فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    استشهاد خمسة فلسطينيين في قصف لطيران الاحتلال لمناطق وسط وجنوب غزة..#خبر_عاجل    أبطال إفريقيا: الأهلي المصري يقصي مازمبي الكونغولي .. ويتأهل إلى النهائي القاري    حالة الطقس لهذه الليلة..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طبيبة تونسية تفوز بجائزة أفضل بحث علمي في مسابقة أكاديمية الشّرق الأوسط للأطبّاء الشّبان    التعادل يحسم مواجهة المنتخب الوطني ونظيره الليبي    بعد دعوته الى تحويل جربة لهونغ كونغ.. مواطن يرفع قضية بالصافي سعيد    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لدى اليونسكو: آخر الاستعدادات    بنزرت: ضبط كافة الاستعدادات لإنطلاق اشغال إنجاز الجزء الثاني لجسر بنزرت الجديد مع بداية الصائفة    مدير عام وكالة النهوض بالبحث العلمي: الزراعات المائية حلّ لمجابهة التغيرات المناخية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    البطولة الافريقية للجيدو - ميدالية فضية لعلاء الدين شلبي في وزن -73 كلغ    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا وجاري العمل على تسهيل النفاذ إلى هذه السوق    أكثر من 20 ألف طالب تونسي يتابعون دراساتهم في الخارج    سيدي بوزيد: ورشة تكوينية لفائدة المكلفين بالطاقة في عدد من الإدارات والمنشآت العمومية    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الجزائر تسجل حضورها ب 25 دار نشر وأكثر من 600 عنوان في معرض تونس الدولي للكتاب    المؤرخ الهادي التيمومي في ندوة بمعرض تونس الدولي للكتاب : هناك من يعطي دروسا في التاريخ وهو لم يدرسه مطلقا    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة ويساعد على القيام بمهامهم دون التعرض الى خطايا مالية    القضاء التركي يصدر حكمه في حق منفّذة تفجير اسطنبول عام 2022    افتتاح المداولات 31 لطب الأسنان تحت شعار طب الأسنان المتقدم من البحث إلى التطبيق    وزارة التجارة تقرّر التخفيض في أسعار فيتورة الصوجا المنتجة محليا    تضم فتيات قاصرات: تفكيك شبكة دعارة تنشط بتونس الكبرى    منوبة: الاحتفاظ بصاحب مستودع عشوائي من أجل الاحتكار والمضاربة    أحدهم حالته خطيرة: 7 جرحى في حادث مرور بالكاف    يلاحق زوجته داخل محل حلاقة ويشوه وجهها    عاجل/ إصابة وزير الاحتلال بن غفير بجروح بعد انقلاب سيارته    القلعة الصغرى : الإحتفاظ بمروج مخدرات    رقم قياسي جديد ينتظر الترجي في صورة الفوز على صن داونز    معتز العزايزة ضمن قائمة '' 100 شخصية الأكثر تأثيراً لعام 2024''    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    تقلص العجز التجاري الشهري    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    وزارة المرأة : 1780 إطارا استفادوا من الدّورات التّكوينيّة في الاسعافات الأولية    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    "تيك توك" تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المحامي «فتحي العيوني» ل«التونسية»:أحمّل «الداخلية» مسؤولية اغتيال «شكري بلعيد»
نشر في التونسية يوم 08 - 02 - 2013

أنا ابن التيار الإسلامي منذ طفولتي واسألوا «مورو» عن ذلك
لهذه الأسباب لن أعتذر لحياة جبنون... وسأرفع قضية ثانية ضد لطفي العبدلي
الاختراق وراء تجاوزات رابطات حماية الثورة
على «النهضة» مراجعة موقفها من تحالف «الترويكا»
المحامي فتحي العيوني اسم قذفت به التجاذبات السياسية و التناحرات الايديولوجية و الحزبية نحو مشهد سياسي عام و واقع اجتماعي اكتنفه الكثير من الغموض مما جعل البعض يعتبره من افرازات تونس ما بعد الثورة. اختلفت الآراء بشأنه و تعددت ردود الافعال حول مرجعياته الفكرية و انتماءاته السياسية البعض اعتبره ابن اليوم ممن ركبوا الثورة في حين اعتبره البعض الآخر من ابناء الامس الاوفياء الذين استبسلوا في الدفاع عن قضايا التصقت اساسا بالإسلاميين.
«التونسية» التقته وتحدثت إليه بصراحة. ودون روتوش خضنا معه في جملة من المواضيع و القضايا المرفوعة في حقه و ضده وأردنا معرفة ردة فعله ازاء جرم ارتكب في حق الشرعية و الديمقراطية والتي طالما صنف نفسه من المدافعين عنها بشراسة وهو اغتيال الزعيم شكري بلعيد. لمسنا في إجاباته الحيرة و الالم و الندم احيانا و الامتناع احيانا اخرى عن الادلاء برأيه في تفاصيل فضل الاحتفاظ بها لنفسه.
وفي ما يلي نصّ الحوار:
الاستاذ فتحي العيوني في زمن قياسي اصبح من اكثر الاسماء شهرة في سلك المحاماة ؟
سأكون في منتهى الصدق معكم. فتحي العيوني هو من ابناء منطقة سيدي بوسعيد والدي كان عاملا يوميا في أحد المعاهد من عائلة متواضعة جدا ومنذ فترة السبعينات انخرطت في العمل الاسلامي من خلال مساهمتي في تأسيس العمل المسجدي الإسلامي في تونس.
علاقتي بحركة «النهضة» تعود إلى فترة الثمانينات. فقد كنت من المحامين الذين دافعوا بشراسة عن حقوق هؤلاء إن لم أكن من أبرزهم على غرار حمادي الجبالي وعبد الكريم الهاروني ومنصف بن سالم وعلي العريض وغيرهم من الاسلاميين والحقوقيين. وإثر عودة السيد حمادي الجبالي من المهجر توطدت العلاقة بيننا وطلب مني التكفل والتعهد بكامل قضايا حركة «النهضة» وملفات الاسلاميين في تلك الفترة. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت عرضة للتتبع والمساءلة فقد تمت دعوتي من قبل أمن الدولة صحبة الزميلين محمد الهادي الزمزمي وعبد الفتاح مورو ونسبت إلينا تهمة الإتصال والربط مع حركة الإتجاه الإسلامي وتم حجز جواز سفري ومنعي من السفر. كما طلبت مني الجهات الامنية الإبتعاد عن القضايا المتعلقة بهم والكفّ عن الدفاع عنهم وتعرضت في تلك الفترة إلى مضايقات عديدة وسجن أخي ولازمني أعوان الأمن في كل تنقلاتي وتم وضع منزلي ومكتبي تحت الحراسة... ومنذ تلك الفترة انقطعت عن النشاط واكتفيت ببعض الملفات منها قضيتي عبّو وشورو...
يعني هذا ما يفسر مساندتك الخاصة لبعض قيادات كتلة «النهضة» ؟؟
هذا صحيح لأن علاقتي بهم علاقة شخصية جدا وتمنيت لو ذهبتي داخل أوساط الإسلاميين وسألت هل أن فتحي العيوني ابن اليوم أم أنه ابن الأمس ؟ إن علاقتي بهم تعود الى سنوات الجمر عندما امتلأت بهم السجون. كانت تتجاوز حق الدفاع لتصل إلى حدود إرشاد البعض من المطلوبين من القيادات الكبرى لهذه الحركة فكنت عنصر اتصال وساهمت بالتالي في فرار العديدين منهم حتى لا يطالهم التعذيب والتنكيل...
لقد قرأت مقالا على موقع Tunisie secret بتاريخ 22-11-2012 ورد فيه انك من اكثر الناس تكسبا من النظام السابق واكثرهم استيلاء على اموال الحرفاء ما رأيك في ذلك؟
الكلام مردود على أصحابه. أنا محام وكل محام يخضع إلى المساءلة من هياكل المهنة ويكفي الذهاب إلى فرع المحامين الجهوي بتونس والسؤال هل تعلقت بالأستاذ فتحي العيوني شكاية من قبل حريف من أجل تهمة الاستيلاء على مدى فترة عمله في هذه المهنة أم لا ؟
لعلمكم أنا عانيت المرّ وقاسيت الكثير من النظام السابق لأنه مارس عليّ حصارا كبيرا ومنعني من الشركات العمومية والبنوك وظللت اتكسب من العوام وبالتالي فالكلام مردود على أصحابه والغاية منه واضحة هي من باب الكيد والتنكيل وافتعال واختلاق التهم ضد الناس وهي طريقة مألوفة من قبل أتباع بن علي من الذين تعودوا على مثل هذه الممارسات شعارهم في ذلك «إلي ما فيكش مخلوق يشريوهولك من السوق» وأعلمك أنه لما ترشحت إلى هياكل المهنة كنت الأول في الفائزين وتحصلت على أكبر عدد من الأصوات بل أكثر من هذا عدد الأصوات التي تحصلت عليها كان قياسيا في تاريخ المحاماة.
وهل تعتقد انه في صورة ترشحك في هذا الظرف ستحظى بنفس الثقة والمكانة ؟
أتصور أكثر من السابق لأن كل الزملاء على يقين أني اخترت طريق الدفاع عن الشرعية ولم أسقط في باب الحسابات والتجاذبات السياسية.
ألا تعتقد ان علاقتك ب«النهضة» تجعل من العاطفة تسيطر احيانا على مواقفك ؟
لا أخفي أن هناك جانبا من العاطفة ولكن هناك أيضا جانب من تقاسم جزء هام من المبادئ والرؤى. ولكن العائلة الإسلامية هي عائلة كبيرة جدا فلا يمكن أن تختزل في حركة «النهضة» أو في أي طرف سياسي معين ولو كانت العائلة السياسية تختزل في حركة «النهضة» لكنت نهضويا ولكن اختياري أن أكون خارج النهضة يدل على أنني وإن كنت إسلاميا اتفق في شيء مع حركة «النهضة» فإني أختلف في أشياء كثيرة معها.
صحيح تبقى الخلفية واحدة ولكن التصورات والمناهج تختلف في عديد الأشياء مع عديد القيادات من حركة «النهضة».. ولكن يبقى في تقديري الشخصي الاسلاميون من أكثر الناس الذين اضطهدوا في الأنظمة السابقة فقد مورست عليهم محرقة وعملية اجتثاث واستئصال.
كل القضايا التي رفعتها تنم عن الكثير من المواقف الايديولوجية ألا يعكس ذلك مواقف كتلة «النهضة» ؟
لا اعتقد ذلك وإن حصل فهو من باب الصدفة وتقاطع المصالح وليس من باب التنسيق المسبّق. فكل القضايا التي رفعتها كانت بمحض إرادتي ومن منطلق قناعاتي الشخصية. فأنا لمّا قمت بالقضية ضد الهيئة المستقلة للانتخابات في تلك الفترة كان الإختيار الاستراتيجي لحركة النهضة هو تزكية السيد كمال الجندوبي ليكون الرئيس المقبل للهيئة ولكن من منطلق قناعتي الشخصية رفعت تلك القضية وفي ذلك تضارب مع اختيار الكتلة...
وأين وصلت الامور في ما يتعلق بهذا الموضوع ؟
الملف الآن أمام السيد قاضي التحقيق وسيباشره في القريب العاجل باعتبار أن الإثباتات استندت على التقرير الصادر عن السيد رئيس دائرة المحاسبات والذي يحتوي على كثير من التجاوزات والاخلالات التي ترتقي إلى مستوى الجرائم.
ولكن السيد كمال الجندوبي رفع بدوره قضية ضدك؟
هي قضية باطلة إجرائيا باعتبار أني كنت مكلفا من قبل المكلف العام بنزاعات الدولة وبالتالي فأنا وكيل ولا يمكن أن يحمل الوكيل عبء موكله...
ألا ترى أن شبح التصدّع يتهدّد الثلاثي الحاكم؟
إن الأداء الذي طبع «الترويكا» وبعض الأطراف داخلها غلبت عليه الأنانية الحزبية أي أن هناك بعض الأطراف تحاول أن تستخدم موقعها لخدمة اجندة حزبية سياسية ضيقة من خلال القفز على بعض المواقف والطعن في الظهر بالنسبة للطرف المقابل. وأعطيكم مثالا لما حصل في قضية البغدادي المحمودي من ذلك ان الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية وقتها ما كان له ان يتخذه لأن موقف الحكومة في تلك الفترة كان سليما ومطابقا للقانون وليس فيه نيل من صلاحياته ولكن يبدو انه تأثر بما اثارته حوله مجموعة من الاطراف المعارضة من انه لا دور له ولا صلاحيات له فأراد ان يثأر لنفسه بشكل فيه نوع من المبالغة حتى يستعيد لنفسه موقعا وبالتالي كان من المفترض ان يكون اكثر حكمة ورصانة. هذا دون التغافل عن ذكر موقفه من قضية الفتاة التي اعتبرت مغتصبة او احداث سليانة وبالتالي أرى أن «الترويكا» صحيح إلى حد الآن تعمل ومتماسكة ولكن على «النهضة» أن تراجع موقفها من هذا التحالف لأن هذه «الترويكا» لم يعد لها المعنى التقليدي الذي انطلقت به منذ البداية.
كلامك تأكيد لما يروج من أن هذه الحكومة فاقدة للتجربة والحنكة السياسية لإدارة دواليب الدولة ؟
هذا لا يمكن أن ينفيه أي طرف باعتباره موجودا على أرض الواقع ولكن لا يجب أن تحمّل الحكومة المسؤولية كاملة لأن ما نعيشه هو موروث لعشرات السنين تغلغل في المخيال والذاكرة الشعبية وهو مثل عائقا في التعاطي مع دواليب الدولة. صحيح قمنا بثورة وأتينا بمسؤولين جدد ولكن هل أتينا بشعب جديد ؟ هذا الشعب مسكون بعديد الهواجس منذ السابق وهو ما عطل سير العمل في بعض هياكل الدولة. إن الاتحاد العام التونسي للشغل مثلا لم يكن متعاملا بالشكل المطلوب وكذلك بعض منظمات المجتمع المدني وبعض أطراف المعارضة لم يكن أداؤها بالشكل المطلوب . إن الظرف الحالي للبلاد يقتضي أن يتحد الجميع على المصلحة الوطنية العليا.
من بينها أيضا رابطات حماية الثورة التي دافعت عنها بشراسة؟
أوافقك في ذلك وهنا لا بد أن أوضح للرأي العام أنني دافعت عن اللجان التي تشكلت طبق القانون وتكونت من شخصيات وطنية ذات سيرة حسنة ولم يعهد منها شغب ولا فتنة ولا تهريج وتشويش هذه اللجان هي التي قصدتها. ولكن اليوم بلغني أنه تم اختراقها واندست فيها بعض الأطراف تحاول أن تعرقل المسار الثوري للبلاد ولذلك نشهد اليوم بعض الاعتداءات من هنا وهناك والتي لا نقبلها بالمرة وتعتبر خروقات لا بد من التصدي لها وفق القانون. ونفس الشيء بالنسبة للاتحاد العام التونسي للشغل الذي انحرف بدوره عن المسار القانوني الذي رسمه له المرسوم عدد 88 من ذلك منع انتصاب النيابة الخصوصية في صفاقس فهل يدخل هذا في إطار العمل النقابي ؟ أن تفتح فضاءك المخصص لك لأحد الأحزاب لعقد اجتماعاته بسيدي بوزيد أيدخل هذا في خانة العمل النقابي ؟ إن كل هذه الانحرافات سواء من قبل الاتحاد أو رابطات حماية الثورة يجب أن تكون تحت طائلة القانون.
هذا القانون أيضا سيكون الفيصل بينك وبين الفنانة حياة جبنون باعتبار أن نقابة الفنانين تقدمت بقضية ضدك على خلفية التصريحات الأخيرة ؟
لابد قبل الخوض في هذا الموضوع أن نضع الأمور في نصابها باعتبار أن الصورة التي عرضت علي في تلك الحلقة لا أعرفها ولا أعرف لمن تكون وقد تم تقديمها لي مباشرة بعد أن تم تقديم صور لنسوة يعتبرن رموزا في هذا البلد فراضية النصراوي وسهام بن سدرين يمثلان تاريخا من النضال والعذاب والقهر وبالتالي لا تجوز المقارنة في هذه الحالة ولا تستقيم ولكن اعتبر أني أخطأت وما كان علي أن أعلق على الصورة كان يفترض أن أكون أكثر رصانة وحكمة في أنني أحتفظ برأي وأصمت ولكن أخذتني الحمية للدفاع عن النصراوي وبن سدرين خصوصا انه عند سؤالي للمنشط لمن تكون هذه الصورة قال لي لفنانة استعراضية وبالتالي اعتبرت أنه من الجائر مقارنتها بهذين الرمزين.
من الناحية القانونية أشير إلى أنه لكي تتكون الجريمة في حق انسان لابدّ ان تتوفر ثلاثة عناصر: أولا الركن القانوني أي انه لابد من وجود فصل قانوني يعاقب على هذا الفعل وهذا موجود في قضية الحال وركن مادي يتمثل في أن يصدر منك فعل مخالف للقانون وهذا إلى حد ما يبقى رهين الإثبات والأهم هو الركن المعنوي وهو وجود القصد الجنائي والنية والعزم على الإساءة لذلك الشخص والنيل منه وهذا يفترض أن تكون لك معرفة به وهذا ليس موجودا إطلاقا لأني لا أعرفها ولم أرها في حياتي قط واعتقدت أنها صورة في مجلة أو كتاب وأؤكد أنه إذا كانت هذه الكلمة أساءت لبعض النسوة فأنا أعتذر لهؤلاء فقط.
دون الاعتذار لحياة جبنون ؟؟
بعد أن ردت الفعل بتلك الطريقة لا يمكن أن أعتذر منها وتمنيت لو اتصلت بي لأوضح لها حقيقة موقفي. لقد ارتكبت في حقي عديد الجرائم ستعاقب من أجلها ولكن أيضا يفترض أن تفتح ضدها النيابة العمومية بحثا على ضوء ما قاله صلاح مصباح لأن المعلومات التي أدلى بها خطيرة جدا حين أكد على أن «التجمع» كان يرسل ببعض الفنانات واللاتي ليس لهن باع في الفن إلى الخليج ليس لغايات فنية وهو في اعتقادي جرم كبير ..
إيقاف الكاتب العام لنقابة السجون والاصلاح كان على خلفية قضية رفعتها عليه وكان الحسم بطريقة سريعة ما تعليقك على ذلك ؟
أنا (بين قوسين) لا أفقه كثيرا في عالم الفايسبوك والانترنات ولكن بلغني من خلال البعض من الأصدقاء أن هناك صورة مشوهة لي بشكل لا أخلاقي صادرة عن شخص لا أعرفه ولا علاقة لي به. وبالفعل عندما اطلعت عليها ساءني ذلك كثيرا. واعتقد انه من كان يسوءه ما أقول وما أفعل من حقه أن ينتقدني كيفما شاء ولكن في حدود احترام حرمات الناس والاخلاق العامة. فأنا كثيرا ما استمع إلى «ميقالو» وتعجبني طريقته في النقد وفي طرح «السكاتشات» ولكن أن تحيد الأمور إلى منحى لا اخلاقي تمس من كرامتي فهذا لا أقبله المرة.
ولكن ما ألاحظه أنه تم الحسم بسرعة في هذه القضية في حين تعطلت بعض القضايا الأخرى ولم يتم الحسم فيها إلى الآن ؟
لقد حرصت شخصيا على متابعة هذه القضية كما تعلقت في شأنه قضايا آخرى واعتبر أنه أصبح يمثل خطرا على الأمن العام وبالتالي لابد من التصدي له في أقرب الآجال.
ما تعليقك على كلام محامي الباجي قائد السبسي الاستاذ المسعودي الذي اتهمك بالعهر السياسي؟
بالنسبة لهذا الشخص بالذات سأرد عليه بآية كريمة «يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين» وهناك مثل جميل «يا هذا الذي بيته من زجاج لا تضرب الناس بالحجر».
ألا تعتقد أن قائمة خصومك اصبحت كبيرة من مختلف المجالات ؟
هناك بعض القضايا لا علاقة لي بها على غرار ما يشاع من أنني رفعت قضية على هيثم المكي. هذا الشخص لا اعرفه ولا علاقة لي به ولم أستمع إليه ولكن اعتقد انه يمارس التهريج الاعلامي وليست له اضافة اعلامية متميزة. أما بالنسبة ل«ميقالو» فهو كما سبق الذكر يقدم مادة إعلامية جيدة جدا فيها نقد جميل دون المساس بالاعراض وقد عبرت له عن ذلك. أما بالنسبة للطفي العبدلي اعلمكم فإنني سأقدم ضده قضية ثانية على خلفية شريط الفيديو الأخير الذي يبث على الانترنات والذي ارتكب من خلاله في حقي عديد الجرائم على غرار القذف والتهديد بما يوجب عقابا جنائيا.
ماهو موقفك بشأن اغتيال الاستاذ شكري بلعيد ؟
ما حدث يعتبر فاجعة وطنية بكل المقايس لانه لم يستهدف فقط اغتيال المناضل والشهيد شكري بلعيد وانما كامل مسار الانتقال الديمقراطي السلمي للبلاد لذلك فاني اشعر بصدمة كبيرة مما وقع و أدعو الله ان يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويرزق أهله وذويه وكل الأحرار في تونس جميل الصبر والسلوان. كما ادعو كل القوى الحية من سياسيين ونخب ثقافية إلى التوحد ولو بشيء من التنازلات من أجل حماية البلاد من مطب السقوط في الفتنة.
هل أن هذه الحادثة تمثل مؤشرا على دخول البلاد في منزلق العنف السياسي عبر التصفية؟
لقد ظهرت بوادر العنف السياسي منذ مدة من خلال الخطاب المشحون عبر وسائل الاعلام ومهاجمة اجتماعات بعض الاحزاب واستهداف عدة شخصيات وطنية وكان ذلك كافيا لكي تتخذ السلطة اجراءات خاصة لحماية المسار الديمقراطي لكن ذلك لم يحدث بالقدر المطلوب مما شجع ظهور فلول النظام السابق واندساسهم في عدة منظمات وجمعيات وحتى أحزاب فتمكنوا من شحن الاجواء وتعكير صفو النظام العام. لذلك فإن مسؤولية التصدي لظاهرة العنف السياسي تعود على جميع الاطراف وعلى رأسها السلطة من خلال توفير حماية خاصة للشخصيات الوطنية واجتماعات الاحزاب ومقراتها وملاحقة المتسببين في احداث العنف.
وفي هذا الصدد فإني أحمل جزءا من المسؤولية عن وفاة الشهيد شكري بلعيد الى وزارة الداخلية التي كان عليها ان توفر له حماية خاصة بعدما تلقى عدة تهديدات.
يعتبرك البعض محامي «النهضة» والسلطة ما جوابك عن هذا ؟
لقد تم تناول هذه المسألة بكثير من المغالاة وحتى من المغالطة لأني لم اتقدم بأية قضية باسم حركة «النهضة» ولم يقع تكليفي بأي موضوع من قبلها سوى اني كنت أحد محاميي رجالاتها في السابق لما كانوا مطلوبين من النظام السابق.
أما بالنسبة للسلطة فاني كذلك لست محاميها ولم يقع تكليفي الا بقضيتين فقط من قبل المكلف العام بنزاعات الدولة والحال انه في ا لسابق تعهد القضايا بالمئات الى فئة معينة من المحامين وربما يعود سبب اعتباري محاميا للسلطة على نحو ما يدعيه البعض هو قيمة القضيتين التي تعهدت بهما من حيث إثارتهما على الشان العام لأن الاولى تتعلق باستهداف هيبة الدولة ومؤسساتها من خلال تسريب محاورات ومحادثات خاصة من داخل الوزارة الاولى والثانية تتعلق بالشبهات التي حفّت بالتصرفات المالية التي قامت بها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
يقدر البعض عدد القضايا التي قمت بها بالمئات ويعتبرها كلها في اتجاه واحد ضد كل من يعارض «النهضة» والسلطة ؟
خلافا لما يدعيه البعض فإن عدد القضايا المرفوعة حوالي ثماني أو تسع بعضها رفعتها بشكل شخصي كمواطن عادي ساءه أمر ما مخالف للقانون وللأخلاق العامة وبعضها الآخر بتكليف سواء من المكلف العام بنزاعات الدولة أو من بعض الوزراء أو الشخصيات العمومية وهذا يدخل في اطار ممارستي لمهنتي كمحام ولا يجب ان ننسى انني أمتهن المحاماة ورفع القضايا هو جوهر مهنتي وليس هواية أو تسلية أقوم بها.
علمنا في آخر لحظة أن الفرع الجهوي للمحامين في اجتماعه أمس قرّر إعفاءكم من خطة الكاتب العام؟
هو قرار مؤقت يتوقف على موافقتي في انتظار فض بعض المسائل الخلافية بيني وبين المجلس وأعضائه. وسيتم الحسم نهائيا في الموضوع خلال الأسبوع القادم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.