قال أمس نور الدين العرباوي عضو المكتب السياسي لحركة النّهضة ل«التونسية» إنّ ما ورد في صحيفة «الفجر» الجزائرية حول تورّط حركة «النهضة» ووزير حقوق الإنسان سمير ديلو بالتنسيق مع منظّمة «فريدوم هاوس» في تكوين وإعداد جيل من النشطاء الجزائريين في تونس لزعزعة استقرار الجزائر «كلام خال من الصحّة» مضيفا انّ حركة «النهضة» بكلّ رموزها وقياداتها «بريئة من ايّ عمل يمكن له ان يسيء إلى الجزائريين» وانّها «حريصة كلّ الحرص على المضيّ قدما في مجال التعاون بين البلدين» مشيرا إلى انّ مثل هذه الأخبار «مردودة على أصحابها وتهدف إلى زعزعة العلاقات بين البلدين». و أكّد العرباوي أنّه» يدين عبر «التونسيّة» وكلّ القنوات الديبلوماسية والرسمية مثل هذه الأساليب التي يراد منها الإساءة إلى العلاقة بين حركة «النهضة» والجزائر مشيرا إلى انّه «لا يمكن أن تشوب العلاقة بين البلدين ايّة شائبة» على حدّ تعبيره. و أضاف العرباوي أنّ الجميع حريص على استمرار العلاقة الاخويّة مع الجزائر قصد بناء المغرب العربي الكبير مشيرا إلى انّ مصالح تونسوالجزائر واحدة وإلى أنه أيّة محاولة لبثّ الفتنة بين البلدين ستبوء بالفشل لأنّ الجزائريين متفطّنون للمكائد التي تهدف إلى إلحاق الضرر وتوتير العلاقة بين البلدين. من جهتها أصدرت أمس وزارة حقوق الإنسان بلاغا جاء فيه أنّ صاحب المقال ب«الفجر» ادّعى في الخبر الذي يزعم أن الدورة التكوينية التي ترعاها حركة «النهضة» بالتعاون مع المنظمة الأمريكية «فريدوم هاوس» هي بإشراف وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية الذي «سبق له أن ترأس مكتب هذه المنظمة بتونس» مضيفة أن «الوزارة دأبت على عدم الرد على الأكاذيب والافتراءات التي تروج على بعض الصفحات الإلكترونية المبتذلة لكثرتها ولافتضاح تفاهتها» لكنّها قامت بالرد لأن «ما نشرته الصحيفة الجزائرية يكتسي خطورة بالغة لتعلقه بدولة شقيقة جارة تجمعها بتونس علاقات وثيقة قائمة على الإحترام المتبادل والتعاون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية». و أكّد ت الوزارة في بلاغها أنّ كل ما ورد في المقال هو «محض أكاذيب» وإنّه «لم يكن للوزارة مند تأسيسها أي نشاط مشترك مع هذه المنظمة» وأنّها لم تقم بتدريب أي مواطن أجنبي من أية جنسية كانت مضيفة أنّ نشاطها يقتصرعلى الشأن الوطني فحسب. وقالت الوزارة في بلاغها: «من الجلي أن كاتب المقال يفتقد إلى أبسط المعطيات عن الوضع السياسي التونسي بدليل أنه لم يوفق حتى في كتابة اسم الوزير ولم ينتبه إلى أن نشاطاته تقتصر على صفته الحكومية لا غير» ليؤكّد أنّ «الوزارة تحتفظ بحقها في مقاضاة المسؤولين عن نشر هذه الأكاذيب الخطيرة». و كانت صحيفة «الفجر» الجزائرية قد نشرت مؤخّرا مقالا بعنوان « ضمن برنامج إعداد جيل جديد من النشطاء «فريدوم هاوس» تكوّن 200 جزائري في إدارة الثورات بتونس» وجاء نصّه كالآتي: «تعكف حركة «النهضة» التونسية بالتنسيق مع منظمة «فرويدم هاوس» الأمريكية على تكوين 200 شاب جزائري على التدوين والنضال في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنتديات افتراضية حول ما تزعمه من تضييق للحريات بالجزائر، وتوثيق أزمة العشرية السوداء ضمن برنامج «جيل جديد من نشطاء الديمقراطية بالجزائري، وهو ما وقفت عليه «الفجر» بتونس، وكان وراء هذا البرنامج الذي يهدف لزعزعة استقرار الجزائر وزير حقوق الإنسان التونسي الحالي وإطار حركة «النهضة» سمير ديلي. وقد وقفت «الفجر» بالعاصمة تونس على دورة تكوينية في العصيان المدني، وهي الدورة التي ترعاها حركة «النهضة» التونسية بالتعاون مع المنظمة الأمريكية «فريدوم هاوس»، وهي المنظمة الذي يدير فرعها بالجزائر عبد الرزاق مقري نائب رئيس حركة «مجتمع السلم» أبو جرة سلطاني. ويبلغ عدد المدونين الجزائريين المنخرطين في برنامج جيل جديد من نشطاء الديمقراطية بالجزائر 200 مدون يعكفون على تدوين ظواهر التضييق على الحريات بالجزائر والتعريف بالمطالب الاجتماعية للشعب، كما يتولى البعض منهم توثيق أحداث العشرية السوداء بالجزائر وتجاوزات السلطة خلال سنوات التسعينات. وكان وراء هذا البرنامج وزير حقوق الإنسان الحالي بتونس، سمير ديلي، الذي عين في منصب الوزارة بعد أول انتخابات تونسية أعقبت سقوط النظام البوليسي لزين العابدين بن علي. كما كان ديلي الذي تولى تسيير مكتب «فريدوم هاوس» بتونس ضمن وفد حركة «النهضة» الذي زار الجزائر السنة الماضية رفقة رئيس الحركة راشد الغنوشي. الدخول إلى مقر الدورة التكوينية بمكتبها الكائن ما بين شارع محمد الخامس والشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة، يعد مهمة مستحيلة، رغم أن منظمة «فريدوم هاوس» تدعي الديمقراطية، كما يرفض غالبية الشباب الذين اقتربت منهم «الفجر» وملامحهم ولهجاتهم جزائرية ما بين لهجات العاصمة، ولايات شرق وغرب الجزائر، وتتراوح أعمارهم بين 22 و28 سنة، ورغم ذلك هم مطالبون بالتوثيق لمأساة جزائرية لم يعايشوها. وفي الموضوع قال فؤاد (27 سنة) من ولاية برج بوعريرج بمستوى الثالثة ثانوي ل«الفجر»، إن البرنامج يهدف إلى التكوين في نشر ثقافة الديمقراطية والتدوين عن المشاكل الاجتماعية بالجزائر، في منتديات حقوقية كمشكل البطالة وخنق الحريات وقمع المظاهرات، حسب تعبيره. أما عن طريقة التحاقه بالبرنامج، فأكد أنه تم بناء على اتصال بمنظمة «فريدوم هاوس» فرع مصر الذي وجهته بدورها إلى فرع تونس. ونفى المتحدث أن يكون قد تلقى راتبا عما يقوم به، لكنه أكد أن منظمة «فريدوم هاوس» توفر لهم الإقامة والنقل المجاني. الصحفي أحمد ظريف: «فريدوم هاوس» توجه الشباب الجزائري لقلب الأوضاع افتراضيا وفي الموضوع، قال الكاتب الصحفي أحمد ظريف، الذي أنجز العديد من التحقيقات الميدانية حول هذه البرامج في حديثه ل «الفجر»، إن منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية وبالتنسيق مع جهات حقوقية تونسية نشطت العديد من الدورات التكوينية لمئات الشباب الجزائريين في فنادق في العاصمة، وبعض المدن الساحلية في التدوين وتقنيات خلق الأحداث الافتراضية، والتدريب على مواجهة العنف والتغيير السلمي والديمقراطية، مضيفا أن «فريدوم هاوس» نجحت في استقطاب مجموعة من النشطاء الجزائريين، والمطلوب من هؤلاء المدونين، حسب ظريف هو إثارة تظاهرات ضخمة باسم المطالب الاجتماعية والإصلاحات السياسية، وخلق أحداث افتراضية وإغراق الشبكات الاجتماعية الافتراضية بها حتى يسود اعتقاد لدى المتصفحين أن هذه الأحداث واقعية والحال أن لا وجود لها في الواقع، وهو ما وقفنا عليه في تحقيقات صحفية، مضيفا أن السلطة الحالية في تونس تتحمل هذه الافتراءات على الجزائر باسم هذه الدورات.»