دأبت المندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس كل سنة تحت إشراف الوزارة على تنظيم مهرجان لرمز من رموز ومؤسسي المسرح التونسي الراحل علي بن عياد الذي وافاه الأجل المحتوم عشية الإثنين 14 فيفري 1972 بباريس وذلك تكريما لكل ما قدمه ابن حمام الأنف للمسرح والثقافة. فهو رائد المسرح التونسي والرجل الذي عرف معه الفن الرابع نقلة نوعية كبيرة.مدينة حمام الأنف تعيش منذ أمس الأول إلى غاية الجمعة القادم حركية متميزة على إيقاع الدورة 26 لمهرجان الفنان المسرحي الكبير علي بن عياد. وقد أشرف وزير الثقافة السيد مهدي مبروك عشية أول امس بدار الثقافة بحمام الأنف على افتتاح هذه الدورة وبحضور السيد كمال الشرعبي والي بن عروس والمندوب الجهوي للثقافة بالجهة السيد ذاكر العكرمي والسيد مختار فارس رئيس النيابة الخصوصية ببلدية حمام الأنف والسيد أحمد المديوني معتمد حمام الأنف وثلة من الممثلين والمخرجين والكتاب المسرحيين وبعض الإعلاميين. ورغم رداءة الطقس وتهاطل الأمطار فإن الإقبال كان مكثفا من جانب الجمهور والضيوف تقدّمتهم المخرجة السينمائية والنائبة بالمجلس التأسيسي سلمى بكّار. وزير الثقافة: «الوزارة ستواصل دعمها ومساندتها لهذا المهرجان» في كلمته بالمناسبة لم يخف وزير الثقافة مهدي مبروك سعادته بمشاركة العائلة المسرحية الموسعة إحياء ذكرى وفاة أبرز رجالات المسرح على الإطلاق مؤكدا أن المحافظة على دورية المهرجان سنويا هو اعتراف وعرفان لمزايا الفنان المسرحي الكبير علي بن عياد على الفن الرابع وما قدّمه للحركة المسرحية في تونس من عمل إبداعي وانفتاح على النصوص العالمية الراقية شهد له بها أبرز رجال المسرح على المستوى الوطني والعربي والأوروبي. كما ذكر الوزير أنّه منذ تولي الراحل علي بن عياد رئاسة فرقة مدينة تونس في غرة سبتمبر 1963 نجح بشكل لافت في تكوينها إلى درجة أن النجاحات تحققت وطنيا ودوليا وبرصيد هائل من الأعمال كمسرحية «هملت» تلتها مسرحيات أخرى اختتمها في جويلية 1971 بمسرحية «بيت برناردا ألبا». وقال الوزير أنّ الحديث عن انجازات علي بن عياد قد يطول وأنّ الأهم من ذلك أن نستخلص العبرة من مسيرته الفنية و«إننا على يقين بأن كل من اجتهد وتفانى لفنه لن يلفه النسيان على مر السنين ومع تعاقب الأجيال فتونس تحتاج في هذا الظرف الحساس أن تتمسك بالفن والثقافة لتوسيع قيم الخير والجمال حتى يكون العيش المشترك جديرا بأن يحيى فالحياة تظل دائما أجمل بالفن سيما فن المسرح». وأكد السيد مهدي مبروك أن تونس لا تنسى أبناءها من المثقفين والفنانين وغيرهم وهوما يقيم الدليل على أن سمة الوفاء من طبعها واختتم الوزير كلمته بأن وزارة الثقافة ستواصل دعمها ومساندتها لهذا المهرجان وغيرها من المهرجانات التي تحيي ذكرى أبناءنا المبدعين خاصة رجال المسرح الذين افتقدتهم تونس وتركوا لها آثارا خالدة تحفز الأجيال لمواصلة المسيرة . وقد نوه وزير الثقافة بهذه المناسبة بمبادرة الساهرين على تنظيم هذه التظاهرة المتمثلة خاصة في تكريم روح الفقيد الفنان القدير والكبير جميل الجودي الذي غادرنا منذ أشهر بعد مسيرة فنية زاخرة بالعطاءات حيث مثّل الفقيد نقطة مضيئة في الساحة الفنية ورائدا في مجاله وكان أول من أدار الفرقة المسرحية الجهوية بصفاقس في بداية الستينات وكان أيضا وراء تكوين جيل مسرحي بأكمله بالمملكة العربية السعودية في الثمانينات وترك بصمة واضحة في الدراما التلفزيونية التونسية. تكريم ثلة من المبدعين في هذه الدورة لم تترك المندوبية الجهوية للثقافة ببن عروس أي مجال للصدفة إذ إلى جانب التنظيم المحكم وحسن الإستقبال فإن إدارة المهرجان قامت بمبادرة تستحق التنويه تتمثل في تكريم ثلة من الفنانين المسرحيين كالسيد حسن درويش والسيد نورالدين بلحاج والسيد عبد الحميد بسيس . تكريم الفنان الراحل جميل الجودي كما أن هذه الدورة عرفت بادرة نالت استحسان كل الحضور تمثّلت في تكريم روح فقيد الفن الرابع الفنان جميل الجودي الذي سخر كل حياته للمسرح وكان من الأوائل الذين انضموا إلى الفرقة البلدية لمدينة تونس إلى جانب أنه كان ممثلا سينمائيا وتلفزيا من الطراز الأوّل. عروض متنوعة المتأمل في عروض الدورة يلاحظ أنها تتميز بالعديد من الأنشطة المتنوعة حيث ستحتضن دار الثقافة بحمام الأنف ثلاثة عشر عرضا مسرحيا كما سيحتضن المعهد العالي للتنشيط الثقافي والشبابي ببئر الباي ستة عروض تدخل في إطار مسابقة مسرح الهواة. كما أنّ للمسرح المدرسي نصيب في هذه الدورة حيث تمّت برمجة أربعة عروض من المدرسة الإعدادية ببومهل والإعدادية بمرناق وبئر الباي والإعدادية الرشيدية والإعدادية الطاهر الحداد ببن عروس.