كانت «التونسية» سباقة في التعريف بمشروع اللواقط الشمسية الذي سيمتد على مساحة 500 هك بكل ولاية مع توفير عمل للآلاف من اليد العاملة ولحاملي الشهائد العليا. وقد اتصلنا بالاستاذ نزار بادي المستشار المقرر لمكتب دار تونس للاستثمارات ليمدنا بآخر تطورات المشروع. إلى أين وصل المشروع؟ - نحن الان بصدد انهاء المراحل النهائية لاطلاق المشروع بعد ان انتهت الدراسات اللازمة واتفقنا مع شركائنا حيث تم تكوين شركة «شمس تونس» المنفذة والمدير للمشروع لكن التقدم يختلف من ولاية الى أخرى. ونحن الآن بصدد إعداد برامج تهيئة العقارات الخاصة بالمشروع بولايات قفصة وسيدي بوزيد والقصرين. اصحاب هذا المشروع هم الباعثون الشبان من المعطلين عن العمل الذين سيقودون قاطرة التنمية بجهاتهم رغم ان الفكرة واجهتها الكثير من التعطيلات التي تحتاج الى قرار سياسي من يدعم المشروع اليوم؟ - بما ان المشروع سيخصص لحاملي الشهائد العليا والشباب المهمش العاطل عن العمل فقد دعمته مكونات المجتمع المدني والأحزاب وكل أهالي المناطق المختارة لتركيز حقول الطاقة... وقد حصل المشروع على دعم السلطة السياسية ممثلة في مؤسسة رئاسة الحكومة اين عقدنا جلسات عمل لنتجاوز المعوقات وتسريع عملية اطلاقه لكن للاسف لم ينطلق المشروع بالتوازي في كل الولايات لتفاوت درجة الاعمال التحضيرية بينها وفي البداية سيشمل الولايات العشر المعنية وهي القيروان والكاف والقصرين وسيدي بوزيد وقفصة وتوزر وقبلي وتطاوين ومدنين وقابس وأزف بشرى أخرى عبرالتونسية وهي انضمام ولايتي سليانة وجندوبة للمشروع. كثر الحديث عن مدن الثورة لوتحدثنا عنها؟ -مشروع حقول الطاقة هوأكبر من مشروع فهوحلم بتنمية اماكن قاحلة نائية لا تنمية فيها. ستكون هناك تجمعات سكنية في مخطط معماري لمدن جديدة تجاور بحار من اللواقط الشمسية. هذا المشروع سيوفر ثمانية آلاف موطن شغل في كل ولاية بشكل مباشر اذا ادركنا ان مشاريع ولايتي قبلي وقابس ستكون في ارض متجاورة بأم الشياه وكذلك قفصة (بلخير) وسيدي بوزيد (المزونة) مما يعطي اقطابا تنموية كبيرة وستنضاف إلى هذه الحقول مدينة صناعية يتم فيها تكوين وتدريب مهني للعمال وانجاز وحدات لصنع اللواقط الشمسية ومكوناتها وحدات لخياطة ملابس العملة ومستلزمات الشغل فضلا عن خدمات الاعاشة والنقل وستكون هناك ملامح لمدن المستقبل في مخطط معماري حديث يجاور حقول الطاقة ويحاذي مدينة صناعية تعليمية خدماتية حديثة... انها مدن الثورة. أطلقتم مشروعا جديدا يتعلق بنبات «الجاتروفا», إلى أين وصل؟ نحن نطمح مع شركاء من ايطاليا الى استصلاح ثلاثين ألف هكتار من الاراضي القاحلة الجرداء بغراسة نبات «الجاتروفا» المعروف باسم مشروع زراعة الطاقة وستقسم هذه المساحات على الباعثين الشبان بمعدل هكتارين لكل باعث بما يعطي 2000 باعث لكل ولاية مع طاقة تشغيلية ب2000 عامل فلاحي بشكل مباشر ومثلها بشكل غير مباشر فضلا عن العملة الموسمين في موسم الحصاد والعملة في مواقع التصنيع . ونبتة «الجاتروفا» تستغل ثمارها في إنتاج الزيت الحيوي كوقود، وذلك يرجع لاشتعاله دون انبعاث أبخرة ملوثة للبيئة حيث إن الزيت الناتج عن بذرة الجاتروفا يطلق عند احتراقه خمسا من ثاني أكسيد الكربون بالمقارنة مع البترول، أي انه يوفر من هذه الناحية، أربعة أخماس أضرار وتكاليف ثاني أكسيد الكربون وبقية الانبعاثات الأخرى، لذا يطلق عليه الزيت الصديق للبيئة كما يستخدم للإضاءة وعدة أغراض صناعية أخرى. وتنمو«الجاتروفا» في أرض قاحلة جرداء وتتحمل أقسى أنواع الجفاف ولهذا يمكن أن تزرع في أماكن لا يمكن أن ينموفيها الغذاء بشكل جيد . وتتحمل «الجاتروفا» أقسى أنواع الجفاف مما يجعل نشر زراعتها على نطاق واسع أمرا بالغ السهولة حتى في الصحاري القاحلة، وفي الأراضي الحجرية والرملية وعلى جوانب الطرق وكل الأراضي التي لا تصلح للاستثمار في زراعة المحاصيل التقليدية. وسيتم انجاز منابت خاصة لإعداد مشاتل نبتة «الجاتروفا» لتلبية الحاجيات المتزايدة لانجاز البرنامج فضلا عن وحدات لتحويل النبتة إلى وقود لتصديره. وقريبا سنعقد اجتماعات في الولايات مع الباعثين والمعطلين عن العمل ومع هيئات المجتمع المدني والمصالح الجهوية المتداخلة تحت إشراف الولايات المعنية قصد إطلاق المشروع رسميا. وماذا عن مشروع تربية الجاموس الذي أعلنتم عنه؟ كانت تونس من البلدان المعروفة بتربية الجاموس قبل ان يحتكر البايات ذلك لانفسهم دون عامة الناس واليوم هناك رغبة في تركيز مراكز لتربية الجاموس بتونس وتعتبر ولايات كالقيروان والقصرين والكاف وسليانة والمهدية وجندوبة وسيدي بوزيد وقفصة ولايات نموذجية لهذه المشاريع وهناك مستثمرون بصدد التفاوض معنا لتركيز هذه المشاريع التي يمكن تعميمها وباحجام مختلفة. ويعتبر الجاموس الحيوان الزراعي الأول لكونه مقاوما للإمراض ومنتجا جيدا للحليب وله قابلية تسمين تفوق جميع الحيوانات ولكون تكاليف تربيته أقل عند مقارنته مع الأبقار إذ انه يتغذى على أعلاف رديئة ويعطي حليبا نسبة الدهن فيه عالية. ويتميز بقدرته العالية على هضم مادتي السليلوز واللكنين الموجودتين في القصب والبردي والحشائش الخشنة ذات القيمة الغذائية المنخفضة وتحويلها إلى منتجات بروتينية ذات قيمة غذائية عالية. ويتميز الجاموس بشراسته وحساسيته للغرباء وهي صفة من صفاته الأساسية بالإضافة إلى تكيف الجاموس في البيئة التي يعيش فيها . وبذلك يجب الاهتمام بالجاموس لأنه يمثل حيوان القرن الحادي والعشرين. وسيعمل مكتب دار تونس على مساعدة المربين لبناء برامج لتحسين أداء حيواناتهم واستبعاد الحيوانات منخفضة الإنتاج وتربية حيوانات محسنة وراثيا واستخدام الطرق الحديثة والمتطورة في مجال التقنيات الحيوية ووضع الخريطة الوراثية للجاموس والاعتماد على الحليب اليومي. هذه المشاريع كلها في المناطق الداخلية ماذا عن الشريط الساحلي؟ نقوم الان بالاتصالات الضرورية مع شركاء آسياويين وأروبيين لاعداد برامج لإنتاج الديازال الحيوي من الطحالب ذلك قد يكون استخدام الطحالب لإنتاج وقود الديازال الحيوي الأسلوب الاكثر نجاعة الذي يمكن من خلالها إنتاج وقود للسيارات بما فيه الكفاية ليحل محل الديازال. كما أن مشروع تربية الجاموس يشمل كل الولايات وحقول الطاقة قادرة على الامتدد للمناطق الداخلية من الولايات الساحلية. يروج في الكواليس انه عرض عليك منصب وزير التنمية فما مدى صحة هذا الخبر؟ أنا صرحت سابقا اني مارست السياسة زمن الصمت واخترت الصمت زمن الضجيج .. سأقود قطارا تنمويا هائلا بالمناطق الداخلية المهمشة والمفقرة والمحروم. لدينا عدة برامج تحافظ على الثروات الوطنية تجعل الشاب العاطل مستثمرا ونستفيد من الشركاء الأجانب بالتقنية والتمويل والتسويق للمنتوج. سنحول المناطق الداخلية الى اقطاب تنموية ونحلم بمدن الثورة كباب لعالم جديد هناك.