عقد أمس حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» ندوة صحفية بالعاصمة للاعلان عن تجميد قرار استقالة وزرائه من الحكومة وإمهال حركة «النهضة» أسبوعا للاستجابة لمطالبه التي تقدم بها بخصوص التعديل الوزاري المرتقب ومسألة التعيينات في المناصب السيادية ... وشهدت الندوة حضور «محمد عبو» الأمين العام للحزب وعدد من الوزراء المنتمين للحزب على غرار «عبد الوهاب معطر» وزير التشغيل و«سهام بادي» وزيرة المرأة و«سليم حميدان» وزير أملاك الدولة... و أعلن عبو خلال كلمته عن تجميد قرار استقالة وزراء المؤتمر من الحكومة, وأمهل حركة «النهضة» أسبوعا كاملا للاستجابة لمطالب الحزب فيما يتعلق بالتعديل الوزاري الذي طال انتظاره ومقترحاته بشأن الوضع العام بالبلاد مع مراجعة التعيينات على رأس الإدارات ومؤسسات الدولة, مبرزا ان بقاء وزراء المؤتمر صلب «الترويكا الحاكمة» رهين قبول مقترحات الحزب قائلا: «قررنا تجميد الاستقالة... بعد اسبوع لن نكون في الحكومة اذا رفضت مطالبنا ...». التكنوقراط = عودة رموز النظام السابق وأبدى عبو معارضة حزبه للمقترح الذي تقدم به رئيس الحكومة بخصوص تشكيل حكومة «تكنوقراط» وعزا ذلك الى امكانية ان تحمل في طياتها رموزا من النظام السابق, قائلا: «لا استغرب وجود بعض رموز النظام السابق في هذه الحكومة». كما وصف عبو مبادرة الجبالي بالتاريخية والايجابية لكونه تجاوز حزبه وشركاءه في الحكم , لكنه رفض حكومة «تكنوقراط» باعتبار أنّها ليست الحل السحري لجميع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية... مبرزا انها لن تصمد امام حجم المطالب الشعبية واستشهد بفشل حكومة «الباجي قائد السبسي», قائلا: «نحن لسنا مع حكومة تكنوقراط لانها لا تستطيع تهدئة الاجواء...». الجبالي أسير وكشف الأمين العام للمؤتمر أن «حمادي الجبالي» رئيس الحكومة أسير لقرارات عدد من الاداريين لكونه يستشير بعض التكنوقراطيين المتواجدين في قصر الحكومة بالقصبة عند اتخاذ بعض القرارات, التي اثبتت فشلها فيما بعد حسب تعبيره, واضاف: «كنت في قصر الحكومة وأعي ما أقول , الاخطاء تأتي من بعض التكنوقراطيين الذين يستشيرهم الجبالي...». السبسي يحرّض على الفوضى واتهم عبو خلال الندوة «السبسي» بالتحريض على الفوضى على خلفية دعوته إلى حل المجلس التأسيسي لاعتلاء سدة الحكم مضيفا: «هناك من يفكر بمنطق العرقلة للوصول الى السلطة ...» كما استنكر الدعوات المتتالية لاسقاط الحكومة لاتفه الاسباب قائلا: «الحمد لله انهم لم يحملونا مسؤولية اخفاق المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا». ووصف عبو الأصوات المنادية بحل المجلس التأسيسي بالسلوك الخطير الذي تأتيه أقلية سياسية لا وزن لها على الساحة واستطرد: «لا شرعية إلاّ للتأسيسي والحكومة المنبثقة عنه... ليس هنالك من لديه قوة للانقلاب على إرادة الشعب». وأكد الامين العام للمؤتمر انه لا يجوز للجبالي تعيين أي وزير بمحض ارادته واشترط عرضه على المجلس التاسيسي, وقدم عبو تصورا اخر يمكن فيه لرئيس الحكومة التصرف بمفرده, أي عند تقديم استقالة الحكومة بأسرها بما فيها رئيسها. وشدد عبو على ان الترويكا الحاكمة اجتازت عديد العقبات والصعوبات , وحققت ما تعجز عن تحقيقه أيّة حكومة اخرى قائلا: «لو لم ندخل مع «النهضة» , لتحالفت مع العريضة الشعبية وعندها سيكون الوضع أصعب مما نعيشه اليوم». تردّي الأوضاع الاقتصادية وتطرق عبو خلال كلمته الى تردي الاوضاع الاقتصادية والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية, والقى باللائمة على بعض الامنيين واعوان الديوانة العاملين في المناطق الحدودية لما وصفه بتساهلهم. وشجب الامين العام لحزب المؤتمر حادثة اغتيال «شكري بلعيد» مضيفا: «إنها جريمة بحق الشهيد بلعيد واغتيال سياسي من نوع خاص», ودعا الى ضرورة الاسراع في كشف الضالعين في جريمة القتل لغلق الباب امام تكرار السيناريو الجزائري على الأراضي التونسية.