متابعة لقضية الفتاة «تسنيم» التي هلكت في ظروف غامضة «تحت البنج» بوحدة الاغالبة للجراحة بالقيروان، حضرت «التونسية» جلسة داخل قاعة الاجتماعات بمستشفى الأغالبة عُقدت بقرار من والي القيروان عبد المجيد لغوان ولجنة طبية للوقوف على أحداث الوفاة بحضور المندوب الجهوي للصحة بالقيروان ورئيس قسم الإنعاش و«التبنيج» بالقيروان الدكتور منير الخراط بالإضافة إلى رئيس قسم الأنف والحنجرة وعديد الأطباء والممرضين وسط حضور كبير من عائلة وأقارب الطفلة المتوفاة الذين غصت بهم القاعة وهم في حالة احتقان وغضب. والي القيروان قدم التعازي لعائلة الطفلة في مفتتح الجلسة ولكن الأم الملتاعة التي كانت في حالة نفسية وصحية صعبة جدا رفضت أن يعزيها أي شخص في ابنتها قائلة بكل حزن ولوعة: «لن أقبل العزاء في بنتي أبدا» بينما ظل والد الطفلة صامتا، وللإشارة فهوحارس بمستشفى الأغالبة وكان متأثرا إلى أبعد الحدود والصدمة والذهول طاغيين على ملامحه. والي القيروان أكد أن هذه الحادثة لن تمرّ مرور الكرام وسيتم فتح تحقيق في ظروف وملابسات الوفاة وقال حرفيا: «سيفتح تحقيق محايد وكل شخص سيتحمل المسؤولية». بعد ذلك أخذ رئيس قسم الأنف والحنجرة الكلمة وبدأ في رواية ما حصل للحضور ولكن تمت مقاطعته من طرف عائلة الطفلة واتهموه بعدم الموضوعية وسط حالة كبيرة من الغضب والاتهامات وسط القاعة وهنا تدخلت أم «تسنيم» متهمة الطاقم الطبي بالتقصير والإهمال وبالمغالطة خاصة على مستوى توقيت الوفاة فالأم تؤكد أن ابنتها توفيت في حدود منتصف الليل بينما التقرير الطبي أشار إلى أن الوفاة كانت في حدود الساعة الثانية صباحا تقريبا، وهذا ما اعتبرته عائلة الفقيدة تضاربا في التقارير الطبية وتهاونا في عمل الطاقم الطبي وأن هناك غموضا في الحادثة. ولمزيد التوضيح والتقليص من حالة التوتر والغضب أعطى والي القيروان الكلمة إلى منير الخراط رئيس قسم الإنعاش والتبنيج بالقيروان الذي قدم أرقاما للحضور ولعائلة الطفلة حول عدد العمليات التي يقع إجراؤها بالمستشفى الذي يقدر بحوالي 10500 عملية سنويا في 11 قاعة عملية ب3 أطباء تبنيج فقط وأحيانا بطبيبين فقط مشيرا إلى عديد النقائص بالمستشفى والضغط الكبير. وقام بتشخيص طبي لحالة الطفلة وكيفية وفاتها التي أرجعها إلى القضاء والقدر. وقال إن الحساسية بإمكانها أن تؤدي إلى الوفاة أحيانا وأكد أن القلب لم يخفق بالشكل الطبيعي مما أدى إلى توقفه. عائلة الطفلة لم تقبل كل التفسيرات والتوضيحات وبدا عليها التأثر إلى درجة كبيرة واتهمت الطاقم الطبي بالتقصير والإهمال والرعوانية. الأم كانت متأثرة جدا باعتبارها أنجبت «تسنيم» بعد 10 سنوات تقريبا من عدم الإنجاب وقد اختلطت الدموع بالغضب والاحتقان مما أدى بأفراد عائلة الطفلة إلى التهديد بالثأر على مرأى ومسمع من الوالي والحضور مشيرين الى أنهم «سيأخذون حقهم بأيديهم» رغم دعوة والي القيروان إلى التهدئة والتحلي بالإيمان والصبر ولكن أقارب الطفلة قاطعوا الجلسة في حالة غضب كبير وتوتر شديد متوعدين الأطباء بالرد على تقصيرهم وإهمالهم الذي أدى إلى وفاة الطفلة ليبقى الموضوع مفتوحا ومرشحا للتطور.