع حاولت «التونسية» الاتصال هاتفيا بوزارة الداخلية في أكثر من مناسبة الا ان مساعينا لم تثمر نظرا لأن لا احد رفع السماعة .