يبدو أن ما خفي في قضية معلول والترجي أعظم بكثير من الاسطوانة التي يرددها العامة والخاصة في الخفاء والعلن والمتمثلة في تعطل لغة الحوار بين المدب و«الكوتش» وغياب التوافق والانسجام حول بعض الاختيارات الفنية إثر فشل الفريق في المحافظة على لقبه القاري خصوصا وأن الترجي نجح في تأمين مشوار طيب على امتداد المسابقة إلى غاية المحطة الختامية. ويبدوأن حرص المؤدب كان شديدا على تحقيق إنجاز تاريخي يدون في سجلات الفريق ويحفظ في ذاكرة عشاق الأحمر والأصفر فقد أوصى بتوفير كل مقومات النجاح وظروفه وجند كل أعضاء الهيئة المديرة عله يتمكن من تحقيق مبتغاه بإضافة لقب قاري جديد للموسم الثاني على التوالي ولكن سارت الأمور عكس ما اشتهاها المدب في مباراة لن تمحى من ذاكرته خصوصا وأن الرجل يعلم تمام العلم أن أخطاء المدرب كانت فادحة في مواجهة الأهلي في نهائي رادس وغض عنها الطرف حفاظا على تماسك الفريق واستقراره في فترة اعتقد فيها البعض ان المكشخة حتما ستعرف فترة ركود وتراجع على جميع المستويات. رصانة المدب قابلتها نرجسية مفرطة واعتداد بالنفس إلى حد الغرور من قبل «معلول» وفي خطوة فاجأ بها الجميع قرر الانضمام والانخراط في الحراك السياسي في حركة غريبة عن البراءة حسب تحليل البعض...غريبة عن البراءة باعتبار وأن معلول وهويمسك بمقاليد تدريب الفريق الأول في تونس لا يمكن أن يكون ملكا لنفسه ولا يمكن عزل مواقفه عن محيطه الرياضي ...! وبالتالي فإن المنطق يفترض أن يسبق إعلانه الانضمام إلى حركة نداء تونس مشاورات مع رئيسه المباشر فمن حق رئيس الجمعية أن يكون مطلعا على ما يدور في الخفاء والكواليس فيما يتعلق بشؤون النادي ومن يمثله وأن يكون على علم وبينة بتحركات اللاعبين والإطار الفني إن هذه الخطوة التي أتاها معلول أفشلت كل الجلسات الصلحية السابقة لتهدئة الخواطر بين الرجلين وليخرج الحكم البات بالطلاق نهائيا بين الطرفين وهكذا فقد معلول كل أمل في المحافظة على موقعه الريادي في حديقة حسان بالخوجة . لقد فضل المدب في هذه الفترة الإنتقالية التي تعيشها تونس التفرغ للرياضة والأعمال والابتعاد قدر المستطاع عن المزايدات السياسية تجنبا لكل ما من شأنه أن يعطل مصالحه وأعماله ولكن «الكوتش» ورطه من حيث لايدري وهوما أربك المدب وأسقط حساباته في الماء ...معلول وحسب التسريبات من المقربين من رئيس النادي «كبر» على المدب فأصبح لا يأبه بالملاحظات التي تساق له ويتصرف دون أي تنسيق معه متجاوزا بذلك ما عهده الترجي من تشاور وحوار . انتهى الأمر بالطلاق إذا في تزامن عجيب مع خيبة وطنية بإمضاء أبناء الطرابلسي الذي يبدوأنه وقع على بيان مغادرة حضيرة المنتخب من جنوب إفريقيا هذا التزامن يدفع الرأي العام إلى التفطن لذكاء معلول ورغبته في استثمار سقوط تونس على عتبات العرش الإفريقي لتحقيق حلم طالما راوده منذ أن كان مع «لومار» يبدوالأمر عاديا لولم يكن في انتظار معلول وزيرا اسمه طارق ذياب ، وزير يملك مفاتيح المنتخبات الوطنية وينتمي إلى حكومة اختار معلول أن ينخرط في خصمها السياسي اللدود هل كان عسيرا على معلول وهو الطامح من زمان إلى تدريب المنتخب أن يتفطن إلى التناقض بين طموحه الرياضي واختياره السياسي ؟ هل يمكن أن تعلو كرة القدم على الصراع السياسي ويثبت طارق ذياب حياده في إدارة الشأن الرياضي بتكليف معلول مهمة الإشراف على المنتخب ؟ يبدو الأمر عصيا على وزير الرياضة ويبدو الأمر بعيد المنال على معلول ويبقى بالتالي الحسم من قبيل التوقعات السياسية في تونس اليوم الذي بات أقرب إلى الدراما التركية. خلاصة القول هي أن معلول نجح بدهائه الرياضي في دفع المدب إلى فك الارتباط مما يمنح المدرب المخلوع أرضية واسعة للاختيار دون قيد أوشرط بين الذهاب إلى قطر لاستعادة مقعده في قناة الجزيرة أو السعي إلى مزيد المناورة من أجل تدريب المنتخب وبقطع النظر عما ستؤول إليه الأمور يبقى الترجي الرياضي هو الحاضن لمعلول ولغيره من أبناء النادي مهما كانت درجة الوفاء او الاختلاف!