وافانا حزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» برسالة مفتوحة موجهة الى السيد حمادي الجبالي رئيس الحكومة ممضاة من طرف ناطقه الرسمي وأمينه العام منصف لوحيشي جاء فيها: تحية وطنية: أما بعد تعتبر القيادة الوطنية لحزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» أن في تغييبكم لحزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» لدعوتكم للحوار الوطني هو اقصاء متواصل ومستمر بدأ منذ أول حوار جاء من أجل تفعيل الحياة السياسية في تونس واستقرارها وأمنها. وللأسف الشديد بقيت دار لقمان على حالها وفي ذلك نعتبر أن الاقصاء عاقبته الفشل في كل المسائل الوطنية والسياسية والاقتصادية والثقافية. أولا: لا خلاص لتونس إلا بالحوار والتوافق وليس ذلك بعزيز على شعب أثبتت الأيام أنه قادر على تجاوز المخاطر والصعوبات ان صدقت النوايا وصحت العزائم من أجل الصالح العام من بين الاحترازات عليكم هو تغييبكم وإقصائكم لأحزاب مناضلة هي في الحقيقة فاعلة الى جانب «الزوّالي» وهموم المواطن ومعاناته اليومية. ومن بين احترازاتنا عليكم هو تركيزكم على أحزاب الواجهة السياسية بالعاصمة دون الجهات والمناطق الداخلية التي تعج بالأحزاب الملتصقة بالواقع الجماهيري الشعبي المغيب صوتها. ومن بين احترازاتنا عليكم كذلك هو تركيزكم على شخصيات باتت وجوهها وأفكارها متداولة وحتى ممجوجة لإعطائها صفة الوطنية والتميز وتسويقها كقيادات لتنظيمات لا غنى عنها على حساب بقية كفاءات البلاد وتنظيماتها السياسية. لقد ساند حزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» قراركم الشجاع ونادى به منذ شهور، ونحن اليوم نقف الى جانب حكومة انقاذ وطني مصغرة بعيدة كل البعد عن أية محاصصة حزبية تسببت في تجاذبات واتهامات لمن هم اليوم في سدة الحكم والمجلس التأسيسي الذي حاد عن مساره وأصبح مسرحا يدار بقوى حزبية لتجاذبات واتهامات ونسي مهامه التي أوكلها له الشعب وهي كتابة دستور البلاد فقط وهذا لم يحصل والفشل مآله الرحيل.. سيدي رئيس الحكومة نحن في «التكتل الشعبي من أجل تونس» مع التواصل الفعلي في خطابكم العقلاني والصادق وقراركم الشجاع من أجل انقاذ تونس اذ لا بد أن تُجمع جميع الأحزاب السياسية على مؤتمر وطني للإنقاذ بعيدا كل البعد عن التفرد بالقيادات الحزبية لأن تونس للجميع وللأحزاب كلها الحق ومن حقها أن تكون على علم بسير الأعمال والنقاشات التي تجمعكم مع أي طرف سياسي أو دبلوماسي من السفراء الأجانب في تونس وإلا ستخلف هذه الاقصاءات لبقية الاحزاب عديد الاستنتاجات والاحترازات ومن المستحيل أن ينجح أي حوار بهذه الطريقة المنقوصة للحوار الوطني الفعال إذ لا بد من نقاش جامع من خلاله تتوحد الرؤى والصفوف في إطار السلم الاجتماعية وفقا لمؤتمر وطني للإنقاذ تترأسونه أنتم باعتباركم اليوم راعيا للشأن العام وعليكم أن تسارعوا بهذه المبادرة وأن تتجنبوا المزايدات التي تريد بعض الأطراف السياسية حشرنا فيها. انها فرصة تاريخية لكم كي تأخذوا المبادرة من جديد وتتعالوا عن كل المزايدات والاستقطاب والحسابات السياسية الضيقة وأن تحرصوا على أن يتم الحوار البناء الذي يجمع ولا يفرق، يلم الشمل دون اقصاء أي طرف سياسي على الساحة وبذلك تعيدون الثقة بين جميع الأطراف ونقصد جميع الأحزاب السياسية في تونس وليس بين أحزاب المجلس التأسيسي أو الأحزاب التي استولت على أصوات «العريضة الشعبية» أو غيرها من الأحزاب التي غنمت أعضاء من المجلس التأسيسي على حساب أحزاب ناضلت بحق من أجل الشعب وأحزاب غير ممنوعة من الإعلام السمعي والبصري في تونس وهنا نضع عديد نقاط الاستفهام !!!! على الشعب التونسي أن تصله كل المستجدات عبر اعلام نزيه في كنف الشفافية المطلقة وللمواطن الحق أن يطلع عليها باعتباره جزءا من هذا الشعب التونسي العظيم حتى يعي كل مواطن تونسي حقيقة الوضع ويبتعد عن كل الاشاعات والأخبار الزائفة. سيدي رئيس الحكومة إن إرضاء الناس غاية لا تدرك من بينها الفوارق الوضعية التي ساهم فيها الاعلام التونسي ونخص منه السمعي البصري، من بين هذه الفوارق أحزاب تمتص دماء الشعب عبر المجلس التأسيسي الذي لم نره منذ شهور قد اجتمع كاملا وفي أغلب الحالات لا يكتمل نصابه وفي ذلك مساهمة في إهدار مال الشعب في حين أن هناك أحزابا تناضل من أجل هذا الشعب وتدافع عن الزوالي من داخل الشعب التونسي وهي تعاني من الفقر لمواجهة أنشطتها وعديد الأحزاب لا تملك مقرات لأنشطتها بينما هناك أحزاب توفرت لديها كل الامكانيات والمتطلبات في زمن العدالة الانتقالية ما بعد 14 جانفي. الفرق بيننا وبينهم هي مسافة وعي وزمن وفهم وسرعة إدراك. وهنا السؤال موجه لسيادتكم: ماهو المقياس الذي اتخذتموه لحواركم مع أحزاب دون أحزاب أخرى غيبتموها أو بالأحرى أقصيتموها مع الملاحظة أن جميع الأحزاب السياسية متحصله على تأشيرتها بنفس القانون ؟؟؟؟؟؟؟ سيدي رئيس الحكومة ان هذا الاقصاء المتواصل لنا كحزب وطني مناضل «التكتل الشعبي من أجل تونس» يؤمن بالعمل وبالنضال الميداني ويتحرك وفقا لإدراك وتحليل عميق وإيمان راسخ وثقة قوية في الاصلاح والتصحيح للمسار السياسي في تونس الي جانب المصلحة الوطنية الفاعلة وهو الفرق بيننا وبين من أطلق عليهم بالأحزاب الفاعلة كواجهة سياسية ليس إلا عجزت مدة سنتين عن إخراج البلاد من عنق الزجاجة وهمها الوحيد المناصب والكراسي ورواتب المجلس التأسيسي. هذا الإقصاء ساهم ويساهم الى اليوم في إهدار المال العام وعليكم سيدي رئيس الحكومة أن تدركوا هذه الفروق التي كنا نعرفها جيدا ولكنكم لم تدركوها إلا الآن وفقا لقراركم الشجاع وبدأتم تقفون على كل الحقائق الواحدة تلو الأخرى وأصبحتم تقولونها وتؤكدون حدوثها وقد حذر منها حزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» في عديد البيانات التي نشر البعض منها في احدى الصحف التونسية . في الختام يدعوكم حزب «التكتل الشعبي من أجل تونس» باعتباركم راعي للشأن العام أن تعدلوا بين جميع الفرقاء السياسيين وأن يكون التعامل على قدم المساواة باعتباركم رئيس حكومة لكل التونسيين جميعا مهما اختلفت ألوانهم وانتماءاتهم السياسية. الناطق الرسمي والأمين العام للحزب: منصف لوحيشي