تعتبر معتمدية تاكلسة من ولاية نابل الأقل حظا تنمويا من بين كل معتمديات الولاية الست عشرة. حيث تتكون المعتمدية من عديد التجمعات السكانية القروية التي لا تتوفر بها أبسط المرافق. فالتجمعات السكانية ال12 بالمعتمدية على غرار «بئر مروة» و«بدار» و«البريج» و«دوالة» و«المرناقية»... غير مربوطة بشبكات الصرف الصحي ومسالكها وطرقاتها غير صالحة للجولان هذا علاوة على محدودية عدد الوحدات الصحية والمدارس والصيدليات والأطباء الخواص. فالمعتمدية لا يوجد بها سوق يومي للمواد الاستهلاكية هذا علاوة على تعطل منظومة رفع الفضلات المنزلية. كما تعاني بعض التجمعات السكانية على غرار «بدار» من تعرضها للفيضانات كلما نزلت الأمطار. «التونسية» انتقلت إلى هذه القرية للوقوف على حجم معاناة الأهالي. «بدار» قرية تقع على منحدر أو هضبة، الطريق إليها صعبة لأن المسلك لا يتسع لسيارتين وهو في حالة مزرية تجعله غير صالح للجولان كما يشق القرية واد يصعب اجتيازه. أما البنايات، فالفخمة منها تقع على الطريق العام وتحجب خلفها تجمعا سكانيا فوضويا كل أزقته تقريبا متشابهة، خنادق ومياه راكدة وقنوات من مياه ملوثة تجري باستمرار وسط الطرق الترابية المنحدرة ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها ومن أكداس الفضلات المنزلية المتراكمة على أطراف القرية. عادل جعفر هو أحد متساكني القرية تحدث ل«التونسية» عن مشاكل الجهة فاختصرها جميعا في المشكل الأكبر والأصعب وهو الفيضان المحتمل للوادي بعد كل نزول للأمطار. فقال بأن هذا الوادي الذي يشق القرية كبير ولديه عديد الروافد وغالبا ما يفيض ويمنع حركة المرور فتدخل المياه إلى المنازل وتتعطل الدروس ويستحيل على العملة التنقل إلى مراكز عملهم. السيد جعفر أكد بالقول: «آخر مرة فاض فيها الوادي غمرت مياهه أغلب المنازل وأتلفت الممتلكات حيث تجاوز ارتفاع المياه المتر ولولا تدخل الحماية المدنية لكانت الكارثة» وأضاف «رغم علم معتمد تاكلسة بهذه الوضعية لم يحدث أي تغيير ولا نزال ننتظر تنفيذ وعد صاحب احد الضيعات الفلاحية الموجودة بالجهة الذي تعهد بتمويل أشغال جسر يقوم على هذا الوادي». الطاهر القادري حدثنا بدوره عن تاريخ تكون هذا التجمع السكاني حيث قال: ««بدار» حي شعبي مبني بطريقة فوضوية. فقد تم توزيع الأراضي منذ سنوات على سكان بعض الأودية من العمال الفلاحيين النازحين من داخل الجمهورية وتم تجميعهم في تجمع سكاني أطلق عليه اسم قرية «بدار». مشاكل القرية لا تُحصى ولا تعد أهمها ينطلق من الموقع حيث أسست القرية بطريقة فوضوية على ضفتي واد مما يهددها باستمرار بالفيضانات. «فكلما نزلت الأمطار يتجند الأهالي تحسبا لدخول المياه الى المنازل وتلف الممتلكات». أما المدرسة (مركز الاشعاع الوحيد في القرية) فتشكو عديد النقائص، أسقف وجدران متشققة وطاولات قديمة وغياب كامل للتجهيزات وهي مبرمجة للإصلاح بعد زيارة الوالي للقرية الصائفة الفارطة لكنها لم تشهد إلى الآن أية إصلاحات ويرتاد هذه المدرسة أطفال القرية بالإضافة إلى عدد من تلاميذ المناطق المجاورة على غرار قرية تبان. وأكد محدثنا أن التلاميذ الذين يتكبدون مشقة التنقل سيرا على الأقدام مسافة 4 و5 كلمترات ذهابا وإيابا لا يجدون ملاذا إلا الطريق العام. هؤلاء التلاميذ غالبا ما يتغيبون عن الدراسة لأن طريقهم إلى قرية تبان يفيض فيها الوادي. المشكل الثاني كما شخصه لنا الطاهر القادري قصور بلدية تاكلسة عن القيام بواجبها نظرا لافتقارها للمعدات حيث تمتلك البلدية جرارا وحيدا تستعمله في رفع فضلات 12 قرية ريفية. كما لا تمتلك البلدية آلة جرف حيث تعمد إلى كراء واحدة من الخواص في حالة الفيضانات. وارجع هذا القصور في الخدمات إلى غياب النيابة الخصوصية بتاكلسة التي لم تنصب إلى اليوم. فقد تم الاتفاق بين مكونات المجتمع المدني على تشكيلة النيابة الخصوصية وبالفعل ورد أمر تنصيبها بالرائد الرسمي لكن بعد الانتخابات الفارطة تراجع ممثلو أحزاب الإئتلاف الحكومي بالجهة عن الاتفاق حسب ما ورد في حديثنا مع مواطني الجهة. هذا الوضع عطل تنصيب النيابة الخصوصية وخلق فراغا في بلدية تاكلسة مما انعكس سلبا على الجهة.فالكاتبة العامة للبلدية تفعل ما بوسعا لكن هذا لا يكفي فلا وجدود لمن يمكنه تمثيل الجهة بالمجلس الجهوي ويوصل صوت أبنائها ويطالب بالتنمية.