وقائع هذه القضية تعود إلى يوم 24نوفمبر2011 وكانت محل نظر الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة في بحر الأسبوع المنقضي وذهبت ضحيتها أم على يد ابنها الذي انهال عليها بآلة صلبة على مستوى رأسها ووجهها مما أسفر عن إصابتها بأضرار بدنية وكسور عجلت بوفاتها. وحسب ما ورد بملف القضية فان الجاني توجه لاحتساء الخمر ثم عاد إلى المنزل الذي يقيم به رفقة والدته المسنة. وبوصوله جد بينهما خلاف بسبب لوم والدته المتكرر له على إدمانه شرب الكحول ومخالطة أصحاب السوء وإهمال أعماله الفلاحية الأمر الذي لم يستحسنه الجاني الذي طلب منها عدم التدخل مجددا في شؤونه ومعاملته على انه طفل صغير. واحتد النقاش بين الطرفين بعد أن تملكت الابن حالة غضب شديد جعلته يفكر في التخلص من أمه إلى الأبد. وللغرض تسلح ببعض المواد الصلبة وفاجأها بإصابة على مستوى صدرها مما تسبب لها في كسور بضلوعها ولم يكتف الجاني بذلك بل عمد إلى إصابة والدته على وجهها ورأسها فسقطت على مؤخرة رأسها وارتطمت بالأرضية الصلبة للغرفة. وعندما تيقن انها فارقت الحياة تركها ملقاة بغرفتها وحاول الاتصال بشقيقته لإعلامها بنبإ هلاك والدته لكن في النهاية فضل إعلامها في اليوم الموالي. وإمعانا في التضليل وإبعاد التهمة عنه، تظاهر أمام الاجوار بأنه عثر عليها مقتولة وأمعن في البكاء والحزن عما آل إليه أمرها. وتم إعلام السلط الأمنية بالجريمة وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة, فيما انطلقت التحريات في الجريمة وتوجهت مباشرة الشكوك إلى ابنها فتم إلقاء القبض عليه. وبالتحري معه اعترف منذ أول وهلة بما نسب إليه وأفاد انه زمن الواقعة لم يكن في وعيه وانه لم يدرك خطورة ما أقدم عليه الا عندما زال عنه مفعول الخمر. وإثر سماع أقوال المظنون فيه، تم الاحتفاظ به من اجل القتل العمد وبإحالته على قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة وهي نفس التصريحات التي اصدح بها أمام القضاء وتمسك بانعدام نية القتل لديه. أمّا الدفاع فقد التمس التخفيف عنه قدر الإمكان لإحساسه المفرط بالندم. المحكمة بعد المفاوضة قضت بإعدام المتهم شنقا باعتبار أن ماديات الجريمة واستعمال الجاني لأداة صلبة مع تعدد الإصابات وأماكن حصولها أدلة وقرائن متظافرة تؤكد انصراف نية المتهم إلى إزهاق روح الهالكة فضلا على توفر ظرف تشديد للجريمة وهو أن المتهم هو فرع للهالكة.