تتعرض المواقع الأثرية بجهة الوطن القبلي إلى انتهاكات متواصلة حيث جعل منها غياب الإحاطة اللازمة أهدافا سهلة للباحثين عن الكنوز وناهبي الآثار. فالانتهاكات متواصلة ويومية وتشمل كل المواقع الأثرية بالجهة التي يعود اغلبها إلي الفترة القرطاجية والرومانية والبونية وهي تزخر بموروث ثقافي لم يول الاهتمام اللازم وبقيت المعالم مدفونة تحت الأرض تنبش عادة للبحث عن الكنوز وتشوه نظرا لأن الحفريات المنظمة متوقفة بهذه المواقع. فالشريط الساحلي لولاية نابل يمتد على مسافة تناهز 250 كلم من معتمدية سليمان حتى مدينة الحمامات ومن أهم المواقع الأثرية على الإطلاق «كركوان» بين قليبية والهوارية ومدينة «كلوبيا» الرومانية بمدينة قليبية والموقع الأثري «بوبات» بالحمامات و«اكيلاريا» بالهوارية وغيرها من الآثار التي ذكرتها المراجع ولم تتم في شأنها حفريات علمية وكانت أيادي العابثين أسرع إليها. الانتهاكات لا تختص بمنطقة دون أخرى من قليبية إلى تاكلسة وقرمبالية وكل المواقع في خطر وآخر الحوادث امساك احد الأشخاص في حالة تلبس بينما كان ينقل بعض القطع الأثرية من موقع «نتفيريس» بخنقة الحجاج بقرمبالية. الحال لا تختلف مع المواقع القرطاجية الموجودة بقرية دوالة بتاكلسة بتعرضها منذ أكثر من شهر إلى النهب من قبل صائدي الثروات الذين اعتمدوا معدات ثقيلة وسيارات ضخمة وقاموا بحفر الموقع ونهبوا منه ما أمكنهم حسب شهادة أهالي المنطقة الذين تطوعوا لحراسة الموقع. وقد باتت الاحاطة بهذه المواقع الأثرية ضرورية ولا يجب أن تقتصر على الدوريات الأمنية نظرا لان اغلب المواقع مفتوحة وتصعب مراقبتها لذلك وجب التفكير حراس دائمين لهذه المواقع أو بعث شرطة مختصة على غرار حراس الغابات وتسييجها.