يسود أبناء باب سويقة إجماع على أن المباراة الأخيرة لفريقهم في الكاف تعد واحدة من أفضل مقابلاته في بطولة هذا الموسم لا فقط لأن الترجي الرياضي حقق انتصارا ثمينا وعريضا مكنه من المحافظة على صدارة المجموعة بل لأن الأداء الجماعي سجل نقاطا إيجابية عديدة ومختلفة شملت الجانبين الفردي والجماعي على حد السواء. التدرج بالكرة والبناء الهجومي أبرز النقاط الإيجابية التي ميزت آداء الترجي الرياضي في آخر مباراة رسمية له تتعلق بالجانب الجماعي حيث سجلنا نقلة نوعية محترمة على مستوى المردود من خلال تنويع العمليات الهجومية والتحسن الواضح في التدرج بالكرة من الدفاع إلى الهجوم وهذا ما سمح لأبناء ماهر الكنزاري بخلق الخطر في العديد من المناسبات على دفاع الأولمبيك ، فالترجي الرياضي سجل أربعة أهداف في هذا اللقاء والأهم من ذلك هو أنه خلق عددا كبيرا من الفرص السانحة للتهديف التي تؤكد نجاحه في عملية البناء الهجومي وارتقاء مستواه من هذه الناحية إلى درجة تليق فعلا بفريق يرمي إلى الدفاع على لقبه... لقد أظهر الترجي الرياضي في الكاف أنه بدأ يتحسس الطريق المثلى لوضع الخطة الهجومية التي تميز آداءه في المرحلة القادمة وهي مرحلة ما بعد يوسف المساكني ويانيك نجانغ وهو الجانب الذي انكب عليه ماهر الكنزاري منذ أول مصافحة له على رأس الفريق... صحيح أن الأحمر والأصفر لم يرتق بعد إلى الآداء المثالي الذي يرنو إليه أحباؤه لكن الأكيد أنه سجل تحسنا واضحا من هذا الجانب وأظهر مؤشرات طيبة للغاية تعد نقطة البداية لأسلوب جديد للفريق بعيدا عن إنجازات المساكني «الصغير» الفردية. استغلال شبه مثالي للكرات الثابتة الكرات الثابتة هي سلاح العديد من الفرق والمنتخبات في جميع أنحاء العالم وهي إحدى الطرق التي تحقق بها انتصاراتها وقد استغل الترجي الرياضي الركنيات والمخالفات في الكاف بشكل يكاد يكون مثاليا يدل على شيء واحد وثابت وهو أنه يقوم بعمل كبير على هذا المستوى في التمارين أعطى أكله في واحدة من أهم المقابلات التي كان فيها الفريق في حاجة ماسة إلى انتصار لتدارك عثرته في جرجيس والمحافظة على حظوظه كاملة في التأهل إلى مرحلة البلاي أوف... هذه النجاعة في الكرات الثابتة هي نقطة قوة أساسية وتكملة ضرورية لتطور الآداء الهجومي الجماعي وهما عنصران مرتبطان بشدة لا بد أن يدعمهما الإطار الفني أكثر فأكثر للتطلع إلى تحقيق الأهداف المسطرة على الصعيدين المحلي والقاري. ثوابت جديدة كل هذه الإيجابيات التي لاحت على آداء الترجي الرياضي في الآداء الجماعي والكرات الثابتة وكذلك تألق بعض اللاعبين فرديا تشكل العناصر الأساسية التي يبني عليها المدرب ماهر الكنزاري فريقه الجديد وطريقة لعبه في المرحلة القادمة والأسلوب الذي يميزه مستقبلا والذي يصنع بفضله انتصاراته... الترجي الرياضي يمر بدون شك بفترة انتقالية حيث تغيرت ثوابته وعناصر قوته والأهم من ذلك هو أنه بدأ يضع الحجر الأساس لفريق جديد بنقاط قوة مغايرة وطرق أخرى لإحداث الفارق وجني الإنتصارات وهذا ما يحسب فعلا للإطار الفني الذي لم يهدر الوقت من أجل بلوغ وتحقيق ذلك لإدراكه بأن الترجي الرياضي قدره التتويج بالألقاب ولعب أولى الأدوار إفريقيا. التأكيد مطلوب مثلما ذكرنا شكل لقاء الترجي الرياضي في الكاف نقطة البداية الحقيقية للترجي الرياضي الجديد على مستوى الآداء حيث سجلنا إيجابيات بالجملة فرديا وجماعيا مقابل بعض السلبيات التي لا يمكن أن تحجبها عناصر التطور والتحسن ليبقى التأكيد مطلوبا في المستقبل خلال لقاءات البطولة القادمة وكذلك الدور الأول لكأس رابطة الأبطال الإفريقية من ناحية مزيد تدعيم نقاط القوة والقضاء على النقائص وهو الدور الذي سيلعبه الإطار الفني لتكملة العمل الكبير الذي بدأ يقوم به ولاحت ثماره بشكل واضح في آخر مباراة رسمية مما يدل على أن الترجي الرياضي يسير فعلا في الطريق الصحيحة التي سيتجاوز بفضلها الفترة الإنتقالية بأسرع وقت وبأقل الأضرار.
