تعيش الكثير من القرى والمدن والتجمعات السكانية منذ أكثر من سنتين حالة من العزلة بسبب سرقة أسلاك الهاتف القار لما تحويه من نحاس . التخريب شمل تقريبا كل توصيلات الهاتف بكل المناطق مما تسبب في انقطاع خدمات الهاتف القار وحرمت عديد الوحدات الصناعية المنتصبة بالجهة من خدمات الفاكس والهاتف على غرار عدد من المصانع بتاكلسة . كما تسبب هذا الوضع في قطع مورد رزق الكثير من أصحاب محلات خدمات الحاسوب ومراكز الاتصالات والأنترنات حيث اضطروا جميعا للإقفال رغم أن اغلبهم من الباعثين الشبان الذين أسسوا مشاريعهم بالاعتماد على قروض وهم الآن يعانون من التتبعات العدلية بسبب عجزهم عن تسديد الديون. الضرر طال أيضا العديد من المواطنين خصوصا مع تعطل بعض الخدمات بمراكز البريد الريفية والتي تقصدها عادة الفلاحات وكبار السن من أجل بعض الخدمات والعمليات المالية التي يستوجب إسداؤها الارتباط بالشبكة الداخلية للبريد التونسي عبر الانترنات. بعض المستوصفات والوحدات العلاجية الصغرى تعاني أيضا من غياب أدوات الاتصال مما يصعب طلب المساعدة الطبية في الحالات القصوى. شركة اتصالات تونس واعية بدورها بهذا الوضع وسعت في الكثير من المناسبات إلى إصلاح الشبكات وعمدت حتى إلى مد الأسلاك تحت الأرض إلا أن «السراق» كانوا يردون بسرعة ويتعدون من جديد على الأسلاك ممّا جعل الشركة تتوقف عن الإصلاحات نظرا لما تكبدته من خسائر لكن هذا الوضع أصبح يعطل مصالح المواطنين الذين رغم توفر الهاتف الجوال وخدمات الأنترنات الجوالة إلا أن العديد منهم يحتاج للهاتف القار وتعود على وجوده وعلى استعمال خدمات الفاكس والأنترنات . إن السلط الجهوية والمحلية وإزاء استمرار هذا الوضع مطالبة اليوم بالنظر بجدية في المسالة والاتفاق على حل مع شركة اتصالات تونس بالتوازي مع تكثيف الحملات الأمنية من اجل حماية هذه الأسلاك التي تعد ملكا لعموم التونسيين لا يجوز المساس بها.