أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بشهادتها أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونغرس حول الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي وحذرت فيها من زيادة التطرف ونفوذ الإسلاميين في شمال إفريقيا بعد ثورات الربيع العربي، وأكدت تصميم واشنطن على مواجهة التحديات بالمنطقة مشيرة في سياق شهادتها الى أن الاسلاميين في سوريا يقاتلون النظام بأسلحة القذافي التي وقعت في أيدي الثوار الليبيين بعد الإطاحة بنظام العقيد. ونفت كلينتون علمها بأي طلبات لتعزيز الأمن في القنصلية الأمريكية في بنغازي، والتي تعرضت لهجوم في 11سبتمبر لأن مسؤولين آخرين في وزارة الخارجية هم الذين تعاملوا مع الطلبات التي لا تصل عادة إلى مستوى الوزير. وقالت كلينتون «تعلمون أن الطلبات الأمنية المحددة المتعلقة ببنغازي كان مختصون أمنيون في الوزارة يتعاملون معها... لم أر هذه الطلبات.. لم تصل لي.. لم أوافق عليها ولم أرفضها». وتطرقت الوزيرة الأمريكية في إفادتها إلى التحديات الناجمة عن زيادة التطرف المسلح في شمال إفريقيا عقب الربيع العربي، وقالت إن «الثورات العربية أربكت ديناميكيات السلطة ومزقت قوات الأمن في أنحاء المنطقة»، داعية إلى استخلاص العبر من هجوم بنغازي. بيد أنها حذرت أعضاء الكونغرس من أن الديبلوماسية الأمريكية لا يمكن أن تتراجع في مواجهة التحديات الجديدة التي تطرحها التغيرات الجيوسياسية، وقالت إن على الولاياتالمتحدة مواجهة «بيئة التهديدات المتغيرة» مضيفة : «لا يمكننا التراجع الآن عندما تكون أمريكا غائبة، خصوصا في البيئات غير المستقرة، يكون لذلك عواقب فالتطرف يضرب بجذوره، ومصالحنا تتضرر، وأمننا في وطننا يصبح مهددا». كما تحدثت عن «حالة عدم الاستقرار في مالي»، وقالت إنها وفرت «ملاذا آمنا واسعا للإرهابيين الذين يتطلعون إلى مد نفوذهم والتخطيط لمزيد من الهجمات المماثلة للهجوم الذي شهدناه في الجزائر الأسبوع الماضي».