وسط تنديد كبير من كافة الأوساط المحلية والأجنبية وفي تحدّ صارخ للخصوصية الثقافية التونسية يتزايد عدد ممثلات منظمة «فيمن» - الآن عددهم أربعة-في تونس باسم الدفاع عن حقوق المرأة البعض يعتبرهم أمازونيات العصر والبعض الاخر يعتبرهم نتاجا خالصا لثقافة البورنو بوب.. مؤلفات كثيرة تعتبر أن التظاهر بصدور عارية يدخل في نطاق «لعبة الذكر» وتتساءل عن الرسالة التي يحملها العري؟ وهي ترجح انه موظف ل«البيع» -خاصة وان نساء «فيمن» من الحسناوات بدليل انهن كن وراء بيع العديد من المجلات والصحف نتيجة الصدمة التي يحدثنها في حين تبقى نضالاتهن وطلباتهن على هامش الاهتمام .... «الجنس سلاح اعلامي فعال» هذه هي الخلاصة التي توصل اليها المحللون على خلفية التحركات التي تقوم بها هذه المنظمة فنضالها جنسي بحت وما تفعله هو من باب «خالف تعرف» للتعريف بمنظمة تغرق في التغريب فلا جذور للنضال الجنسي من اجل حقوق المرأة وأساليبها يغلب عليها اساليب المواخير ... فأي معنى للنضال الذي تدعيه امينة –صاحبة سكوب عاريات الصدر في تونس- أمام نضال توحيدة بالشيخ طبيبة الفقراء واول المدافعات عن حقوق المرأة في زمن لم يكن يسهل فيه الكلام حيث كانت من أول المنددات بظاهرة الزواج المبكر كما كانت من أول المقاومات لسياسة «الجنرال قاربي» في الوطن القبلي حيث تعرضت العديد من الفتيات إلى عمليات اغتصاب... ناضلت كذلك داخل جمعية الهلال الأحمر وهو ما كلفها السجن لمدة شهر وحال دون زيارتها لزوجها المناضل لتتنقل وتطمئن على صحته... ناضلت بقلمها ودافعت عن المرأة وعن الحقوق الكونية للإنسان عبر مقالاتها في مجلة «ليلى» التي شدت إليها الانظار حينها وكانت من ابرز نشطاء الحركة النسائية إلى جانب زكية الفراتي ... بشيرة بن مراد كذلك ممن خضن معارك الدفاع عن المرأة معتبرة اياها «حاملة للامانة» أمانة البناء والتعمير لذلك نادت بتعليمها وبإنشاء المدارس وكانت من مؤسسي الاتحاد النسائي الإسلامي الذي نشط وقدم للمرأة كل الخدمات والتسهيلات لتتألق وتناضل في كل الربوع المنسية بتونس ,كما انها دافعت بشراسة عن القضية الفلسطينية ولم يستكن قلمها ولم يعرف الهدوء .... فقراءة تاريخ الحركات النسائية لم يكشف يوما أن ل«العورة» بُعدا نضاليا وآفاقا في عالم الإيثار والتضحية من اجل مبادئ سامية وكونية فمن عليسة .....أروى القيروانية .....الجازية الهلالية ....وصولا إلى بن سدرين وراضية النصراوي لا اثر لهذا الاسلوب الذي فيه «تسخيف كبير» لأعلى القيم النضالية كالمساواة والعدالة ... تخوفات كبيرة والهاجس الأكبر (بعد ارتفاع عدد عاريات الصدر في تونس) هو وجود عملية تجنيد سرية من نوع خاص تنطلق من الانترنات وتنتظر أي حدث لتتحرك باسم الدفاع عن حقوق المرأة تماما كما فعلت الفتاة المصرية عليا المهدي – ممثلة منظمة «فيمن» في مصر- على خلفية فتوى منع المرأة السعودية من قيادة السيارة والتي استغلت الفرصة لتظهر عارية الصدر. بعض المصادر تشير كذلك أن لهذه المنظمة جذورا صهيونية وإلى أنها تتلقى دعما كبيرا من الموساد بدليل أنّها تتحرك وتظهر بطريقة ممنهجة ومدروسة كما وسعت نشاطها لتحتج على بعض القرارات السياسية وقد تظاهرت عاريات الصدور تنديدا بزيارة بوتين لأكرانيا وكتبن على صدورهن «لن ننام مع أقزام الكريملين» و«لن تجعلنا ننحني لك بسهولة» وقد سبق لمنظمة «فيمن» أن قامت في السابق بتحركات احتجاجية مماثلة في الانتخابات الفارطة اذ تظاهرت عاريات الصدر أمام مركز الاقتراع أين أدلى المرشح الموالي للكرملين بصوته وبالتالي فقد تكون عبارة «جسدي ملكي وليس شرف لأحد» مدخلا لأجندة سياسية على طاولة التنفيذ مع العلم أن هذه المنظمة لا تنتظر رخصة قانونية للاحتجاج وتتمرد على كل القوانين الجزائية المجرمة لحركاتها وقد تتعقد المسائل أمام ما تتداوله شبكات التواصل الاجتماعي عن امكانية وجود ردود فعل عنيفة خاصة من بعض التيارات المتشددة .