تعوّدت العائلات منذ عقدين تقريبا وخاصة من سكان المدن على تسجيل أبنائها في رياض الأطفال وقد تكاثر ذلك باعتبار خروج الأم للعمل ممّا يجبرها على ايداع ابنها في أقرب روضة من محل السكنى، وحتى تضرب عصفورين بحجر واحد لما يكون ابنها أو ابنتها في سن الخامسة حيث يتم تسجيل أحدهما في روضته في قسم السنة التحضيرية صباحا وفي الحضانة خلال الفترة الثانية. وانتشرت فكرة السنة التحضيرية برياض الأطفال وتحولت الى ظاهرة اجتماعية تفتخر بها الأم إذا كان لديها ابن في هذا القسم لأنها ترى في ذلك فترة استعداد للسنة الأولى من التعليم الأساسي في المدرسة الابتدائية خاصة أن الكثير من الناس لم يفهم مرجعيّات هذا المشروع وغاياته لأن بعض رياض الأطفال غالطت الجميع واعتمدت تدريس برنامج السنة الأولى بحذافره حتى يعيده الطفل عند معلمه لما يلتحق بالمدرسة الابتدائية وهو أمر يدعو للسؤال والمناقشة. وتوازيا لمشاريعها التربوية من خلال التفاعل مع المحيط لأن المدرسة هي حتما شريك فاعل مع الأسرة في تربية الأبناء أقدمت وزارة التربية بداية من الموسم الدراسي 2001/2002 على تنفيذ مشروع السنة التحضيرية بالمدارس الابتدائية. وكانت البداية باختيار مدارس ابتدائية حسب خصوصيات معيّنة وفيها تمّ تجهيز فضاء التدريس بوسائل عمل تستجيب للنشاط اليومي كما توضحه البرامج الرسمية لهذا المستوى مع تجهيز فضاء خارجي للتربية البدنية. وقد تمّ اثراء قاعات التدريس بمعينات ووسائل ايضاح ومشخّصات وصور ولعب تسهل التفاعل مع الدروس ضمن مواد التخطيط والايقاظ العلمي والايقاظ الرياضي المنطقي والتربية التشكيلية والتربية الموسيقية والتربية البدنية. ويقدم تلاميذ هذه الأقسام فقرة تنشيطية عبارة عن حفل ختام كل ثلاثي بحضور الأولياء داخل فضاءاتهم يقدمون من خلالها لوحات تعبيرية بها تلاوة القرآن وترديد الأناشيد والرقص والمسرح والإلقاء ثم يتم توزيع دفاتر تقييم لكل تلميذ بها جملة من التوصيات حول القدرات التعليمية والسلوك والمواظبة. ومشروع السنة التحضيرية في المدرسة الابتدائية هو بين الرضاء والاستنكار باعتبار أن أكثر من رأي يدعمه بل ينادي بفرضه على كل طفل سنّه 5 سنوات ليصبح مستوى تعليميا قارا ضمن الدرجة الأولى من التعليم الأساسي بينما يراه البعض في غير محلّه والأجدر أن يكون في رياض الأطفال دون غيرها من المؤسسات التعليمية لأن الطفل في هذا السّن غير قادر على التفاعل داخل محيط المدرسة الابتدائية.