أعلن وليد البناني نائب رئيس كتلة النهضة في اجتماع عاجل انعقد اليوم بمقر المجلس الوطني التأسيسي، أن كتلة النهضة دعت إلى تكوين جبهة برلمانية من داخل المجلس الوطني التأسيسي للدفاع عن شرعية المجلس والوقوف في وجه من يدعو إلى حله، كما طالب المجتمعون نواب المعارضة إلى مراجعة مواقفهم فيما يتصل بتعليق أعمالهم بالمجلس. ولئن بدت الكتل المجتمعة، وهي كتلة النهضة وكتلة المؤتمر وكتلة التكتل وكتلة المستقلين الأحرار إلى جانب مجموعة من النواب المستقلين التابعين للبحري الجلاصي، أمس متفقة من حيث المبدأ أي من حيث تكوين جبهة برلمانية من داخل المجلس الوطني التأسيسي فإن الاختلاف بدا واضحا وجليا حول لجان حماية الثورة ومشروع قانون التحصين السياسي للثورة، حيث أثار تصريح النائبة عن كتلة التكتل لبنى الجريبي والذي أكدت فيه على أن كتلة التكتل تشترط ضرورة حل لجان حماية الثورة وارجاء مشروع قانون التحصين السياسي للثورة للدخول في هذه الجبهة وتحديد خارطة طريق واضحة، مما أثار حفيظة نواب النهضة والمؤتمر الذين أبدوا انزعاجهم الشديد ورفضهم القاطع للتخلي عن هذين المسألتين. وقد اكدت النائبة لبنى الجريبي أن حزب التكل يطالب بحيادية السياسات وليس الأشخاص خاصة فيما يتعلق بمسألتي العدالة والأمن، مشيرة إلى أنها تتفق تمام الاتفاق مع تكوين جبهة برلمانية شرط مراجعة عدد من المشاريع التي قالت إنها استفزت الشعب التونسي ودعمت انشقاقه على غرار قانون تحصين الثورة. واقترحت ارجاء هذا المشروع مقابل التسريع في تفعيل الهيئات الدستورية كهيئة القضاء والانتخابات وهيئة الاعلام، إلى جانب ضرورة حل لجان حماية الثورة . الإنقاذ لا يكون بالكفاءات وقد طالب النائب عن كتلة النهضة أبو يعرب المرزوقي بضرورة الاتفاق على حكومة انقاذ وطني يشارك فيها الجميع، مشيرا إلى أن الانقاذ لا يكون بحكومة كفاءات بل يعتمد على رجال ممثلين من الشعب، كما أكد على ضرورة أن تكون الحكومة تامة الصلاحيات وليست رهينة قرار المجلس الوطني التأسيسي. كما اعتبر أبو يعرب المرزوقي أن من يدعو إلى حل المجلس الوطني التأسيسي إنما هو يدعو إلى حل السلطة الشرعية واعدام نقطة الفاعلية الوحيدة . بينما اعتبرت النائبة عن كتلة المؤتمر سامية عبو أن اعلان رئيس الحكومة بتشكيل حكومة "تكنوقراط" إنما هو قرار ذكي لأنه كشف عن نوايا بعض الأطراف مذكّرة بالبيان الذي أصدرته أربعة أحزاب على اثر اغتيال شكري بلعيد والذي أكدت أنه بيان سياسي بامتياز ليس له أي علاقة بعملية الاغتيال, عبو تتهم الباجي قائد السبسي ولم تستبعد عبو بأن يكون مرتكب جريمة اغتيال المناضل شكري بلعيد هو من يتقبل الآن عزاءه، مذكّرة بتصريح الباجي قائد السبسي منذ شهرين والذي أكد فيه أنّ الترويكا ستخرج من الحكم قبل مرور قانون تحصين الثورة بل ذهبت إلى أبعد من ذلك معتبرة أن اغتيال بلعيد هي من مسؤولية الباجي قائد السبسي، مشيرة إلى أن المخطط أصبح واضحا وأن شكري بلعيد كان كبش فداء لافتعال الحدث والاطاحة بهذه الحكومة.