تحدّثت بسمة الخلفاوي، في حوار مع صحيفة «الوفد» المصرية، عن زوجها شكري بلعيد كما لم تتحدث من قبل ووصفت علاقتهما بانها «رحلة مليئة بالفعل وبالآمال والطموحات... مليئة بالحب والأمل والتصورات الحلوة وأيضاً رحلة كانت مليئة بالجدل فلم نكن أنا و«شكري بلعيد» متطابقين في الآراء السياسية فكنا نتجادل كثيراً، و«شكري بلعيد» كان مليئاً بالحيوية والطاقة وكان كثير العمل، نضاله كان ملاصقاً لشخصه لم يكن عنده ساعات للنضال وساعات لشيء آخر، دائماً مناضلاً وكان يمنحنا أنا وابنتيه والعائلة الكثير من الوقت والحب ولكنها أيضا كانت رحلة لن أقول إنها متعبة ولكنها لم تكن سهلة إذ تخللتها الكثير من المخاطر قبل الثورة كانت هناك العديد من المخاطر ففي عام 1999 منع «شكري بلعيد» من العمل وأيضاً من الكلام والتحرك، وهذا ما كان يشكل أزمة لان «شكري بلعيد» قد أنهى دراسته وحلم بأن يبدأ في العمل وكان ذلك ظلما كبيرا على التوانسة وليس فقط ل«شكري بلعيد»، كان المنع والقمع كبيرين جداً في تونس، وكنا أقصى ما نخشاه هو السجن ثم إثر ذلك جاءت الثورة وكنا نخاف على الثورة ومنذ عام 2008 وأحداث الحوض المنجمي توقّع شكري أن تكون هذه الأحداث شرارة اندلاع ثورة قادمة وكان يتابعها باستمرار ومنطقة الحوض المنجمي تبعد كيلومترات كثيرة عن العاصمة تونس وعلى الرغم من ذلك كان «شكري بلعيد» يذهب إلى منطقة الحوض المنجمي بشكل منتظم مرتين أسبوعياً، وقرأ الأحداث وقدرها حق قدرها». واضافت بسمة قائلة « أنا أصغر من «شكري» بست سنوات، دخلت الجامعة وكان «شكري بلعيد» اسما رنانا داخل أروقة الجامعة وكنت طالبة عادية وشيئاً فشيئاً التحقت بالمنظمة الطلابية الوحيدة الموجودة بالجامعة وكان رفاقه في التنظيم أصدقاء لي، إلى جانب أصدقاء ينتمون لتيارات سياسية أخرى وكان العجيب والشيء اللافت للانتباه أن الجميع ينضبطون رغم اختلافهم كلّما يذكر اسم «شكري بلعيد» وكان شيئاً جميلاً ومدهشاً في نفس الوقت، وفي ذلك الوقت انطبق علي المثل الذي يقول «إن العين تعشق قبل الأذن» فانبهرت بشخصية «شكري» كما انبهر به كل من سمع عنه، ثم في عام 1998 رجع «شكري بلعيد» إلى تونس قادماً من العراق التي ذهب إليها بعد أن منع من الدراسة والعمل في تونس وتعرضه الدائم إلى السجن، وحينما رجع إلى تونس عرض علي صديق لي وأحد الرفقاء القريبين من «شكري» أن أذهب معه لمقابلة «شكري بلعيد» فرفضت رغم انبهاري بشخصية «شكري» ولأنني كنت من النوع الذي لا يتودد إلى الشخصيات الكبيرة المعروفة.. وقلت لصديقنا المشترك: حينما تحين الفرصة بين مجموعة سألتقي به.. ثم بعد ذلك تقابلنا وسط مجموعة بطريقة طبيعية وكانت أخلاقه عالية وكان متواضعا جداً وودودا، وكانت أحاديثه متنوعة لا يحكي في السياسة فقط ولكن كان يتحدث في المسرح والسينما والفن والشعر والإبداع، وتقابلنا عدة مرات مع الأصدقاء وأمضينا ثلاثة أشهر على هذا النحو، حتى شعرنا شيئاً فشيئاً بأن حكاية جميلة بيننا بدأت تكتب، وكنت أنا التي اقترحت عليه ان نتقابل في مكان ما لنتحدث وحدنا وكان «شكري» خجولا نوعا ما ثم قبل ذلك كان يعرف حقيقة مشاعري نحوه وتطرقنا إلى الموضوع بطريقة سلسة وطبيعية، لكن المضحك في حكايتي أنا و«شكري» أننا كما تقول الكاتبة «غادة السمان» (أعلنت عليه الحب) ولم نعلن ذلك بين الأصدقاء، ولكن الغريب ومنذ أول أسبوع كان الجميع يتحدث عن زواج مرتقب بيننا، والجميع يسأل: متى سيتم هذا الزواج؟.. وكان أمراً غريباً لم نتعود عليه في تونس، فالمعروف أن يتعرف شخصان وتتم خطوبتهما لفترة ثم يأتي بعد ذلك الزواج لاحقاً وكان مضحكا جداً أن يتحدث الجميع عن زواجنا ونحن لم نتحدث فيه وإن كان بالطبع سيحدث لو حدث توافق كامل بيننا وهو ما حدث بالفعل فيما بعد. في تلك الأثناء كان في تونس قمع كبير وكنا محرومين من مواصلة الدراسة والعمل، فقررنا معاً أن نسافر إلى فرنسا لمواصلة الدراسة وكنت أحب المحاماة بشكل كبير و«شكري» أيضاً ولكن ليس بنفس القدر، فذهبنا إلى فرنسا وتزوجنا وأمضينا سنة بفرنسا ولكن «شكري» لم يحب الإقامة في فرنسا، فقد كان شرقياً جداً على الرغم من تكوينه لعدد كبير من الصداقات في فرنسا ربما أكثر مني ولكنه لم يستطع العيش هناك فلم يكن في إطاره الطبيعي وكان دائماً يقارن حياته في فرنسا بحياته في العراق التي أحبها كثيراً وأحب الوطن العربي ككل، لذلك بمجرد أن أنهى دراسته عاد إلى تونس وظللت أنا بفرنسا لكي أتم دراستي وكنت وقتها حاملاً بابنتنا «نيروز». وردت الخلفاوي لأول مرة عمّا تردد حول انفصالها وطلاقها من الفقيد شكري بلعيد معتبرة ان ما تروجه بعض صفحات الفايسبوك مجرد إشاعات تستهدف تشويهها. وقالت: «شكري بلعيد زوجي وأبو بنتيّ ورفيقي وصديقي العزيز والرجل الذي أحببت، فيما عدا ذلك الأمر لا يعني اي شخص». واضافت : «اكثر من ذلك أقول أنا أعرف وأعي أن ما خرج على صفحات الفايسبوك وصفحات حركة النهضة وقد يكون هناك غيرها ولكنني لم أر غير صفحات حركة «النهضة» على الفايسبوك وما امتلأت به من تشويهات أخلاقية في حياة «شكري بلعيد» ومتعلقة بشخصي وبحياتي الخاصة جداً معه». وتابعت قولها: «لقد وصل بهم التشهير بأن قالوا إنني من دبرت اغتيال «شكري بلعيد» مع عشيق.. ولكنني لن أجيب يوماً على هذه الاتهامات لسبب وحيد مفاده أنني أعرف خلفيات هذه الاتهامات ولأنني امرأة وأعرف جيداً نظرتهم للمرأة، وأخيراً لأنني متأكدة من أنهم يريدون تغيير الاهتمام الشعبي باغتيال «شكري بلعيد» والتساؤل حول من اغتاله إلى سفاسف الأمور وهل «شكري بلعيد» زوجي أم طليقي وأنا لن أجيب على هذه الترّهات، ولكنني أجيبك الآن أن ما يعنيني ويعني الشعب التونسي والعالم معرفة حقيقة ما حدث «لشكري بلعيد» ومن كان وراء اغتياله؟».