توفيت طفلة مساء الاثنين 17 ديسمبرالجاري داخل وحدة الجراحة والاستعجالي بالقيروان، اثناء عملية تخديرها قبيل اجراء عملية جراحية على مستوى الحنجرة. وقال اقاربها ان وفاتها ناجمة عن خطأ طبي يتمثل في جرعة تخدير مفرطة أجريت لها دون تحاليل. أقارب الضحية عبّروا عن غضبهم من الحادثة بالاعتصام داخل المستشفى ومنع الاطار الطبي من العمل.
كما حضر عدد كبير من أعوان الأمن وحضر وكيل الجمهورية والمدير الجهوية للصحة وتمت إحالة جثة الطفلة الى قسم الطبيب الشرعي من اجل التعرف على أسباب الوفاة قبل فتح تحقيق عدلي وإداري في الحادثة.
الطفلة اسمها تسنيم (6سنوات)، فارقت الحياة مساء الاثنين 17 ديسمبر. وحسب رواية والدتها التي كانت في صدمة شديدة، فانها رافقتها الى وحدة الأغالبة بالقيروان صباح الاثنين 17 ديسمبر على الساعة التاسعة صباحا من اجل اجراء عملية جراحية لها على مستوى لوزتي الحنجرة. حيث تعاني الطفلة من التهاب وتضخم في اللوزتين (اللّحمات). حيث طلب منها عدم تناول طعام الافطار. تم قبول الطفلة بغرفة الجراحة واثناء عملية التخدير فقدت وعيها ودخلت في غيبوبة على غير عادة التخدير. وهو ما تسبب في ذعر عوني التخدير (2 إناث) حسب الأقارب ومدير المستشفى. حيث توجهتا الى رئيس قسم الانعاش طلبا للتدخل.
تفطن اقارب الطفلة لما حدث لابنتهم الصغيرة. وتم وضعها تحت الأجهزة الطبية بقسم الانعاش وجرت محاولات انقاذ حياتها بواسطة التجهيزات. وحسب أقارب الفتاة فان الطفلة كانت تحتضر اثر عملية تخديرها بينما اشارت مصادر طبية الى ان الوفاة حصلت عند الساعة الواحدة ليلا.
بمجرد تلقيهم خبر الوفاة بشكل مؤكد، ثارت ثائرة أفراد العائلة. إغماءات بالجملة وصراخ وعويل داخل قسم الجراحة وعند المدخل الرئيسي. حيث تسبب حضور عدد كبير من أقارب الطفلة في تعطيل عمل الاطار الطبي وشبه الطبي ومنع دخول أطعمة المرضى. لم تحصل أية اعتداءات مادية ولا عنف ضد اي شخص، لكن حالة الغضب والحزن امتزجت بعبارات نابية في حق الاطار الطبي وشبه الطبي وعلت الاحتجاجات ضد الخدمات الصحية.
وتحدث أقارب الطفلة ومنهم من يشتغل بالمستشفى الى جانب والدها (عامل) بالقسم، تحدثوا عن الفساد والرشوة والمحسوبية والتجاوزات والإهمال والأخطاء التي قالوا انهم شهود عليها.
وقد وجهوا حديثهم إلى المدير الجهوي للصحة بالقيروان ومدير مستشفى ابن الجزار واستمعا اليهم ووعدا بالتحقيق في الحادثة.
حضرت تعزيزات أمنية داخل المستشفى وعند المدخل الرئيسي من اجل منع أية اعتداءات كما حضر وكيل الجمهورية بابتدائية القيروان وقد تم الإذن بعرض جثة الطفلة تسنيم على ذمة الطبيب الشرعي من اجل فتح تحقيق عدلي وإداري. حيث طالب أقارب الطفلة بالتحقيق في من تسبب في وفاة ابنتهم التي قالوا «قتلوها». وكانوا يستمعون الى عبارة «خطأ» دون ان يعرفوا مصدر الخطأ.
وقد اكد مدير مستشفى ابن الجزار انه سيتم فتح تحقيق اداري في ما جرى داخل غرفة العمليات. وتحدث عن وفاة بسبب التخدير الذي اثر في نبضات قلب الطفلة. واستمع الى انتقادات اقاربها حول عدم اجراء اية فحوصات طبية قبل اجراء العملية الجراحية.
مشاهد الاغماء والعويل وخصوصا حالة والدة الطفلة التي دخلت في صدمة ولم تصدق ان ابنتها الوحيدة توفيت. وقالت وهي تتحدث عن ساعة دخول قاعة العمليات ان ابنتها رفضت في البداية الدخول بمفردها وعبرت عن خوفها. وذكرت ان ابنتها هي الطفل الوحيد الذي رزقت بها بعد انتظار دام 10 سنوات.
هذه الحادثة تفتح من جديد ملف الاهمال الطبي وتدني الخدمات الصحيّة في المستشفيات العمومية بالقيروان. وما يزال مطلب المستشفى الجامعي مطلبا ملحّا الى جانب مطالب توفير اطباء الاختصاص بشكل عاجل. أما ما تداوله المواطنون من مزاعم حول الرشوة والسمسرة بالمرض، فهذا ملف يتطلب تحقيقا اداريا.