تغطي شبكة الصرف الصحي لديوان التطهير عددا محدود من بلديات الوطن القبلي حيث تشير المعطيات العامة لنشاط الديوان بولاية نابل والتي تم توزيعها خلال اللقاء الإعلامي بالولاية بتاريخ 9 جانفي الحالي إلى أن الشبكة تغطي 17 معتمدية فقط من مجموع 24 هي نابل ودار شعبان وبني خيار والمعمورة والصمعة وقربة وقليبية ومنزل تميم وحمام الأغزاز والهوارية والحمامات وبوعرقوب وقرنبالية وسليمان وبني خلاد ومنزل بوزلفة وزاوية الجديدي وتقوم مصالح الديوان بالإجراءات اللازمة لربط بلديتي قربص والميدة بشبكات الصرف الصحي. وتغطي الشبكة حوالي 455 ألف ساكن بالوطن القبلي الذي يقرب عددهم المليون. وتمتد شبكة الديوان الوطني للتطهير على طول 1500 كلم مربوطة ب15 محطة و85 محطة ضخ وتقدر الكميات المعالجة بحوالي 23 مليون متر مكعب يعاد استعمال ما يقدر ب 3.5 مليون متر مكعب منها فقط لملعب الصولجان وعدد قليل من المستغلات الزراعية. كل هذه المعطيات جيدة لكن إذا علمنا أن قرابة نصف سكان الجهة لا يتمتعون بخدمات الصرف الصحي كحق لنا فقط أن نتساءل أين تصرف مخلفاتهم من المياه المستعملة؟. وللإجابة على هذا السؤال انتقلنا إلى احد التجمعات السكانية بإحدى البلديات السبعة التي لا تغطيها الشبكة على غرار بلدية تاكلسة. الوضع كان متشابها ببؤر مرة مركز المعتمدية وبالبريج وبدار ودوالة وغيرها التي لا تبعد عنها إحدى محطات التطهير سوى أمتار قليلة: قنوات صرف صحي سطحية، خنادق جارية من المياه المستعملة تشق الأزقة والأنهج، روائح كريهة وأمراض جلدية منتشرة في صفوف الأطفال خاصة. كل هذا بالإضافة إلي أن أهالي أغلب المنازل يعمدون إلى حفر عميقة تصرف بداخلها المياه المستعملة وعندما تمتلئ وتفيض وتلوث المكان يتم استدعاء وحدة إفراغ تابعة للبلدية بمقابل مالي في حدود عشرة دنانير. المشكل أن الفريق البلدي المكلف بإفراغ هذه المستوعبات عادة ما يتأخر نظرا للطلبات الكثيرة فتتعمق المعانات لأيام وسط تلوث وروائح لا تطاق. ويبقى خطر تسرب المياه الملوثة واردا جدا خصوصا في المناطق المنخفضة حيث المائدة المائية قريبة من سطح الأرض مما يتسبب في تلوث مياه الآبار التي عادة ما تستعمل للشرب في هذه المناطق ولري الأرض والحيوانات. وتشير المعطيات التي صرح بها الديوان الوطني للتطهير بنابل إلى أن مشاريعه للسنة الحالية تتضمن فقط مواصلة بناء وتجهيز محطة التطهير بمنزل تميم وشبكة التحويل التابعة لها وتهذيب وتوسيع محطة التطهير بالشراشرة بدار شعبان الفهري وتهذيب وتوسيع محطة التطهير بمنزل بوزلفة وقرنبالة. كما يتضمن برنامج هذه السنة انطلاق انجاز محطة التطهير وشبكة التحويل لمدن تازركة والصمعة والمعمورة بالإضافة إلى عدد من المناطق الريفية والأحياء الشعبية مثل حي حشاد والمشروحة وبوعرقوب وقرية نوال بقرنبالية وأحياء الشاطئ الازدهار والعسكري بحمام الأغزاز وسيدي الجديدي وسلتان وفندق الجديد. وتبلغ كلفة تنفيذ البرنامج الجهوي في مجال التطهير حوالي 1.5 مليون دينار لتصريف المياه المستعملة بالمناطق الريفية خاصة بلديات منزل بوزلفةونابل وقليبية ومنزل تميم والهوارية وبني خلاد. والملاحظ أن مثل هذه المشاريع تركز على بعض المناطق دون أخرى، فمعتمدية تاكلسة لم يرد ذكرها وكأنها غير معنية بمسألة التطهير أصلا بالرغم من خطورة الوضع خاصة في منطقة فلاحية سقوية كتاكلسة تشهد كثافة سكانية متزايدة. ويمكن أن نحمل جزء من مسؤولية تهميش هذه المعتمدية إلى فعاليات المجتمع المدني بالجهة التي لم تتفق على تنصيب نيابة خصوصية منذ سبعة أشهر كاملة لذلك لم يصل صوت مواطني الجهة ولم تدرج حاجاتهم الضرورية ضمن أولويات الجهة العاجلة.