المشهد درامي بكل ما في الصورة من توهّج أخلاقي واجتماعي.. وقد يصبح مبكيا مضحكا في بعض الأحيان.. والمكان محطات المترو الخفيف من «باب سعدون» إلى «ساحة برشلونة» وخاصة في محطة الجمهورية «الباساج» إذ يعيش الركاب يوميا في هذه المحطة أين تمرّ عربات المترو القادمة من أريانة وحي ابن خلدون وحي الانطلاقة وباردو ومنوبة والدندان أحداث كرّ وفرّ صورة طبق الأصل للعبة «القط والفأر» بين مراقبي المترو و«المرسكيين» من الركاب بكل ما فيها من مشادات كلامية وشتم وعراك و«تطييح قدر» تتطوّر في أكثر من مرّة إلى «أطراح» ملاكمة بين مسافر يريد أن يفرّ بجلده ومراقب تشبّث بفريسة وأصرّ على تطبيق القانون وتسجيل مخالفة مالية للراكب «المسكين» على اعتبار أن أغلبهم عاطلون عن العمل أو تلاميذ لا يحملون معهم لا مالا ولا بطاقات هويّة ممّا يجعل الخروج من المأزق معقّدا وعسيرا. الظاهرة تتطلب حلاّ جديّا حتى يلعب كل عنصر دوره.. فلا نرى مسؤولا هائجا وثائرا يصيح في وجه المسافرين مطالبا بتذكرة هي أحيانا لا تتعدّى 350 مليما... أو راكبا تعدّى على حرمة القانون ولم يدعّم المال العام وهو ينعم بالمرافق العموميّة..