وجدت الشركة التعاونية الاساسية للخدمات الفلاحية بحاجب العيون نفسها في طريق مسدود يهددها بالغلق النهائي نتيجة بعض الصعوبات المادية التي تقف حائلا أمام سير عملها اليومي خاصة وأنها تعتبر أهم المرافق الحيوية التي تعمل على الأخذ بأيدي الفلاحين خاصّة منهم مربّو الأبقار الذين يتجاوز عددهم 1300 يعملون بانتظام على إيصال منتوجهم إلى مركز تجميع الحليب بهذه الشركة. «التونسية» كان لها اتصال مباشر بالسيد عبد الرؤوف السباعي مدير الشركة لأخذ المزيد من التوضيحات فقال: «إن الشركة تأسست سنة 1990 وبعثت بهدف الإهتمام بشواغل الفلاحين وهي تضم اليوم 240 منخرطا برأس مال يقدر ب 4000 دينار وقد عملت الشركة منذ تأسيسها على توفير مختلف المستلزمات الفلاحية من أسمدة وأعلاف ومعدات للريّ إضافة إلى ذلك تجميع الحليب ونقله إلى مركزية الحليب. حيث شهد نشاطها تضاعفا في كميات الحليب المجمعة التي وصلت إلى حدود 12ألف لتر من الحليب الطازج يوميا مقارنة بسنة 1998 التي لم تتعد فيها الكمية 400 لتر يوميا في محيط تتوفر به ما يزيد عن 3آلاف بقرة حلوب وهو مؤشر له دلالات واضحة على نموّ نشاط الجمعية التي تشمل مناطق تدخلها كلّا من معتمدية الحاجب المركز وأحوازها وعمادة العين البيضاء التابعة لمعتمدية حفوز. إلى حين بروز مشكلة المصادقة الصحية على مركز الحليب والتي من شأنها أن تتيح لنا فرصة استرجاع منحة الحليب والمقدرة بستين مليما عن اللتر الواحد بعنوان مساعدة عن التجميع والتبريد. وفي غياب هذا الدعم اصبح الفلاحون يهددون بإتلاف منتوجاتهم الفلاحية وسط المدينة نتيجة عدم تشجيع السلط الجهوية المختصة والمتمثلة بالأساس في المصالح البيطرية التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية القيروان في منحنا المصادقة الصحية للمركز الحالي لتجميع الحليب والذي فكّرنا ذات مرة في تعويضه بفضاء جديد ولكنه تعذر علينا ذلك لعدم توفر الشروط المطابقة لذلك والمتمثلة بالأساس في ملوحة المياه الموجودة على ضفاف وادي الزرقة إلى جانب عدم ربط الفضاء الجديد المقترح بشبكة التطهير ممّا دفع بمصالح ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى إلى مراسلتنا مشددة على ضرورة الحصول على المصادقة الصحية البيطرية في ظرف سنة وعند تعذر ذلك ستسحب منا رخصة تجميع الحليب. نجد أنفسنا في حالة بطالة إجبارية». وأضاف السيد عبد الرؤوف بالقول: «كيف نعامل بمثل هذه الطريقة التعسفية نحن الذين اجتهدنا كثيرا في توفير الكثير من مواطن الشغل بمركز تجميع الحليب والذين يقدر عددهم ب13 عاملا مرسما وأربعة إطارات قارّين. إلى جانب ما يفرزه هذا الميدان من أعمال ثانوية لقطاعات أخرى لها علاقات مباشرة بتجميع الحليب. وقد بادرنا بمراسلة السيد وزير الفلاحة عديد المرات في الغرض ومازلنا ننتظر لفتة كريمة من لدنه والتي من شأنها إعادة الطمأنينة إلى قطاعنا الفلاحي وذلك في الوقت الذي تمرّ فيه شركتنا بعديد الصعوبات والعراقيل من بينها الضعف المادي. كذلك نحن نأمل في المساعدة على استرجاع منحة تجميع وتبريد الحليب بهدف تحقيق توازن الشركة وبالتالي إضفاء ديناميكية عمل من شأنها أن تمكننا من تلبية حاجيات المنخرطين وذلك في الوقت الذي قمنا فيه ببناء مركز جديد للحليب تعدت نسبة انجازه 60 بالمائة. ويعتبر من أهمّ المكاسب بالجهة باعتبار الخدمات التي يقدمها للفلاحين وخاصة توفير مواطن شغل جديدة بالجهة».