تمّ خلال ندوة صحفية احتضنها مقر الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة دعت إليها تنسيقية المجلس السياسي والمدني عن تكوين هذا الهيكل الذي يضم ما يزيد عن 34 حزبا وجمعية اتحدت مواقفها للتصدي لظاهرة لعنف والإرهاب السياسي الذي تجلى في أقصى مظاهره غداة اغتيال الشهيد شكري بلعيد. المكلف بالإعلام السيد ماهر بن عثمان والسيدة منيرة المحضي رئيسة التنسيقية المشرفة على المجلس، بينا خلال الندوة الصحفية أن المجلس وبعد تشكله يبقى مفتوحا أمام بقية مكونات الطيف السياسي والمدني وأمام الشخصيات المستقلة من أجل تكوين جبهة واسعة لمقاومة ظاهرة العنف التي استشرت في المجتمع وأضحت تهدد السلم والأمن الاجتماعيين. كما أكد المتدخلون أن هذا المجلس ليس جبهة سياسية ولا جبهة انتخابية والأشخاص السبعة الذين وقع اختيارهم لتنسيق أنشطته لم يقع انتقاؤهم على أساس انتماءاتهم الحزبية بل وفق قدرتهم على التفرغ أكثر وقت ممكن للإشراف على هذا الهيكل. المجموعة التي قامت بتكوين المجلس تنتمي إلى أحزاب وجمعيات على غرار «نداء تونس» و«الحزب الجمهوري» و«الجبهة الشعبية» و«حزب المسار» وحزب «العمل الوطني الديمقراطي» وجمعيات ك«الفرع الجهوي للجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الانسان» و«شبكة دستورنا» وفرع «النساء الديمقراطيات» و«اتحاد أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل». أما في ما يتعلق ببرنامج عمله فقد ورد بالندوة الصحفية أن بيانا سيقع إصداره بداية الاسبوع المقبل وقد اطلعنا على مسودة هذا البيان الذي جاء فيه بالخصوص «الدعوة للتصدي لكل أشكال العنف السياسي المنظم التي تروع المواطنين والدعوة لمحاسبة كل دعاة التكفير والتحريض على العنف الذين يعملون على نشر ثقافة الكراهية والضغينة والفرقة بين التونسيين كما سيدعو البيان إلى التعجيل بحل رابطات حماية الثورة والمليشيات المنظمة التي تسعى إلى تقويض مؤسسات الدولة واستبدالها بأجهزة أمنية موازية والعمل على تتبعها قانونيا كشرط لتنقية الأجواء السياسية وإعادة الطمأنينة للبلاد». فشل ذريع في أول تحرك ميداني ميدانيا تحتوي أجندا المجلس على جملة من التحركات أولها وقفة احتجاجية وقع تنفيذها مساء أمس في ساحة الشلي من اجل التنديد بالعنف والعنف السياسي. وقد كرست هذه الوقفة الانقسام الحاصل بين مختلف مكونات هذا الهيكل حيث أنه رددت به شعارات تدل على انقسام حاد بين مختلف مكوناته وتحولت أول وقفة احتجاجية إلى حلبة هرج ومرج انسحب منها العديدون واقتحمها غرباء ولولا العدد المحدود للحضور لانقلبت الأمور إلى ما لا يحمد عقباه. فهل ستكون هذه الوقفة بمثابة الضربة القاسمة التي سينفرط معها عقد هذه المحاولة التجميعية أم تكون ما عاشته ساحة الشلي يوم أمس بمثابة العثرة التي قد تتلوها نجاحات قد ترتقي لمستوى الهدف النبيل الذي وقع التلويح به عن إنشاء هذا المجلس؟