تنظم جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير يومي 21 و 22 ديسمبر الجاري بالمركب الثقافي بالمنستير دورة البشير حرز الله للمهرجان الدولي للموسيقى الاندلسية . وتعتبر جمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير من اعرق الفرق الموسيقية بولاية المنستير حيث تأسست سنة 1970 على يد ثلّة من أبناء الجهة، جمعت بينهم الهواية وتقاسموا عشقهم للموسيقى . كما شاركت الجمعية في عديد التظاهرات والمهرجانات الوطنية والدولية حصدت من خلالها العديد من الجوائز القيمة في اداء الاغنية العربية والاندلسية وخاصة في اغاني المالوف .هذا وقد أبرمت الفرقة على امتداد عقودها الأربعة عددا من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع فرق ومجموعات موسيقية عربية وأجنبية. وتنطلق فعاليات الدورة الاولى مساء يوم الجمعة 21 ديسمبر على الساعة الخامسة مساء بتدشين معرض يقدم مسيرة الجمعية ومسيرة الفقيد البشير حرز الله الرئيس السابق للجمعية يلي ذلك عرض موسيقي مشترك لجمعية الشباب للموسيقى العربية بالمنستير وجمعية هوّاة الموسيقى الأندلسية بالمغرب يليه عرض موسيقي منفرد لجمعية هوّاة الموسيقى الأندلسية . وتنتظم على هامش المهرجان صباح يوم السبت 22 ديسمبر محاضرة علمية تحت عنوان «الموسيقى الأندلسية: جدلية المحافظة والإندثار» سيتم التطرق خلالها الى تاريخ الموسيقى الاندلسية وتطورها عبر التاريخ في الدول العربية، ثم تتواصل العروض الموسيقية اثناء المساء بعرض موسيقي لمجموعة الفردوس من إسبانيا يليه عرض موسيقي لجمعية دار الغرناطية من الجزائر ، على ان يتم تكريم الوفود والجمعيات المشاركة قبل اختتام فعاليات الدورة الاولى لمهرجان المنستير الدولي للموسيقى الاندلسية . الموسيقى الأندلسية هي مصطلح يطلق على الموسيقى الكلاسيكية بدول المغرب العربي بقسميه الدنيوي والديني المتصل بمدائح الطرق الصوفية ، نشأت في الأندلس وارتبطت في بعض الأحيان بالمدائح وهولا يتقيد في الصياغة بالأوزان والقوافي ولم يمتد هذا اللون إلى مصر وبلاد الشام لكنه استقر ببلاد المغرب العربي. وتعتبر «النوبة» أهم قالب في الموسيقى الأندلسية بالاضافة الى المورث الغنائي بنصوصه الأدبية وأوزانه الإيقاعية ومقاماته الموسيقية التي ورثتها بلدان الشمال الأفريقي عن الأندلس وطورتها وهذبتها . وتتكون مادتها النظمية من الشعر والموشحات والأزجال والدوبيت والقوما مع ما أضيف لها من إضافات لحنية أو نظمية محلية جمعت بينها دائرة النغم والإيقاع وما استعاروه من نصوص والحان مشرقية. أسماء هذا الفن تختلف من منطقة إلى أخرى فهوالآلة في المغرب والطرب الغرناطي في كل من وجدة وسلاّ وتلمسان ونواحي غرب الجزائر والصنعة في العاصمة الجزائرية والمالوف في قسنطينة وتونس وليبيا لكن هذه الأصناف كلها بأسمائها المختلفة الغرناطي والمالوف ترجع إلى أصول واحدة أي الموسيقي الأندلسية التي نشأت في المجتمع الأندلسي. لكن المغرب الأقصى يبقى رائدا في الثقافة الأندلسية الغرناطية لأن الأندلس كانت جزءا من المملكة المغربية آنذاك. وتنوع الفنون النظمية فيه جعلته يجمع بين الفنون المعربة والملحونة في باقات وبدائع من روائع الأشعار والموشحات والدوبيت والأزجال و فن القوما . النوبة التونسية تتركب النوبة من معزوفات ومقطوعات غنائية تتوالى حسب الاستفتاح الذي يعتبر لحنا غير خاضع لايقاع معين لانه يبنى على المقام الأساسي للنوبة فيبرز أهم خصائصه. وكان في الماضي يؤدى بطريقة مرتجلة ثم تمّ ضبطه بكيفية تجعل العازفين قادرين على ادائه بطريقة موحّدة. والمصدّر وهومقدمة موسيقية تشبه في هيكلتها البشرف أوالسماعي التركي، وتتركب من خانتين أو ثلاث يتخللها التسليم. وتبنى على ايقاع ثقيل يسمى بدوره مصدّر 4/6 وتختم هذه المقدمة بالطوق والسلسلة وهما حركتان في ايقاع سريع 8/3 أو8/6. الملاحظ أن كل من الطوق والسلسلة يتركبان من خلية لحنية يعاد أداؤها على مختلف درجات سلم المقام انطلاقا من الجواب ووصولا إلى درجة الارتكاز. وتنشد الابيات التي تختار من قصيد بالفصحى في ايقاع بطيء يسمى «بطايحي» وتكون مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة. ويعرف البطايحي بانه أبيات ملحنة في ايقاع البطايحي وتكون أيضا مسبقة بمقدمة موسيقية قصيرة في ايقاع سريع يسمى برول (4/2) ثم بطئ بطايحي. وتعرف التوشية بمعزوفة تؤدى في مقام النوبة الموالية حسب الترتيب التقليدي المشار اليه آنفا، وتنطق التوشية في ايقاع البرول وتنتهي بإيقاع البطايحي، وتتخللها ارتجالات على مختلف الآلات الموسيقية.