احتضنت دار الثقافة المغاربية ابن خلدون مؤخرا العرض الفرجوي «توانسة أكشن» الذي لاقى نجاحا كبيرا في كل من باجة والحنشة من ولاية صفاقس. وحتى يتمكن الجمهور العريض وخاصة الشباب من التمتع بهذا العرض الفريد من نوعه تقرر عرضه لتعم الفائدة ولمزيد التعرف على الرياضات الدفاعية والقتالية في تناغم مع بعض الفنون الأخرى على غرار الرقص والموسيقى والغناء وفنون السرك. هذا العرض جمع مجموعة من الرياضيين يتقدمهم البطل أسامة الطاهري المدرب البارز في رياضة الكونغ فو. وقد أعد للمشاهدين حوالي إثنتي عشرة لوحة في تناسق تام وزادها رونقا وبهجة مشاركة مجموعتين من الأطفال في رياضة الكونغ فو والتايكواندو ولونه فنان الراب إسماعيل ISM الذي تفاعل معه الجمهور بكل جوارحه باعتبار أن العرض جاء جامعا بين الفنون والرياضات الدفاعية والقتالية وبين الفنون الراقية المتعارف عليها. فاللوحات الرياضية ارادها اصحاب العمل رسالة نبيلة تمثل السلم والسلام والأمن والأمان وإحترام الغير رغم الإختلاف في الآراء وعدم اللجوء إلى التعصب أو الكراهية أو نبذ العنف. وكل هذه القيم المثالية أصر من خلالها المنتج والاعلامي عبد الحفيظ حساينية، على تمريرها في هذا الظرف بالذات للحد من التطاحن والتكالب على الحكم ومساهمة منه في التقدم بالثورة، التي يعيشها التونسي بكل جوارحه، نحو الأمام ونحو النجاحات ونحو الآفاق الرحبة باستعمال الفنون والرياضة كمادة تقرب ولا تبعد أفراد الشعب بعضهم عن بعض حتى تبقى الكلمة الأخيرة لتونس الخير والمجد وليرتفع العلم عاليا مرفرفا في نخوة واعتزاز. والمثلج للصدر الحضور الجماهيري المكثف الذي واكب العرض من أوله إلى آخره دون ملل ولا كلل. وهي بادرة تسجل لمنتج العرض الذي عرف كيف يطوع هذا العمل ويشد انتباه الحضور وأيضا لمنظم الأمسية الأستاذ منير العرقي مدير دار الثقافة الذي أبى إلا أن يهديه لشباب تونس وهم في غمرة الإحتفال بالذكرى الثانية لثورة الحرية والكرامة.