منطقة العمران الأعلى أو حي «ابن خلدون» كما تعوّد على تسميته المتساكون يتمركز في نقطة عبور هامة تربط بين العاصمة ومدينة بنزرت مما جعله يشهد حركة مرور كثيفة طوال أيام الأسبوع الى جانب ما تحتويه هذه المنطقة من فضاءات تجارية أهمها «المغازة العامة» وكذلك سوق «الفريب» بشهرتها الواسعة، وتتواجد بها أيضا عديد المبيتات الجامعية للذكور والاناث بسبب قربه من المركب الجامعي والمعاهد الثانوية والاعداديات ومراكز الاعلامية والانترنات وفروع البنوك. ويلعب المترو الخفيف دورا هاما في الربط بين الحي في محطة نهاية الخط ومركز العاصمة وهو عامل مؤثر في الرفع من وتيرة النشاط اليومي بحي ابن خلدون في جل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مما جعله نقطة استقبال هامة للوافدين من الأحياء المجاورة البعيدة أو المارين الى الفضاء التجاري «جيان» أو المسافرين الى منطقة بنزرت. وهذه الوضعية حتمت أن تكون المنطقة خاصة في بنيتها التحتية على قدر كبير من العناية والصيانة والتشييد خلال السنوات الفارطة ولكن حصل هذه الأيام ما غيّر وجه المنطقة وشوهه من النقيض الى النقيض خاصة لما تكفلت احدى المقاولات الخاصة بتغيير أنابيب التطهير في كل أنهج وحارات المنطقة وهو مشروع استحسنه المتساكنون... ولكن الأمور لم تجر كما اشتهاها الجميع حيث أن الأشغال لم تكن حسب عمل فني مختص يعترف بجمالية المظهر وحسن المكان حيث أن عمليات الردم والتبليط تمت بشكل بدائي ومتسرع فحول كل الزوايا والأماكن الى برك مياه آسنة وأكداس من الرمال والأوحال والكلس وغطت المطبات الترابية الأرصفة وصار المكان وحشا قذرا حتى أن من غاب عن المنطقة وعاد اليها في عطلة الشتاء لم يتعرف على المكان واستغرب وجهه الجديد؟؟! وقد انخرم نظام السير وحركة مرور السيارات بأنواعها بسبب ما اعترى الطرقات من حفر وانكاسارات وتشققات واختلط الحابل بالنابل خاصة في الظلام وخلال أوقات الذروة لأن منطقة حي ابن خلدون فقدت طرقاتها وتجددت نحو مظهر حالك لا ندري كيف سيعاد له جماله وبريقه؟؟!