كشف الفنان المسرحي التونسي لطفي العبدلي الذي التقته «التونسية» قبيل عرضه بمدينة مونريال نهاية الاسبوع الماضي أنه ينقد «النهضة» ورجالاتها لأنهم في الحكم مؤكدا في ذات السياق أن المعارضة التونسية ليست موحدة وأن هدفها الوصول الى الكرسي وليس الدفاع عن الشعب وثورته. وعن موقفه من حزب «نداء تونس» قال العبدلي إنه لا يستطيع الحكم على هذا الحزب من خلال النوايا مؤكدا أنه يوجه نقده اللاذع ل «الترويكا» الحاكمة لكونها تقوم بممارسة الحكم اليوم. وكان العبدلي قد قدم إلى مونريال لتقديم عرضين للجالية التونسية بكندا في كل من مدينة مونريال ومدينة كيباك. وشهد كلا العرضين حضورا كبيرا لجاليتنا وأعرب الحاضرون عن اعجابهم بما يقدمه العبدلي من سكاتشات و من نقد ومن حضور البديهة في حين أعرب البعض الاخر عن انزعاجه من «الخطاب المستفز الذي يخدش الحياء» الذي يعتمده لطفي العبدلي. وكان العبدلي قد صرح ل «التونسية» قبيل صعوده للركح أن مقتل شكري بلعيد مثل منعرجا حاسما في تاريخ الثورة التونسية وان مخاوف كبيرة سادت شرائح المجتمع. وأوضح العبدلي أن الحل يكمن في أن تتمكن الحكومة الجديدة من حماية المواطنين و أن تعيد لهم الثقة وأن تتمكن من تحقيق ولو جزء من أهداف الثورة. وعن تخوف بعض السياسيين والمثقفين من حكم الاسلاميين وخشيتهم على مكاسب الشعب التونسي و خاصة المرأة التونسية قال العبدلي إنه شخصيا لا يخشى الصحوة الاسلامية بل بالعكس فرح لزوال قمع المتدينين حيث كان اضطهاد كبير يمارس على شريحة كبرى من الشباب المتدين على حد قوله إلا أنه أكد في ذات السياق أنه ضد القمع سواء كان تحت عنوان ديني أوستاليني داعيا الاحزاب الاسلامية إلى عدم المتاجرة بالدين وإلى العمل على تحبيب الدين إلى الناس. وردا على سؤال ل «التونسية» يتعلق بأنه كان من أول الممثلين الذين أدوا دور الشباب المتحمس للدين في فيلم «ماكينغ أوف» للنوري بوزيد قال المسرحي التونسي أن هذا الدور جلب له الكثير من الشهرة ومن الجوائز موضحا أنه زمن تصوير الفيلم تورط العديد من الشباب التونسي في عمليات تفجيرية وقال العبدلي «أنا لست ضد الجهاد في سبيل الله لكنني ضد كل من تسول له نفسه التفجير ...هذا حرام شرعا و ما أقوله ليس كلامي بل كلام شيوخ كنت قد حاورتهم و كذلك سمعت بعض الدعاة المعتدلين...» -كلام توانسة- «التونسية» حضرت المسرحية التي عرضت بركح معهد المسرح بكلية كيباك بمونريال وقد شهدت حضورا تونسيا كبيرا وتمكن العبدلي من شد جمهوره إلى آخر العرض و كان قد تعرض بالنقد خلال بداية العرض إلى العديد من الرموز النهضوية على غرار مؤسس الحركة الشيخ راشد الغنوشي وكذلك السيد حمادي الجبالي و رئيس الحكومة الحالي السيد علي العريض الذي تعرض العبدلي خاصة إلى طريقته في الحديث وقد قوبلت هذه السكاتشات بموجة من التصفيق والضحك. العبدلي تعرض في بقية المسرحية إلى عدد من الظواهر المجتمعية بطريقة هزلية كما تعرض إلى ما يعرف بقضية «السترينغ» خاصة بعد العروض الاولى لمسرحية «مايد أن تونيزيا» في جزئها الاول والتي جلبت له مشاكل عديدة موضحا أن الالفاظ التي اعتمدها في كلا المسرحيتين هي كلمات تونسية يتم تداولها في الاحياء الشعبية والراقية مؤكدا أن جمهوره تعجبه هذه الكلمات إلا أنه عندما يلاقي الكاميرا والصحافيين يعرب عن اشمئزازه من هذه الكلمات و من نص المسرحية ويوجه نقدا لاذعا للعبدلي وقال الممثل التونسي إن هذا التصرف ينم عن انفصام في شخصية بعض المشاهدين التونسيين. وقال العبدلي إن المسرحي الحقيقي هوالذي يكسر «التابوات» (المقدسات) ويقدم نصوصا صادمة حتى يتمكن من التأسيس لجمهور جديد وعقلية جديدة على حد قوله. -الحرية- لطفي العبدلي تعرض خلال حديثه مع «التونسية» إلى ثورة الشعب التونسي مؤكدا أن الثورة رفعت رؤوس التونسيين عاليا وجعلتهم معتزين ببلدهم. وقال العبدلي إن هذه الثورة منحت للتونسيين من عموم الشعب والسياسيين والفنانين والمثقفين والصحافيين الحرية التي لابد من الاستماتة في الدفاع عنها والتي ضحى من أجلها التونسيون. وقال العبدلي إنه لم يندم على رحيل بن علي وسقوط نظامه موضحا في ذات السياق أن التونسيين «حلوا شانطي كبير» وما عليهم إلا العمل و الصبر لتحقيق أهداف الثورة. وقال العبدلي إنه تعرض لضغوط كبيرة بعيد عروضه الاخيرة عقب الثورة والى تهديدات بالقتل ومنع من العرض في صفاقس ونابل و منزل بورقيبة محملا المسؤولية للحكومة السابقة التي لم تحم مناخ الحرية الذي يعيشه الشعب التونسي وقال العبدلي إنه لن يتخلى عن الدفاع عن أفكاره كلفه ذلك ما كلفه. وعن جديده قال العبدلي إنه سيواصل تقديم عروض مسرحيته « مايد أن تونيزيا ايز باك» كما سيواصل تصوير فيلمه «المالطي» إلى جانب العديد من الاعمال الرمضانية.