نزل خبر اغتيال المرحوم شكري بلعيد، كالصاعقة على مدينة سوسة وأحوازها في وقت مبكر كان خلاله أغلب الناس متجهين لمقرات دراستهم وأعمالهم، وفجأة تحولت الحركة في الاتجاه العكسي إذ غادر عدد ليس بالهيّن مواطن عملهم ومعاهدهم وكلياتهم ليتجمعوا وسط منطقة باب بحر وكان أنصار الجبهة الشعبية وقياداتها الجهوية أول الوافدين قبل أن يلتحق بهم عدد كبير من المحامين قادمين من مقر فرعهم الجهوي بقصر العدالة بسوسة واتجه الجميع عبر شارع الحبيب بورقيبة إلى ساحة المدن المتوأمة متوقفين على مستوى منطقة أمن إقليمسوسة مرددين العديد من الشعارات المطالبة بالتحقيق الفوري والفعال في قضية اغتيال "الشهيد شكري بلعيد" وقاموا برثاء المرحوم ثم بالتنديد بما آلت إليه الأمور مطالبين بأن يأخذ العدل مجراه وان يكون العمل المدني أكثر فاعلية فيما يتعلق بالتحقيق في ملابسات القضية. أنصار الجبهة الشعبية واتهام مباشر لرابطات حماية الثورة أما في ما يتعلق برفاق المرحوم في حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وكذلك الجبهة الشعبية وعدد من منظمات المجتمع المدني فقد وجهوا من خلال تحركهم التهمة مباشرة ودون لبس لرابطات حماية الثورة واعتبروها الذراع الرادعة لحركة النهضة التي نالت بدورها نصيبها من التنديد على اعتبارها الطرف الرئيسي في الحكومة. الأمور تطورت من الاحتجاج إلى التحرك الفعلي حيث هاجم ما يزيد عن 500 شخص مقر رابطة حماية الثورة بسوسة وقاموا بإزالة كل لافتاتها وكذلك العلم الذي كان مرفوعا أعلى المقر على اعتبار ان العلم الوطني لا يقع رفعه إلا على المقرات الرسمية للدولة. وبعد ان كانت الاحتجاجات مقتصرة على الهتاف وترديد الشعارات المنددة بالحكومة وبوزارة الداخلية جنح البعض إلى الاقتراب من البوابة الرئيسية للولاية وضرب الباب مما كان ينذر ربما بنية إقتحام الولاية، عند هذه اللحظة تدخل رجال الأمن بإطلاق كثيف للغاز المسيل للدموع سرعان ما تحولت اثره الأمور إلى عملية كر وفر وملاحقة للمحتجين طالت كافة المنطقة المجاورة للولاية ووصلت حتى قلب المدينة العتيقة وقد استعمل عدد محدود من المحتجين الحجارة للرد على رجال الأمن. الرش يظهر من جديد في خضم المواجهات مع قوات الأمن تلقت "التونسية" شهادة مواطن كان مرفوقا بابنه الذي سالت من اذنه بعض الدماء وظهر عليها جرح صغير والذي أفاد ان ابنه تعرض للاعتداء باستعمال "الشيفروتين" أو الرش الذي وقع استعماله من طرف قوات الأمن خلال أحداث ولاية سليانة. من جانب آخر نفت مصادر أمنية مأذونة على عين المكان استعمال هذا النوع من السلاح وكذلك نفت إدارة مستشفى فرحات حشاد تلقيها أي مصاب بالرش تزامنا مع هذه الأحداث. وعليه فإننا نورد المعلومة بكل تحفض رغم امتلاكنا لشهادة صوتية مسجلة لهذا المواطن. شلل بعض الإدارات والمعاهد وتنسيق بين بعض الأحزاب من أجل بلورة التفاعل مع الحدث من جانب آخر أقدم عمال وموظفو صندوق التأمين على المرض بتنظيم وقفة احتجاجية امام مقر عملهم الرئيسي بمدينة سوسة دامت حوالي ساعة من الزمن تنديدا بإغتيال شكري بلعيد كما اجبرت المحاكم على التعليق الشبه الكلي لأعمالها في ظل انسحاب المحامين من كل الجلسات تقريبا بما في ذلك جلسة محاكة قتلة عون الأمن وحيد بالضيافي، الذي قتل خلال شهر مارس سنة 2010 في منطقة سهلول حيث اضظرت المحكمة لتأجيل هذه القضية، التي كانت في واجهات الأحداث قبل ان تتحول إلى حدث ثانوي، إلى يوم 06 مارس المقبل. الإتحاد الجهوي للشغل يصدر بيان تنديد الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة وإلى جانب مشاركته في بعض التحركات الميدانية من خلال حضور العديد من منخرطيه وقياداته في المسيرات التي جابت أنحاء المدينة عقد اجتماعا عاجلا لمكتبه التنفيذي وأصدر بيانا شديد اللهجة نعى فيه المرحوم شكري بلعيد حيث حمل نص البيان الحكومة وحركة النهضة المسؤولية في اغتيال الفقيد قائلا: " ... ويحمل الحكومة المؤقتة مسؤولية الاغتيالات السياسية التي اصبحت تستهدف خصوم حركة النهضة ويطالب بالقصاص من المجرمين الارهابيين..."