أفاقت مدينة مساكن صباح امس الأربعاء على خبر جريمة نكراء تمثلت في قتل أحد الحراس العاملين بأحد مصانع الخياطة الواقعة في مدخل المدينة والتي هي على ملك مستثمر أجنبي ينشط بتونس منذ سنين. الضحية الحبيب حواص، متزوج وأب لأربعة أطفال ويبلغ من العمر حوالي خمسين سنة وقع استهدافه من طرف قاتليه الذين لم يقع تحديد عددهم لحد كتابة هذه الأسطر لما قدم هؤلاء لموطن عمله بغية السرقة على ما يبدو. الجريمة كانت مرفوقة بعملية سرقة موصوفة حيث عمد الجناة إلى خلع الخزينة الموجودة بالمصنع واختلاس مبلغ ثلاثة آلاف دينار موجودة داخلها وهو ما جعل الظنون تتجه إلى كون المجرم أو المجرمين المفترضين لهم معلومات عن كيفية سير الأمور داخل المصنع حيث تصادف تاريخ الجريمة مع التاريخ الذي تعوّد خلاله المشغل صرف أجور العملة. أما بالنسبة للضحية فقد وقع التفطن له من طرف أحد زملائه في ساعة مبكرة صباح امس حيث ووفق رواية لأحد زملائه فإن الشخص الذي تفطن للجريمة ولما كان يهم بفتح الباب الخارجي للمصنع لاحظ وجود دماء تسربت إلى الخارج فهرع لأحد المقاهي المجاورة مضطربا ليطلب النجدة وبعد فتح الباب وجد الهالك ملقيا خلف الباب لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية وقد لحقت بجسده العديد من الإصابات والكدمات أكثرها فداحة تلك التي وجدت على مستوى الرأس والرقبة وإحدى الأذنين. وحسب التخمينات الأولية فإنّ الضحية قد تعرض للاعتداء بآلة حادة على إثر محاولته للتصدي لمهاجمه او مهاجميه. حيث وجدت في مكان الحادث قطع حديدية يحتمل ان الجاني أو الجناة قد استعملها أو استعملوها في جريمته أو جريمتهم. بالتوازي مع ذلك وقع إعلام السلطات الأمنية حيث حلت فرقة الشرطة العدلية بمساكن وكذلك الشرطة الفنية حيث قامت بالإجراءات اللازمة من اجل الكشف عن ملابسات عملية القتل قبل نقل جثة القتيل إلى مركز الطب الشرعي من أجل التشريح القانوني مع تعهد الشرطة العدلية بمحض تفويض من وكالة الجمهورية بمباشرة عملية البحث اللازم. «التونسية» تحولت على عين المكان وحاولت الاستماع لروايات أطراف على عين المكان كما اتصلت بأطراف امنية التي لم يكن في مقدورها الإفصاح عن الكثير من التفاصيل مراعاة لمقتضيات البحث لكنها في نفس الوقت قامت بنفي ما رافق هذه الجريمة من إشاعات في الشارع. أبرز هذه الإشاعات تمثلت في الترويج لكون جثة الهالك كانت عرضة للتمثيل بها مع قطع رأس الهالك عن جثته وكذلك قطع البعض من أعضائه وقد استندت هذه الرواية إلى تزامن أشغال التحقيقات الأولية التي قام بها رجال الأمن على عين المكان مع اكتشاف تورط أحد الأجوار في جريمة تهريب والاتجار في الآثار حيث تقول الإشاعة انه وقع العثور داخل مسكنه المتاخم لمسرح الجريمة على أكياس وحاويات متنوعة معبأة بالآثار وهذا الأمر نفته الأطراف الأمنية التي أمكن لنا التحدث معها.