أدت اول امس وزيرة المرأة سهام بادي رفقة الوفد المصاحب لها زيارة لمعتمدية العلا حيث واكبت الدورة التكوينية للنساء اللواتي يعلن أسرهن في المجال الفلاحي بمركز خلية الارشاد الفلاحي بالعلا في اطار تنفيذ برنامج الدعم الاقتصادي للأسر ذات العائل الوحيد (امرأة). وزيرة المرأة صرحت ل «التونسية» بأن أرياف ولاية القيروان ممتدة جدا وأن المرأة الريفية تعاني كثيرا وقالت أنه خلال حديثها مع بعض النساء اكتشفت الاستغلال الكبير الذي تتعرض له المرأة الريفية في العلا. وان المرأة مساهمة فعالة في موسم جني الزيتون بالجهة بأجر لا يتجاوز العشر دنانير في أحسن الحالات الى جانب ساعات العمل الطويلة طوال اليوم بالاضافة الى عديد المتاعب الاخرى بدنيا ونفسانيا. وأضافت ان وزارة المرأة ستقوم بالضغط على القطاع الخاص من اجل اعطاء حق المراة في الشغل من خلال البرنامج الاقتصادي للأسر ذات العائل الوحيد وهو مشروع يتضمن 20 عائلة من العلا حسب مقاييس معينة بالتعاون مع والي القيروان ومعتمد العلا ومندوب الشؤون الاجتماعية وادارة الفلاحة وكذلك دعم الجمعيات سيما التنموية منها من أجل توفير مشاريع للمرأة الريفية من خلال الدعم المادي وتوفير المواد الاولية خاصة في اختصاص النسيج والزربية وكذلك على المستوى الفلاحي عبر توفير كل الوسائل لبعث مشاريع في قطاع تربية الماشية مثل توفير قطيع من الماشية يتكون من 10 رؤوس من الاغنام كبداية للمشروع وكذلك منحة ب100 دينار تسمى «منحة مرافقة» وأنه سيتم الابقاء على منحة المائة دينار للأسر المعوزة مع اختيار الاختصاصات حسب التكوين. وقد تفاعلت العديد من النساء في العلا مع هذا المشروع خاصة أن أغلب الحاضرات أرامل ومطلقات وظروفهن صعبة للغاية. سهام بادي أكدت ل «التونسية» أن تحولها للأرياف لن يكون من أجل إعطاء إعطاء وانما تقديم حلول من خلال اقتراح المشاريع والبدإ بتنفيذها لان المرأة الريفية مكافحة ومناضلة وتستحق الحلول العملية وطالبت الوزيرة جميع الاطراف بتظافر جهودها من أجل الرقي بالمرأة. من جهتها أكدت السيدة ايمان الزهواني الهويمل مديرة عامة للمرأة والأسرة ل « التونسية» عن مجهودات الوزارة في دعم الأسر ذات العائل الوحيد من خلال اقامة 12 دورة تكوينية فلاحية مثل تربية الماشية والتوليد وكذلك القيام بتكوين ثان في كيفية تنمية مشروع وهذا كله يأتي بالتعاون مع ادارة الفلاحة خاصة في ما يخص مشروع تربية الماشية مشيرة إلى ان وزارة المرأة تساهم في التمويل والمرافقة والمتابعة وأنها عقدت اتفاقية شراكة مع وزارة التجارة والصناعات التقليدية من أجل تشجيع الحرفيات وصاحبات الشهائد في الزربية على عرض المنتوج ومساعدتهن في البيع من خلال توفير فضاءات العروض كخطوة تشجيعية. زيارة وزيرة المرأة للعلا لاقت استحسان العديد خاصة النساء اللواتي تجمعن باعداد كبيرة وعبرن عن معاناتهن وظروفهن الصعبة اجتماعيا وماديا ونفسيا خاصة في ظل افتقار العلا الى مواطن شغل قارة حتى ان معتمد الجهة السيد عبد الباسط الشايب عبر للوزيرة عن هاجس الحظائر بالنسبة للمرأة الريفية والتي أصبحت ترى فيها فرصة للشغل القار وما يتبع ذلك من ترسيم منح. كما تحدث رئيس النيابة الخصوصية لبلدية العلا السيد زهير المسعودي مع وزيرة المرأة حول مشروع مركب الطفولة المتوقف بسبب غياب التمويل الذاتي وقد طمأنت الوزيرة رئيس البلدية والجميع في العلا بأنه تم رصد حوالي 400 ألف دينار كاعتمادات لتهيئة مركب الطفولة وانشائه في مقر المعتمدية القديم وقد قال المسعودي ل «التونسية» أن الأشغال ستبدأ على أقصى تقدير خلال شهر مارس وأن ذلك مكسب ثمين للمرآة والطفولة في العلا.